كنتُ قد سمعت أن جوازات المطار سترسل لولي أمر كل امرأة رسالة على جواله تخبره فيها بخروج المرأة التى سمح لها مسبقاً بالخروج من المطار!! وهذا طبعأ لمزيد من الحرص والاهتمام بالجوهرة المصونة فلم يعد يكفي أن يسمح لها بالخروج بل لابد من تبليغه بذلك خشية أن تقرر هذه الإنسانة غير المسؤولة بالخروج ومغادرة البلد كيفما شاءت وأينما شاءت!! وفعلاً زميلة لي أرسلت لي صورة رسالة يخبر فيها ولي الأمر بأن المصونة قد غادرت بسلام!. كنت طبعاً أتمنى لو أن الموضوع كان مزحة ولكن يبدو أننا مع النساء لا نمزح ولا نتهاون فشرهن ثابت لا محالة. والقوانين المتعلقة بالنساء تطبق بحذافيرها وتستمر فعالة لعقود من الزمن! لقد قرأت العديد من المقالات فى هذا الموضوع المشين بحق وتأكدت أن الأمر حقيقي، وكأن المرأة لا ينفع معها سوى الحبس والخروج بإذن، والا خلت البلاد منهن وهربت الواحدة تلو الأخرى! عموماً لو رجعنا للشريعة الإسلامية - وسبق وأن أشرت لهذه النقطة - وفى الحديث النبوي الشريف أيما امرأة سافرت .. نجد فى الحديث أنه لا يطلب وصاية أو موافقة من ولي الأمر بل إن الأمر كله متروك فى يد المرأة ولها الحرية فيه . عدا طبعاً أمور كثيرة منطقية سبق وذكرتها ولن أسردها مرة أخرى من حيث السفر هذه الأيام وسهولته وكذلك واقع تعاملنا المؤلم والمزري مع المرأة!!. لا يعكس ذلك سوى الخوف الشديد منها وصدقوني ليس عليها. الخوف من منحها حريتها فى التصرف لأن كثيرا من الرجال يكتسبون قوتهم وثقتهم بذواتهم من خلال السيطرة وفرض الهيمنة على المرأة، والرجل الواثق من نفسه هو أكثر من يمنح المرأة حريتها فهو يؤمن بأنها إنسان مثلها مثله . وأن حق الحرية وحق تقرير المصير مثله مثل حاجة الإنسان للماء والغذاء. وهذا القانون لا يقل فى سخافته عما ذكرته سيدة بسيطة في اعتراضها على قيادة المرأة بأن السائق دوره كبير فى مراقبة المرأة ورصد حركاتها حتى لا تفسد!! لن تتحرر المرأة حتى يتحرر الرجل من مشاكله النفسية ومن عقدة النقص ومن حاجته للسيطرة على أي إنسان تشكل فيه المرأة الشخص المتاح والسهل.. وفي الحقيقة كانت هناك تعليقات جميلة من القراء على تويتر فبعض النساء طالبن بنفس الحق متى ما غادر أزواجهن الوطن وكذلك المطالبة بالحرص على المرأة فى جميع مواقف الحياة وليس فى السفر فقط.. وتساؤل جميل كيف تتزوج القاصر وتتحمل مسؤولية أسرة ولا تسافر وحدها المرأة الناضجة!!. ثم بالله عليكم خرجت المرأة من أحد مطاراتنا إلى لندن مثلاً . وبُلغ زوجها ثم قررت السفر من هناك إلى دولة أخرى، هل سيتعاون جهاز كمبيوتر مطار هيثرو فى إبلاغ زوجها؟ وفي النهاية تحية للكاتب عبدالله بن بخيت فقد عكس موضوعه صورة الرجل الواثق من نفسه والذي يعيش فى أمن وسلام مع ذاته ومع زوجته. وكل قانون لقمع المرأة وأنتم بخير..