قبل فترة طويلة كان وضع المرأة عندنا أحسن مماهو عليه الآن، وذالك عندما كان الرجل رجلاً بمعنى الكلمة!. ففي موضوع السفر لم تكن هناك البطاقة الصفراء التي تضع المرأة تحت المجهر وتستخف بآدميتها كإنسان ناضج له حق القرار والحرية مثلها مثل الرجل. عندما ينصف الرجل المرأة ويؤمن بعقلها وفكرها وحريتها فإنه ضمن هذا النسق الفكري والأخلاقي يؤمن بشعوره بالأمن وتخلو حياته من التهديد الذي يشكل هاجساً مرعباً في حياته، ويعرف أن استقلالية امرأة سواء كانت زوجته أو أخته أو أمه لن تنزع منه رجولته وكينونته كإنسان فذلك حق يحصل عليه بجهده وأخلاقه لا بتحكمه في امرأة في الغالب لا حول لها و لا قوة!! أعجبني تعليق إحدى القارئات على موضوع البطاقة الصفراء والتي لا ترضي شعورنا الديني لأن المحرم غائب عنها، بل ترضي شعور السطوة والقسوة والديكتاتورية في تعاملنا مع حواء.. تقول القارئة في تعليقها (طير يا طير والحبل في يدي). وصدقت هذه القارئة فالطير قد لا يخرج حتى من عشه! ثم لماذا نخاف فقط من انحراف المرأة ولا نقلق من انحراف الرجل؟ وهذا مثبت وموجود ففي أسفار رجالنا مع أصدقائهم دون زوجاتهم عشرات من علامات الاستفهام!. ثم بالله عليكم المرأة هنا تسافر لعملها مسافات طويلة دون محرم ودون بطاقة صفراء وتوفي منهن من توفي ولكنكم تعرفون السبب؟ سماحها بالسفر هنا هو الربح المادي لولي الأمر!. ثم انه في بعض الأحيان يكون سفر المرأة في داخل المملكة قد تكون مسافته أبعد من الذهاب لخارج المملكة! إذن السبب ليس شرعياً ولكنه موضوع يتعلق بالحرية الممنوحة للمرأة لقيمتها كإنسان! ثم إننا لو تفحصنا المرأة في صدر الإسلام فإننا لن نجد أن ذهاب ذات النطاقين لغار حراء وخروج عائشة لمعركة الجمل ومزاولة التمريض من قبل المرأة كل ذلك لم يرتبط بوجود محرم بجانبها أو ببطاقة صفراء!. وحتى الحديث النبوي الشريف " أيما امرأة سافرت ... يضع المسؤولية عليها فالخطاب موجه للمرأة وليس لولي أمرها ليتحكم فيها" . وفي النهاية البطاقة الصفراء نفسها تقول لنا إن هدفها التحكم في المرأة وليس تطبيقا لمبدأ شرعي فبوجودها تستطيع المرأة السفر حتى بدون محرم! ولو أردنا تطبيق الشرع بالفعل لمنعنا سفر المرأة بدون محرم!!وليس الحال الآن وهو منعها بدون البطاقة والسماح لها في حالة وجودها!. وهنا ظلم للنساء فمن منحها الله ولي أمر متفهماً منحت البطاقة، ومن كان حظها ولي أمر ظالماً لم تمنح هذه البطاقة! وبقيت أسيرة الى ما شاء الله! وطير يا طير والحبل في يدي!.