يفضل كثير من الأزواج السفر وحدهم من دون مرافقه زوجاتهم، قاصدين من ذلك الاستمتاع مع أصدقائهم، والخروج من الأجواء العائلية والتزاماتها، وربما رسميتها أحياناً في السفر. وهذا التوجه يصطدم غالباً - إن لم يكن دائماً - برفض الزوجة، وينشأ عن ذلك نقاشات حادة، تصل وربما وصلت إلى الخلاف والقطيعة بينهما، فالزوجه تنطلق من دافع الخوف والشك، والزوج يبحث عن حريته الخاصة، وبين ذلك..، أو في النهاية ينتصر الرجل، ويسافر. في هذا التحقيق نرصد الآراء والمواقف، ونحفز الوعي لتصويب كثير من ممارساتنا حول هذا الموضوع، ونحتكم إلى "العشرة"، و"المصلحة"، و"الثقة" لحل هذا الإشكال. نساء: »أزواجنا جبناء« وغير واثقين في أنفسهم أرفض سفره في البداية تحدثت "أم فلوه" عن رفضها التام لسفر زوجها بدونها، وقالت: "هذا الموضوع محسوم، لكنه غير واقعي، فزوجي "اللي في راسه بيسويه"، ودائماً ما تنشب مشاكل بيني وبينه، مشيرة إلى أن سبب رفضها هو الخوف عليه أكثر من خوفه على نفسه، وربما أخشى من "عيونه الزائغة"!. ورفضت "أم عبدالعزيز" سفر الزوج لوحده وعدته مدعاة الشك والريبة، وقالت: "لو سافر الزوج برفقه والده أو اخوته لكان أكثر آماناً من سفره مع اصدقائة؛ لأنهم أشخاص لا أعرفهم، وليست لدي الثقة الكاملة فيهم"، موضحة أن معظم النساء يكرهن سفر أزواجهم للسياحة وحدهم، ويبدؤون في الشك، وربما الاتهام!. أمنيات غير واقعية! وتمنت "أم وجدان" أن تحتفظ بجواز سفر زوجها لديها ولا يسافر إلا وهي برفقته، وقالت: أتمنى أن يكون ذلك الجواز بحوزتي؛ لأنه كثيراً ما يفاجئني بموعد سفرة قبل رحلته بأيام، وربما بساعات، فاصعق في بعض الأحيان، لكني اعتدت على ذلك ومجبرة على السكوت والرضى حفاظاً على أسرتي. وتشاركها الأمنيات "العنود سعد"، قائله: تكرار سفر زوجي بلا مبرر وبلا عذر مقنع يجعلني أتمنى أن يكون هناك قانون يمنع سفر الزوج وحده!!؛ لأنه كثيرا ما يسافر ويتركنا وحدنا، وما يغيظني أنني لم أسافر معه منذ سنوات طويلة، وهو يستمتع بإجازته في الخارج. يكفي شكوكاً! وعد "أبو سليمان" رفض الزوجة أنانية منها، وشك في غير محله، والواجب أن تثق المرأة في زوجها، وتعي أن من يخون أو "عيونه زائغة"، أو يرتكب المحظور لن ينتظر إجازة السفر، وإنما سيبقى على حاله في كل الأحوال والظروف، والواجب أيضاً على المرأة أن تكف عن "نظرية الشك" وتحترم زوجها، وتمنحة فرصة التغيير والراحة والاستجمام مع أصدقائه. وتنتقد "مريم عبدالله" رأي "أبو سليمان"، مشيرة إلى أن الأناني هو من يسافر لوحده ويترك أسرته بين "أربعة جدران"، مشيرة إلى أن الواثق من نفسه لا يمانع من أصطحاب زوجته وأطفاله معه، ولكن "عقدة الرجل" أنه خائف دائماً، و"جبان" من المواجهة!!. ويرى"أبو يزيد بن قشعم" سفر الرجل لوحده تخفيف من عبء العمل وتحمل المسؤولية، مشيراً إلى أن موافقة الزوجة غير ضروري؛ لأن معارضتها حتمية، ولكن يجب التعامل مع الموقف بلطف وترو. ويؤيده "أبو نايف" بعدم أخذ رأي الزوجة، عاداً سفر الرجل لوحده حالة من الترفيه عن النفس، ويخالفه "أبو ريماس" الذي يؤيد أخذ رأي الزوجة في سفره، ومدى مناسبته لظروف العائلة، مستنكراً من يصف ذلك بالجبن والخوف من الزوجة، بل هو احترام وتقدير لها. بينما يرى "عبدالرحمن بن فهد" أن الحل وسط، فلا تمانع زوجته من السفر لوحده، وهو أيضاً لا يبخل عليهم بالسفر، مؤكداً أن أفكار المرأة تجاه سفر الرجل يجب أن تتغير، ولا تسمع من الآخرين ما يغذي تلك الشكوك!. وجهات نظر أخرى وطرحت "عبير محمد" تساؤلها عن سبب سفر الرجل لوحده وإصراره على ذلك من دون زوجته، وقالت: "لو كان الرجل يسلك الطريق السليم والصحيح ويثق بما يفعله لما مانع شريكة حياته من اصطحابها، لذا؛ لا أفكر في مناقشة في ذلك الأمر؛ لأنه لا يهمني دام أنه يلبي حاجاتي ومتطلباتي، وسفري مع أهلي أفضل من السفر معه. وتشير "أم شهد" إلى أن زوجها يستغل مكان عمله ويسافر بمفرده، والحجة التي تسمعها منه دوماً "رحلة عمل"، وهي على علم تام أن تلك السفرة لا علاقة لها بعمله، وقالت: "أنا مضطرة لقبول سفره؛ لأني أكره النكد في الحياة الزوجية، كما إني أحفظ له جميل صنعه معي ومع أولادي". وترى "هدى عبدالملك" أن على المرأة أن تتخلى عن فكرة الشك في سفر زوجها بمفرده، وأن تثق به، ولا تصغي لأحد، وأن تبعد عن حياتها كل الشوائب التي قد تعكر صفو حياتها. وكشفت "وداد عبدالله" أنها تعمد إلى خلق مشكله جراء تخطيط سفر زوجها لوحده، وقالت: "أحاول دوماً أن أفعل ذلك كي يتراجع عن سفرته وعن قراره، لكنه يزيد تمسكاً بها في كل مرة، مشيرة إلى أنها عانت مشاكل سفر زوجها كثيراً، وحاولت منعه لكنها أخفقت، وانتهى بها الحال إلى التسليم بالواقع.