يعتبر الألم البطني المتكرر في الأطفال حالة شائعة الحدوث. وتلاحظ عند أكثر من 10٪ من الأطفال ما قبل سن المدرسة وفي سن المدرسة. وغالباِ يرافق الألم البطني قبل عمر السنتين وجود سبب عضوي في أغلب الأحوال، أما في الأطفال الأكبر سناً فيشكل تقريباً 10٪ من الحالات فقط. وكما هو معلوم أن آلام البطن مزعجة للأهل والطبيب معاً لأنها أنواع كثيرة ولها أسباب كثيرة جداً وتحتاج أحياناً إلى فحوصات كثيرة طبقاً لما يراه الطبيب وحسب رأيه وخبرته والظروف المحيطة به من المكان الموجود به. وضغط الأهل أحياناً وتشابه الأسباب أحياناً أخرى. أنواعه 1 - الألم البطني الوظيفي: وهو الألم الذي لا يكون سببه أو وراءه سبباً عضوياً. وهذا النوع من الآلام هي التي في الحقيقة مصدر ازعاج ومتاعب للطبيب والأهل والطفل حيث يخل بالفعاليات اليومية مثله كالألم العضوي. وأكثر الأطراف انزعاجاً هو الطبيب الذي يحمل عبء التشخيص والتدبير له، فيحاول الطبيب أن يبذل قصارى جهده لتحاشي الأخطاء. وقد يستبد القلق بالأهل حول عدم القدرة على إيجاد سبب عضوي لهذا الألم المتكرر. ويصعب أحياناً إقناع الأهل بأن هذا الألم هو وظيفي مما قد يؤدي إلى الاحباط لدى الطبيب بسبب عدم القدرة أيضاً على العثور على سبب واضح ومقنع للأعراض وبسبب ما يتعرض له من ضغوط من الأهل لوضع حد لهذه المشكلة من جذورها. مما قد يؤدي ذلك في بعض الأحيان إلى اضطرار الطبيب بالافراط في إجراءات وفحوصات هو في غنى عنها ويمكن الاكتفاء بالقصة المرضية المفصلة، وكذلك تاريخ الأهل المرضي والاجتماعي والبيئي والأمر الملاحظ أن النمط الذي يتخذه الألم والوضع الاجتماعي المرتبط به يتخذ صفات نموذجية غالباً في الألم الوظيفي ولا حاجة لاستقصاءات بعيدة المدى ولا يعني بالضرورة أن سببه اجتماعي نفسي بصورة قاطعة فلربما كان هناك بعض الأسباب الخفية والتي لم يتم إيضاحها بعد. 2 - الألم البطني العضوي: وهو الألم الذي يكون مصدره أحد أعضاء الجسم وسنوضح الأسباب بعد قليل. أسباب الألم البطني المتكرر إن حدوث هذا الألم عند الأطفال جدير بالاهتمام ويجب أخذه بعين الاعتبار واستبعاد الأسباب الخطيرة وذلك من خلال أخذ القصة المرضية المفصلة وفحص الطفل جيداً وإجراء الفحوصات طبقاً لما يكتشفه الطبيب من القصة المرضية والفحص. ربما يلجأ بعض الأطفال لاستخدام الأعراض وسيلة للتهرب من أشياء معينة مطلوبة منهم دون أن يكون هنالك بالفعل ما يبرر ذلك وهذا يمكن اكتشافه من قبل الطبيب. إن الألم البطني يزداد ويتأثر بعوامل نفسية واجتماعية حيث تؤدي تلك العوامل إلى إطالة مدى هذا الألم واعتباره مزمناً كما أن استجابة الطفل للألم أيضاً تتأثر بالكرب والضغط النفسي الذي يعاني منه الطفل وكذلك نمط شخصيته ومدى ما يلقاه السلوك المرضي ضمن الأسرة من تعزيز، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فبعض الأهالي وطريقة تعاملهم مع هذا المرض مختلفة فربما يبقون طفلهم في المنزل خوفاً عليه وآخرون يتركون طفلهم يمارس حياته ونشاطاته الروتينية المعتادة. وكل يحتاج تعاملاً خاصاً. سنذكر بعض الأسباب والأمراض وصفاتها خاصة ما يتعلق بنوع الألم. أولاً : أسباب لا عضوية: 1 - الألم البطني الوظيفي: ويتميز الألم بأنه لا نوعي ويكون حول السرة غالباً. 2 - متلازمة الإمعاء المتهيجة: وتتميز بحالات مغص متقطعة، واسهال، وامساك. 3 - التخمة بدون قرحة: وأعراضها تشبه القرحة الهضمية وآلام أعلى البطن. ثانياً - أسباب تتعلق بالسبيل المعدي المعوي: 1 - الامساك المزمن: يكون هناك قصة احتباس براز، ودليل على وجود امساك عند الفحص. 2 - عدم تحمل اللاكتوز: حيث يرافق الأعراض تناول اللاكتوز تطبّل البطن، غاز بالبطن ومغص واسهال. 3 - الإصابة بالطفيليات: خاصة الجيارديا حيث يكون هناك تطبل بالبطن ومغص واسهال 4 - تناول كمية كبيرة من الفرتكوز: يؤدي إلى ألم بطني لا نوعي مع تطبل بطن، وغازات واسهال. 5 - القرحة الهضمية: يكون ألمها أعلى البطن حارقاً أو احساساً بالضيق يزداد عند الاستيقاظ أو قبل الوجبات، ويزول بمضادات الحموضة. 6 - التهاب المريء: ويكون الألم أعلى البطن مع حرقة خلف القفص الصدري. 7 - رتج ميكل: ويكون الألم البطني عادة حول السرة أو في أسفل البطن، وقد يكون هناك دم في البراز. 8 - الانغلاق الراجع: يكون الألم البطني على هيئة مغص شديد انتبابي، ويصاحب البراز قطرات من الدم أثناء حدوثه. 9 - الفتق الداخلي أو الفتق في جدار البطن: يحدث آلاماً في البطن أحياناً. 10 - التهاب الزائدة المزمن: ويكون ألمها في الربع السفلي الأيمن من البطن ويصعب تشخيصها. ثالثاً - أسباب تتعلق بالمرارة والبنكرياس: 1 - تكوّن حصاة المرارة: ويتميز الألم في الربع العلوي من البطن ويزداد سوءاً مع الوجبات. 2 - تكيّس الطرق الصفراوية: ويكن ألمها في الربع العلوي من البطن مع وجود كتلة مع ارتفاع مادة البليروبين (الصفراء) في الدم أحياناً. 3 - التهاب البنكرياس المتكرر: ويكون الألم ثابتاً وشديداً قد ينتشر إلى الظهر مع إقياء. رابعاً - أسباب تتعلق بالمجاري البولية والتناسلية: 1 - التهابات المجاري البولية: ويكون الألم فوق العانة، وفوق الخاصرة. 2 - التحصي البولي: الألم شديد يمتد من الخاصرة إلى الناحية الأربية وينزل على الخصية. 3 - الاضطرابات البولية التناسلية: الألم فوق العانة أو في أسفل البطن، ويكون هناك أعراض تناسلية بولية. خامساً - أسباب متفرقة: 1 - الشقيقة البطنية: عادة يكون هناك قصة عائلية للشقيقة ويكون الألم مصحوباً بغثيان. 2 - الصرع البطني: ويصاحب الألم أعراض بادرية لنوب التشنجات. 3 - متلازمة جلبرت: يصاحبها ألم بطني بسيط مع ارتفاع بسيط في البليردبين. 4 - الحمى العائلية للبحر المتوسط: وتتميز بنوبات متكررة من الحمى والألم البطني الشديد ومضض مع وجود دليل آخر على التهاب الأغشية المصلية العديد. 5 - فقد الدم المنجلي: يصاب الطفل بنوبات من الآلام المتعددة في عدة مناطق ومن بينها وأهمها آلام البطن الشديدة مع فقر الدم الزمن. 6 - الاشمام (التسمم) بالرصاص: يؤدي على المدى البعيد إلى ألم بطني مبهم مع وجود امساك، ويصعب اكتشافه احياناً. 7 - فرفرية هيونج شونلاين: والتي تتميز بطفح جلدي مع أو بدون ألم بطني ماغص شديد ومتكرر، مع دم خفي في البراز. والطفح عادة يكون مميزاً ويصاحب ذلك التهاب المفصل. 8 - الوذمة الوعائية العصبية: وتتميز بألم في البطن وتورم في الوجه أو المجاري التنفسية ويكون ألمها غامضاً. 9 - البورفرية المتقطعة الحادة: وتتميز بألم شديد تطلقه الأدوية أو حالة الصيام أو الالتهابات.