سجل انتاج الأرز العالمي في الموسم الحالي مستويات أفضل مقارنة بانتاج الموسم الماضي؛ مما يعزز الطلب على الاستيراد مقروناً بإمدادات التصدير الوافرة التوسّع التجاري في عام 2012 بزيادة أخرى طفيفة في عام 2013. وذكر تقرير دولي أنه " فيما يتعلق بالإنتاج الخاص بالحبوب الخشنة، فالمتوقع أن تظل الأسواق شديدة التأزم أيضاً خلال عام 2012 / 2013، في حين تشير تكهنات "الفاو" الأخيرة للإنتاج في عام 2012 إلى انخفاض بنسبة 2.5 بالمائة من مستوى عام 2011 القياسي، أمّا الأرصدة فينتظر أن تسقط إلى مستويات تاريخية ". وتوقع التقرير أن تتأزّم إلى حد بعيد في عام 2012 / 2013 بسبب هبوط محتمل في إنتاج الذرة الصفراء والقمح، والمقدّر بحسب بيان صحفي صادر من منظمة الأغذية العالمية أطلعت "الرياض" عليه أن يتراجع الإنتاج العالمي من الحبوب بنسبة 2.7 بالمائة مقارنة بمحصول السنة السابقة القياسي، في ما سيؤدّي إلى انكماش بمقدار 25 مليون طنّ في الأرصدة العالمية ". وفي شأن متصل، قالت وزارة الزراعة الروسية أن روسيا قامت بتصدير ما مجموعه 11 مليون طن من الحبوب منذ بداية موسم الصادرات الزراعية الجديد في شهر يوليو الماضي، وحتى منتصف نوفمبر الحالي إلى البلدان الأجنبية، ومن بينها مصر، وغيرها من دول الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا. ويذكر الروس أن حجم الصادرات الروسية من الحبوب في الموسم الزراعي الجديد 2012-2013 سيكون أقل من مستواه في الموسم الماضي 2011-2012 عندما وصل مؤشره إلى 27.2 مليون طن. ويعزى ذلك بحسب تقارير اعلامية إلى انخفاض محصول البلاد من الحبوب إلى 72.5 مليون طن هذا العام بالمقارنة مع 94.2 مليون طن في العام الماضي بسبب الأحوال الجوية السيئة في معظم المناطق الزراعية التقليدية. وهنا عادت المنظمة الدولية الى التذكير " بينما ظل مؤشر المنظمة لأسعار الحبوب أعلى من اكتوبرفي السنة الماضية بمقدار 12 بالمائة، إلا أنه عاود الانخفاض بنسبة 1.2 بالمائة عن مستوى سبتمبر؛ على الأغلب بسبب الأسعار الأوطأ قليلاً للقمح والذرة الصفراء". ويرى خبراؤها بأنه "تعكس أسعار القمح الراهنة نشاطاً تجارياً بطيئاً، بينما سجلت قيمة محاصيل الذرة الصفراء هبوطاً يعود على الأكثر إلى ركود الطلب على الماشية ومنتجاتها وأيضاً الاستهلاك من جانب القطاع الصناعي. وبالنسبة للقمح فالمتوقع أن تهبط التجارة العالمية في عام 2012 / 2013 إلى أقل من ذروة الموسم السابق، في حين ستبقى الأسعار فوق مستويات عام 2011 ". ويلاحظ "تراجع المؤشر العالمي لأسعار الغذاء لدى منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "FAO" بمقدار واحد بالمائة في اكتوبر2012، وللأشهر العشرة الأولى من العام الجاري ظلّ متوسط أسعار المواد الغذائية أقل بمقدار ثمانية بالمائة عن نفس الفترة في عام 2011". ولفتت الى أنه سجّل المؤشر العالمي تراجعاً من نقطتين إلى 213 نقطة من مستواه المنقح لشهر سبتمبر والبالغ 215 نقطة. ويذكر المتابعون بأنه يُعزى الهبوط على الأكثر إلى تراجع الأسعار الدولية في حالة الحبوب والزيوت والدهون، والذي عوّض وأكثر عن الزيادات في أسعار السكّر والألبان. وأبانت نشرة "توقعات الأغذية" التي تصدرها المنظمة مرتين في السنة ، إلى أن " الأسعار الدولية للمواد الغذائية، وأسعار الشحن الأوطأ، مقرونةً بانخفاض المشتريات من الحبوب ، يمكن أن تضغط فاتورة استيراد الغذاء العالمية. بدوره شدد جوزيه غرازيانو دا سيلفا، المدير العام للمنظمة على أن جملة من التدابير والإجراءات حالت رغم تأزّم الأسواق دون أن تحلّق أسعار الغذاء العالمية في الارتفاع مجدداً على النحو الذي شوهد خلال عامي 2007 / 2008 و 2009 / 2010.. وقال المسؤول الدولي: يأتي تحسّن التنسيق الدولي، وشفافية الأسواق بفضل النظام العالمي لمعلومات الأسواق 'AMIS' كوسيلة منعت انتشار حالة من الهلع أو أن تتحول أسوأ موجة جفاف نواجهها منذ عقود إلى أزمة غذائية جديدة كما حدث في الماضي القريب. وبين أن موجات الجفاف والفيضانات ليست سبباً للأزمة بل هي غياب الحوكمة. ففي الساحة الدولية التي يغلُب عليها العولمة لا يمكن أن يتمتع بلد بمفرده، أو إقليم واحد بالأمن الغذائي؛ والمتعيّن علينا أن نعمل من أجل تدعيم الحوكمة العالمية للأمن الغذائي.