تشير التقديرات الى أن الاستخدام الكليّ للحبوب في عام 2011 / 2012 بكمية 2310 مليون طنّ، أي فيما يفوق مثيله لعام 2010 / 2011 بنسبة 1.8 بالمائة. وما يَبرُز كسمةٍ جديدة على جانب من الأهمية فهو ارتفاعٌ بمقدار 8 بالمائة في استخدام القمح لإعداد العلف الحيواني، وعلى اعتبار السِعر التنافسي لهذا المحصول مقارنةً إلى العلف المُعدّ من الحبوب الخشنة وبخاصة الذرة الصفراء. وتذكر أحدث تقديرات للمنظمة " الفاو " إلى أنّ ثمة 23 بلداً حول العالم بحاجة إلى المساعدة الخارجية بسبب البُوار المحصولي، والنزاعات، وعدم استتاب حالة الأمن، والكوارث الطبيعية إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية. وسَجَّلت أسعار الحبوب التي تمثِّل إحدى المجموعات السِلعية الرئيسيّة المُتضمَّنة في مؤشِّر أسعار الغذاء، لدى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "FAO"، هبوطاً من 3 نقاط أو بنسبة 1 بالمائة، مما كانت عليه في اكتوبر/تشرين الأوّل. ويُعزىَ معظم هذا التراجُع السِعري إلى هبوط أسعار القمح التي تقود الاتجاه العام إذ انخفضت بمعادل 3 بالمائة، بينما تحرَّكت أسعار الأرز في هبوطٍ أقل من ذلك وظلَّت أسعار الحبوب الخشنة فعلياً بلا تغيير. ومع ذلك، بقي مؤشِّر أسعار الحبوب أعلى بمقدار 6 نقاط عن مستواه السائد في نوفمبر/تشرين الثاني 2010. ووفق بيان صحفي أصدرته الفاو اطلعت الرياض عليه فأن الضغوط الهبوطية على أسعار الحبوب، إنما تعود على الأكثر إلى إعادة تقدير الزيادات الهامة المتوقَّعة خلال الفترة 2011/ 2012 لإمدادات الحبوب العالمية نظراً إلى تحقيق غلالٍ أفضل لدى بعض البُلدان الآسيوية والاتحاد الروسي، وتَزايُد الأرصدة من احتياطيات الحبوب على نحوٍ يفوق الإسقاطات السابقة لدى الأخير. ومن العوامل الأخرى تدهور الآفاق الاقتصادية العالمية وارتفاع قيمة الدولار الأمريكي. وتابع البيان الذي نشرته المنظمة على موقعها الالكتروني بأنه لم يَكَد مؤشِّر أسعار الغذاء يتحرَّك في نوفمبر؛ من مستواه خلال اكتوبر2011. وبمستواه الجديد البالغ 215 نقطة، يأتي مؤشِّر أسعار المواد الغذائية في العالم دون حدود الذِروة التي سُجِّلت في فبراير2011، بمقدار 23 نقطة أي فيما يقلّ عن هذا المستوى السابق بنسبة 10 بالمائة، وإن ظلّ المؤشِّر مع ذلك أعلى بمقدار نقطتين، أو واحد بالمائة، عن مستواه السائد في نوفمبر2010. ورَدت هذه التطوّرات ضِمن أهم البيانات التي طُرحَت في إصدار اليوم من نشرة المنظمة "فاو" الفصلية المعنونة "توقعات المحاصيل وحالة الأغذية". وأكّد التقرير مستوى قياسياً للإنتاج العالمي من الحبوب بمقدار 2323 مليون طنّ للعام الجاري؛ وحتى مع الانخفاض الهامشي عن تقديرات اكتوبر إلا أن المستويات الجديدة للإنتاج تمثِّل زيادةً مقدارها 3.5 بالمائة مقارنةً بإنتاج عام 2010. ويُفيد التقرير بأن هذا المستوى من محاصيل الحبوب لعام 2011 ينبغي أن يكون كافياً لتغطية الزيادة المتوقّعة في الاستخدام خلال عام 2011 / 2012، وأن يسمح بتجدُّد معتدل أيضاً لأرصدة الاحتياطيات العالمية.