انخفض المؤشر العالمي لأسعار الغذاء لدى منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "فاو" بمقدار 1% في أكتوبر الماضي، فيما بقي متوسط الأسعار للأشهر العشر الأولى من العام الجاري أقل بمقدار 8% عن الفترة نفسها في 2011. وعزت المنظمة الدولية الهبوط إلى تراجع الأسعار الدولية للحبوب والزيوت والدهون، والذي عوّض الزيادات في أسعار السكّر والألبان. وتوقعت "فاو" في تقرير صدر أمس وحصلت "الوطن" على نسخة منه، أن تتراجع فاتورة واردات الغذاء العالمية للعام الجاري ببنسبة 10%، فيما سيسجل إنتاج الأرز والسكر مستويات قياسية. وقدر التقرير حجم الإنفاق العالمي على واردات الغذاء في حدود 1.14 تريليون دولار في 2012، أي بما يقل بمقدار 10% عن المستوى القياسي العام الماضي. وقال المدير العام للمنظمة جوزيه غرازيانو دا سيلفا، إن "جملة من التدابير والإجراءات حالت رغم تأزّم الأسواق دون أن تحلّق أسعار الغذاء العالمية في الارتفاع مجدداً على النحو الذي شوهد خلال عامي 2007/2008 و 2009/2010، وفي مقدمة ذلك تحسّن التنسيق الدولي، وشفافية الأسواق بفضل النظام العالمي لمعلومات الأسواق "'AMIS"، والذي أنشأته مجموعة البلدان العشرين الكبرى "G20"، وسيلة منعت انتشار حالة من الهلع أو أن تتحول أسوأ موجة جفاف نواجهها منذ عقود إلى أزمة غذائية جديدة كما حدث في الماضي القريب". ويتخذ النظام من المنظمة "فاو" بالعاصمة الإيطالية مقرّاً لأمانته. وأضاف "أن موجات الجفاف والفيضانات ليست سبباً للأزمة بل هي غياب الحوكمة. ففي الساحة الدولية التي يغلُب عليها العولمة لا يمكن أن يتمتع بلد بمفرده أو إقليم واحد بالأمن الغذائي؛ والمتعيّن علينا أن نعمل من أجل تدعيم الحوكمة العالمية للأمن الغذائي". ووفقا لتوقعات "فاو" فإن موازنة العرض والطلب العالميين للحبوب يتوقّع أن تتأثر إلى حد بعيد في 2012/2013 بسبب هبوط محتمل في إنتاج الذرة الصفراء والقمح. والمقدّر أن يتراجع الإنتاج العالمي من الحبوب بنسبة 2.7% مقارنة بمحصول السنة السابقة القياسي، في ما سيؤدّي إلى انكماش بمقدار 25 مليون طنّ في الأرصدة العالمية. وبينما ظل مؤشر "فاو" لأسعار الحبوب أعلى من أكتوبر في السنة الماضية بمقدار 12%، إلا أنه عاود الانخفاض ب1.2% عن مستوى سبتمبر، على الأغلب بسبب الأسعار المنخفضة للقمح والذرة الصفراء. وتعكس أسعار القمح الراهنة نشاطاً تجارياً بطيئاً، بينما سجلت قيمة محاصيل الذرة الصفراء هبوطاً يعود على الأكثر إلى ركود الطلب على الماشية ومنتجاتها وأيضاً الاستهلاك من جانب القطاع الصناعي. ومن المتوقع أن تهبط التجارة العالمية للقمح في 2012/2013 إلى أقل من ذروة الموسم السابق، في حين ستبقى الأسعار فوق مستويات 2011. أما بالنسبة إلى الحبوب الخشنة، فتشير التقديرات إلى انخفاض ب2.5% من مستوى 2011 القياسي. وذكر التقرير أنه بفضل الظروف المواتية من الممكن أن يفوق إنتاج الأرز العالمي في 2012 المسجل في الموسم الماضي. وقد يعزز الطلب الحثيث على الاستيراد مقروناً بإمدادات التصدير الوافرة، التوسّع التجاري في 2012 بزيادة أخرى طفيفة في 2013. وتوقع أن يسجل إنتاج السكّر العالمي مستوى قياسياً جديداً، بعد تغطية الطلب على الاستهلاك العالمي بفارق كبير. والمنتظر أن تحدو قابليات التصدير الكبيرة بالبلدان الموردة الرئيسة، مقرونة بإعادة بناء أرصدة السكّر لدى بلدان الاستيراد الكبرى، إلى دعم تجارة هذه السلعة الرئيسة في 2012/2013. وعلى صعيد اللحوم فأبان التقرير أن الأسواق العالمية تواجه تحديات ارتفاع أسعار الأعلاف، وركود الاستهلاك، وتراجع ربحية القطاع. والمنتظر أن يأتي النمو الكليّ في إنتاج اللحوم العالمي في 2012 دون 2%. وفيما تقارب الأسعار الدولية مستويات قياسية من الارتفاع حالياً، فإن نمو التجارة العالمية يواجه الركود أيضاً. في الوقت ذاته، سجل متوسط مؤشر أسعار الألبان ارتفاعا نسبته 3% في أكتوبر حيث يعدّ التأزم الموسميّ في الإمدادات وتراجع أرصدة المخزونات وسط استمرار الطلب العالمي القوي، مسؤولة عن هذا الارتفاع.