ستحافظ المملكة على مكانتها كأكبر بلد منتج للنفط بالعالم على الأقل حتى عام 2020م بما لديها من احتياطيات كبيرة للنفط الخام وما تمتلكه من قدرات تقنية عالية تم توظيفها لاستخراج البترول الخام وتحسين كفاءة الإنتاج في الحقول النفطية ما يساهم في إطالة عمرها الافتراضي وقوة تدفقاتها بوتيرة تجعل الحقول النفطية تحافظ على نظارتها لسنوات طويلة دون اللجوء إلى وسائل إضافية تحفزها على الإنتاج ما قد ينهك تدفقها الطبيعي. وكشفت دراسة حديثة قام بها مركز بيلفر للعلوم والشؤون الخارجية بجامعة هارفرد أن العالم سوف يشهد قفزة في إنتاج النفط الخام خلال الثماني سنوات القادمة ليصل إجمالي الطاقة الإنتاجية للنفط بالعالم إلى 110 ملايين برميل يوميا في عام 2020م من خلال إضافة حوالي 17 مليون برميل يوميا إلى الإنتاج الحالي، حيث ستستفيد الشركات المنتجة للبترول من التقنية الحديثة التي أدت إلى تحسين كفاءة الإنتاج وكذلك تطوير وسائل الاستكشاف والحفر التي مكنت الشركات النفطية من الوصول إلى مناطق نائية كانت مستعصية على المستكشفين قبل التطور التقني الحديث. وأشارت الدراسة إلى أن السعودية سوف تحافظ على صدارة المنتجين بطاقة إنتاجية تتخطى 13 مليون برميل يوميا بحلول 2020م، فيما الزيادة بالطاقة الإنتاجية سوف تأتي من الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تخطط إلى رفع طاقتها الإنتاجية إلى ما فوق 11.5 مليون برميل يوميا، كما ستساهم كل من العراق وكندا والبرازيل في تعزيز مكونات الطاقة الإنتاجية العالمية الجديدة من النفط الخام وسوائل الغاز والمواد البترولية المكررة. وتوضح الدراسة أن شركات النفط العالمية تعمل حاليا على سن الخطط الاستثمارية للسنوات الخمس القادمة من أجل إنفاق مبالغ كبيرة على مراحل الصناعات الأولية والتي تشمل الحفر والإنتاج وكذلك تخصيص مبالغ أكبر في ميزانيتها قد تتخطى 40% لعمليات النقل سواء عن طريق الأنابيب أو ناقلات النفط العملاقة لنقل الخام من مكامن النفط في المناطق النائية إلى مواقع المعالجة والتكرير. ورجحت الدراسة أن تساهم سوائل الغاز الطبيعي والمواد البترولية المكررة بما نسبته 25% من الطاقة الإنتاجية العالمية المرتقبة خلال عام 2020م بما يعني أن العالم سوف يتجه بصورة رئيسة إلى التوسع في الصناعات التحويلية من أجل تعظيم الفائدة من البترول والغاز الطبيعي من خلال المصافي والمشاريع البتروكيماوية المتكاملة. وتؤكد هذه الدراسة عدم دقة تقرير وكالة الطاقة الدولية التي تدافع عن مصالح الدول المستهلكة في توقعاتها السنوية الذي نشر الأسبوع الماضي والتي أشارت فيه إلى أن الولاياتالمتحدة ستتخطى السعودية كأكبر منتج للنفط في العالم في 2017، إذ تقترب من تحقيق الاكتفاء الذاتي بفضل زيادة حادة في إنتاج الغاز والنفط الصخريين، كما أن النتائج التي خلصت إليها الوكالة تتناقض تناقضا حادا مع تقريرها عام 2011 الذي توقع أن تظل السعودية أكبر منتج للنفط في العالم حتى 2035م.