نجحت برامج ارامكو السعودية واستراتيجياتها الاستثمارية لتطوير صناعة النفط والغاز في أن تصبح المملكة أكبر منتج لسوائل الغاز الطبيعي بالعالم بإنتاج بلغ 461.4 مليون برميل خلال عام 2011 بزيادة قدرها 16.4 مليون برميل عن إنتاج عام 2010، مؤكدة قدرتها على إنتاج سوائل الغاز الطبيعي من الغازات الهيدركربونية بنفس التفوق الذي تحققه في مجال إنتاج النفط الخام. وقال تقرير حديث صادر عن شركة ارامكو السعودية إن برامج استثمار الغاز الطبيعي مكنت الشركة من إنتاج 175.8 مليون برميل من البروبان و113.9 مليون برميل من البوتان و93.15 مليون برميل من المكثفات و78.48 مليون برميل من البنزين الطبيعي، وبلغت صادرات سوائل الغاز الطبيعي حوالي 332 مليون برميل خلال عام 2011م مرتفعة من 316.42 مليون برميل خلال عام 2010. وعزا التقرير هذه النجاحات في مجال الغاز الطبيعي إلى تقنية جديدة تسمى الانموذج الاستشرافي الالكتروني لشبكة الغاز الرئيسة الذي يوفر معلومات آنية لتحسين عملية اتخاذ القرار وأداء الشبكة وتحديد عمرها الافتراضي، كما أن أرامكو ركزت بصورة كبيرة في السنوات الاخيرة على مشاريع تطوير الغاز الرئيسة في المناطق المغمورة في الخليج العربي وعلى مرافق جديدة لمعالجة الغاز وتجزئة سوائل الغاز الطبيعي، ما ساهم في تنامي إنتاج الغاز خلال عام 2011م إلى ذروة وصلت في أحد الايام إلى 11.2 بليون قدم مكعبة قياسية وهو ما يعتبر نجاحاً منقطع النظير لبرامج الشركة التطويرية. وذكر التقرير أن صناعة الغاز السعودية ستشهد خلال السنوات الثلاث القادمة قفزة كبيرة نظرا لدخول مشاريع كبيرة حيز الانتاج واكتمال عدد من الاعمال ومرافق البنى التحتية ومن أهم هذه المشاريع العملاقة التي ستبدأ الإنتاج الفعلي نهاية العام القادم معمل غاز الخرسانية والذي ستبلغ طاقته الانتاجية 400 مليون قدم مكعبة قياسية ما يدعم شبكة إنتاج الغاز السعودية. ويتوقع محللون نفطيون أن تساهم مشاريع الغاز الطبيعي في تطوير المشاريع الصناعية الاخرى في مجال التعدين والبتروكيماويات والتي تعتمد بصورة رئيسة على وقود الغاز الطبيعي لتوسيع أعمالها وتطوير استثماراتها الصناعية في مختلف مناطق المملكة، إذ يعتبر الغاز الطبيعي من أفضل أنواع الوقود المستخدم في المصانع نظرا لكفاءته الطاقوية وصداقته للبيئة، وهو الجانب الاهم في أداء الشركات الصناعية التي تعاني كثيراً من المشاكل البيئية التي تشكل عثرات أمام استثماراتها. وتعمل المملكة على زيادة إنتاجها من المواد البترولية المكررة لمواجهة الطلب المحلي الذي يتوقع أن يصل إلى 8 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2020م ما يتطلب زيادة في الاستثمارات لبناء المصافي ورفع الطاقة الانتاجية للمملكة البالغة حاليا 4.2 ملايين برميل يوميا بما في ذلك العمل مع شركاء ارامكو السعودية الاستراتيجيين لبناء مصافي خارج المملكة حيث شرعت أرامكو في الاسابيع الماضية بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم مع شركات صينية واندونيسية لبناء مصافي مشتركة في هذه الدول تتخذ طابع التكامل الصناعي والذي يشمل إنتاج البتروكيماويات إلى جانب إنتاج المواد البترولية المكررة وتصديرها إلى أسواق المملكة.