تسبب المدير الفني لفريق الشباب ميشيل برودوم بإبعاد فريقه الشباب عن صدارة دوري «زين» للمحترفين بعد كانت الفرصة سانحة له لاعتلاء القمة ولو مؤقتاً قبل مواجهة الاتفاق إذ واصل برودوم تخبطاته الغريبة التي سخر منها جميع عشاق الشباب، وظلت محل استغرابهم، فلا يزال المدرب العالمي لم يكتشف أن هناك ثغرة واضحة، وخللاً كبيراً في منطقة الظهر تسبب في كسر ظهر الفريق وانكشاف مرمى وليد عبدالله في الكثير من المناسبات التي كلفت أهدافاً بالجملة سجلها مهاجمو الفرق هنا، وهناك حتى تجاوز الرقم المسجل حتى هذا الأسبوع ما سجل في الفريق خلال الموسم الفارط بأكمله، وهو الذي خرج منه الفريق دون خسارة. فلم يستطع المدير الفني»العالمي» أن يعالج هذه الثغرة الواضحة والتي لو سألت عنها أصغر عشاق الشباب، وأقل متابعي الكرة لأوضح لك علة الشباب بل ربما أعطاك الحلول الجذرية التي تساهم في رأب الصدع الظاهر للعيان إلا»العالمي» ميشيل برودوم. أطرح هنا سؤالاً: ماهو دور المدرب عند وجود خلل واضح في الفريق؟ أليس من المسلمات العمل جاهداً لعلاجه، هذا ما لا نشاهده مع برودوم فإما أنه لايعرف أين مكمن الخلل، وهذه مصيبة أو أنه يعرفه ولم يستطع حله فالمصيبة أعظم خصوصاً أنه المصنف الأول تدريبياً في دوري «زين» ومن المشاهير عالمياً فأين دور المدير الفني الخبير كيف يستغني عن صمام الفريق الموسم الفائت مارسيلو تفاريس رغم انخفاض مستواه ولكنه يبقى الأفضل في ظل عدم وجود البديل الأكثر فاعلية، ولم يقتنع برودوم بإشراك الغامدي في عدد من المباريات الأولى في الدوري رغم حاجة الفريق الماسة، ورغم انكشاف منطقة الظهر كثيراً. لماذا لم يعمد برودوم لتنظيم دفاعي جيد يحكم من خلاله المناطق الخلفية للفريق بمحاور من الطراز الرفيع كعبدالرحمن البركة إلى جوار الغامدي، ويغلق منطقة العمق بثنائي أو ثلاثي دفاعي جيد إن لزم الأمر لعلاج المشكلة المستعصية والاعتماد على انطلاقات الشمراني المرتدة التي من الممكن أن يصنعها بنجاح كماتشو وعطيف وفرناندو مع دعم مكثف حال الهجوم. أعتقد بأن أفضل طريقة لعب بها الشباب على مر تاريخه الحافل بالذهب كانت ابان فترة البرازيلي لوري ساندري وهي الاعتماد على اقفال المناطق الخلفية بمدافعين من العيار الثقيل كالرومي والداوود، والعصيمي في ظل تواجد محاور أكفاء كفؤاد أنور وخالد الزيد معتمداً على انطلاقات ظهيري الجنب سالم سرور، وعواد العنزي ويظل المهلل وحيداً في المقدمة يسانده العويران بين الفينة والأخرى وهي الطريقة التي سار عليها من بعده البرازيلي الآخر كامبوس، وفي نظري هي الطريقة الأمثل فأفضل طريقة للفوز هي الدفاع المحكم والاعتماد على الهجمات السريعة المضادة المنقولة بإتقان. الخلل الشبابي واضح وضوح الشمس في رابعة النهار وتحدث به الجميع، ولم يسمعه المدير الفني»العالمي» ميشيل برودوم الذي أضاع بتخبطاته الفنية القاتلة حلم»الليوث» مبكراً في الاحتفاظ بلقبه الأغلى خصوصاً أنه يتلقى الخسارة الثالثة له في الدوري ومواجهات الدور الأول لم تنقضي بعد. أجانب الشباب لا يصنعون الفارق فكماتشو لم يعد كما كان عليه المواسم الماضية، ولا فرناندو فقد بات لاعباً ثقيل التنقل لا تعرف أين يلعب ولا الأدوار التي يؤديها، في حين تاه تيجالي ولم يظهر توهجه الذي كان عليه الموسمين السابقين مع الاتفاق أما أفضل لاعب آسيوي لعامين فقد ظل أسيراً ليس لدكة الاحتياط بل أسيراً لقناعات برودوم الغريبة التي حرمت الفريق من مشاركة لاعب بهذا الحجم. فريق أولسان الكوري قدم درساً بالمجان في فنون كرة القدم حين نازل الهلال بالرياض فقد أحكم مناطقه الخلفية بشكل لافت وأوصد جل الطرق المؤدية لمرماه وتناقل لاعبوه الكرة بسرعة عالية جعلت مهاجميه في مواجهة مرمى الهلال أكثر من مرة ومكنتهم من زيارته في أربع مرات، وهي الطريقة الأكثر جدوى فما بالك لفريق يعاني كثيراً في منطقة الظهر فكانت هي السبيل الوحيد التي تخدم الشباب، ولكنها قناعات الغريب العجيب»برودوم» التي أبعدت عدداً من اللاعبين الشبان الذين تحينوا الفرص واحدة تلو الأخرى لكن دون جدوى. الشباب يبدو أنه بات خارج المنافسة على لقب الدوري رغم الوقت المبكر للحكم بذلك، ولكنها ليال الصيف تبين من عصاريها، وهي التي كشفت بجلاء أن الفريق لم يعد بجاهزية عالية تمكنه من المحافظة على لقبه أو حتى المنافسة عليه.