قال الموقع الامني الإسرائيلي "تيك ديبكا" أن الحرب الإعلامية والمخابراتية السرية الدائرة بين إسرائيل وإيران حول موضوع الطائرة بدون طيار الإيرانية التي تسللت لأجواء إسرائيل في السادس من أكتوبر، عادت لتشتعل من جديد مساء الأربعاء الماضي وذلك عندما نفى المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني لوسائل الإعلام الإيرانية ما قاله قائد المنطقة الشمالية في إسرائيل اللواء يائير جولان بأن الإيرانيين لا يملكون أي صورة جوية لداخل إسرائيل لاعتقاده بأن الطائرة الإيرانية لا تحمل أي أجهزة للرصد والتصوير. وقال المسؤول الإيراني رمزان شريف: "لقد حصلنا على صور من الطائرة بدون طيار التي أرسلها حزب الله، وتظهر هذه الصور الكثير من المواقع المهمة في إسرائيل، وهذا يدل على أننا نجحنا في عمليتنا هذه". وفي السادس عشر من سبتمبر الماضي قال قائد الحرس الثوري علي جعفري بأن عناصر من كتائب القدس - وهي الذراع المخابراتية للحرس - موجودة حالياً في لبنان، وطالب الرئيس اللبناني حينها ميشال سليمان تفسيراً من طهران لهذا التصريح إلا أنه لم يتلق رداً حتى الآن. كذلك لم ترد الولاياتالمتحدة ولا إسرائيل على الانتهاك الإيراني للأراضي اللبنانية، ونشر جنود إيرانيين على المناطق المحاذية لحدود إسرائيل. وأمس الأول الأربعاء قامت إيران بخطوة إضافية واعترفت بأن وجودها العسكري في لبنان موجه مباشرة ضد إسرائيل، وأن عناصر من الحرس الثوري هم من أطلق الطائرة من دون طيار إلى داخل إسرائيل استعداداً لتنفيذ عمليات عسكرية داخلها. وأكد المتحدث باسم الحرس الثوري ذلك بوضوح حينما قال: "على الإسرائيليين أن يعلموا إننا حصلنا على المعلومات التي نحتاجها حول العمق الإسرائيلي وحددنا عدداً من الأهداف التي يمكن استهدافها في حال ضرب إسرائيل لمنشآتنا النووية". وقال الموقع الأمني الإسرائيلي إن أقوال المتحدث الإيراني هذه جاءت بعد ساعات فقط من اللقاء الذي جمع بين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الأربعاء في باريس، وتم خلال هذا اللقاء مناقشة المسألة الإيرانية بتوسع. وقال نتنياهو للصحفيين قبل اللقاء بأن ضرب المنشأة الإيرانية سيعيد الهدوء والراحة لدول منطقة الشرق الأوسط. غير أن تصريحه هذا لم يحرك ساكناً لدى الإيرانيين، لأنه لم ينفذ تهديده بمهاجمة إيران خلال أشهر الصيف الماضي، وباتوا يعتقدون بأنه لن ينفذ أبداً هذه التهديدات. وترى المصادر العسكرية والمخابراتية ل "تيك ديبكا" بأن الهدف الوحيد من التراشق الإعلامي بين إسرائيل وإيران هو أن كل طرف يحاول أن يعرف ما الذي توصل اليه الطرف الآخر من عملية تسلل الطائرة الإيرانية للأجواء الإسرائيلية. فالإيرانيون يحاولون معرفة ما الذي استخلصه خبراء الحرب الالكترونية الإسرائيليون من هذه الطائرة، ويحاول الإسرائيليون معرفة المعلومات الاستخبارية التي استطاع الإيرانيون الحصول عليها في هذه العملية. وهذه الحقيقة تظهر جلياً من تصريحات اللواء جولاني عندما قال الاثنين الماضي بأن هذه العملية تدل على قدرة الإيرانيين المتقدمة وأن هذه الطائرة باستطاعتها الطيران لفترة طويلة في الأجواء الإسرائيلية قبل اكتشافها، ومن السهل تطوير الطائرة لتصبح قادرة على التصوير. بمعنى آخر فمن المحتمل جداً أن الإيرانيين نجحوا في الحصول على بعض الصور. فتصريح المتحدث باسم الحرس الثوري حول وجود صور لديهم لا يختلف كثيراً عما قاله اللواء جولاني. ونقل "تيك ديبكا" عن مصادر مخابراتية غربية قولها فجر الخميس بأن التصريحات الإيرانية السابقة تشير أيضاً إلى شكوكهم في أن سلاح الجو الإسرائيلي لم يسقط طائرتهم بالصواريخ كما اُعلن رسمياً، بل قام خبراء الحرب الالكترونية باختراق نظام الطائرة وانزالها سليمة، ولهذا يحاول الإيرانيون معرفة ما الذي اكتشفه الإسرائيليون من المعدات التي تحملها.