كشفت تقارير أمنية إسرائيلية، أن وفداً عسكرياً ايرانياً رفيعاً زار الخرطوم سراً الأسبوع الماضي والتقى الرئيس السوداني عمر البشير، حيث أبلغه أن طهران سترد في القريب العاجل على الضربة الإسرائيلية لمصنع الصواريخ الإيراني في ضواحي العاصمة السودانية. وقال وزير الاعلام السوداني أحمد بلال عثمان إن الخرطوم ستقوم بتحركات حاسمة ضد أهداف ومصالح إسرائيلية والتي أصبحت الآن أهدافاً مشروعة. وأضاف الوزير أن "خبراء عسكريين" فحصوا مجمع اليرموك المستهدف وأكدوا أن الصواريخ التي ضربت الموقع إسرائيلية الصنع. وقال إن الوسائل الجوية وعتادها التي هاجمت المصنع لا تملكها أي دولة في المنطقة سوى إسرائيل، وعاد وأكد على ما ذكرته مصادر إيرانية الخميس الماضي غداة الضربة أن أجهزة الرصد والرادار في الخرطوم قد تم تعطيلها بالكامل وقت تنفيذ الهجوم. وبحسب التقارير الأمنية الإسرائيلية، فإن وزير الاعلام السوداني لم يوضح هوية الخبراء العسكريين الذين فحصوا نوعية الاسلحة المستخدمة في الهجوم، وكيف تأكدوا بأن الصواريخ التي ضربت الموقع هي إسرائيلية الصنع. غير أن مصادر عسكرية واستخبارية أكدت للموقع الأمني الإسرائيلي "تيك ديبكا" أن وفداً عسكرياً إيرانياً رفيع المستوى وصل سراً مساء الأربعاء الماضي الى الخرطوم عقب الهجوم مباشرة، وكان يضم كلاً من قائد سلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجزاده، ونائب قائد سلاح الجو في الجيش عزيز نذيرزاده، وقائد قوات الدفاع الجوي الإيراني فارزاد اسماعيلي. ونقل الموقع عن مصادره المخابراتية قولها إنه فور وصول الوفد الإيراني توجه برفقة رئيس هيئة الأركان السوداني عصمت عبدالرحمن في قافلة مدرعة الى موقع المصنع المدمر. وتقول مصادر الموقع الأمني الإسرائيلي أن حضور قادة رفيعي المستوى ضمن الوفد الإيراني يدل على ضخامة الضربة العسكرية والاستخباراتية التي تلقتها طهران في هذا الهجوم، والأهمية الكبيرة لمصنع الصواريخ هذا في المنظومة التي تعدها ايران ضد الولاياتالمتحدة وإسرائيل في المنطقة. وتشير تركيبة الوفد العسكري أيضاً الى أمر مهم آخر وهو رغبة الإيرانيين في معرفة تفاصيل وتبعات أي هجوم محتمل للوقوف على مدى قدرة سلاح الجو الإسرائيلي لضرب مواقع أكثر بعداً عن إسرائيل وتدميرها بالكامل بأربع طائرات فقط. كذلك زار الوفد العسكري الإيراني مواقع الرادارات السودانية في محاولة لمعرفة مدى قدرة إسرائيل على التشويش عليها وتعطيلها بشكل تام. وذكر موقع "تيك ديبكا" أن الضربة الجوية جاءت بعد ورود معلومات تؤكد أن مجمع اليرموك الصناعي قد بدأ مؤخراً وبأمر من طهران بانتاج صواريخ "شهاب" كاحتياطي استراتيجي للصواريخ الباليستية الإيرانية في أي حرب مستقبلية. وينقل الموقع عن مصادر مخابراتية غربية قولها إن ايران تسعى عبر مشروعها هذا في السودان الى اقامة مخزن للصواريخ الباليستية هناك لاستخدامها في حال تعرضت صواريخها المنتشرة في أراضيها لضربة جوية إسرائيلية. ويضيف الموقع أن هذه هي المرة الثانية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية التي تسنح فيها فرصة لقادة سلاح الجو والدفاع الجوي وقادة الحرب الالكترونية الإيرانيين لدراسة قدرة إسرائيل وفحص قوتها في الحرب الالكترونية واستخدام الوسائل القتالية عن بعد، ففي السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري تسللت طائرة من دون طيار الى المجال الجوي الإسرائيلي، وكانت هذه الطائرة تُدار من قبل خبراء إيرانيين في مقرات الأمن الداخلي ل"حزب الله" جنوببيروت، قبل إسقاطها.