حذرت موسكو الأربعاء الماضي من أنها ستزود إيران بصواريخ من طراز (إس -300) المضادة للطائرات في حال بدء تحرك عسكري غربي – عربي لإسقاط نظام بشار الأسد بالقوة ، ولم ترق لها النتائج المترتبة على ذلك. جاء ذلك على لسان عضو اللجنة الاستشارية لوزارة الدفاع ورئيس معهد دراسات الدفاع بموسكو روسلان بوكوف. وأضاف بوكوف "إن سقوط النظام السوري سيرفع بشكل كبيرة احتمال تعرض إيران لضربة أمريكية إسرائيلية ، ولذلك فإن قرار موسكو استئناف تزويد إيران بصواريخ (إس – 300) الروسية سيأتي في وقت مناسب تماماً. وبقوله هذا أشار روسلان بوكوف إلى أنه مثلما كان قرار روسيا وقف تزويد إيران بهذا النوع من الصواريخ في العام 2010 صحيحاً ، فسيكون صحيحاً اليوم أيضاً في ظل التغيرات الإستراتيجية في سوريا والشرق الأوسط ، استئناف إمداد طهران بالصواريخ. ونقل موقع "تيك ديبكا" الأمني الإسرائيلي عن مصادره الخاصة قولها ان اللهجة التي تكلم بها روسلان بوكوف حول احتمال تغيير موسكو موقفها فيما يتعلق بهذه الصواريخ تشير الى أن الرؤية الإستراتيجية للكرملين قد تغيرت عن ما كانت عليه العام الماضي ، وأصبحت أكثر صلابة. ففي الثامن من شهر أغسطس العام الماضي (قبل دخول قوات الناتو وقوات عربية أخرى إلى ليبيا بأسبوعين) قال سفير روسيا لدى الناتو ديمتري روغوزين في حديث لصحيفة "ازباستيا" الروسية ان الناتو يخطط للقيام بعملية عسكرية ضد سوريا لإزالة النظام القائم هناك ، والهدف الأبعد هو ضرب إيران. بمعنى آخر لا تزال موسكو تعتقد بأنه عاجلاً أم آجلاً سيتم التدخل عسكرياً في سوريا ، وذات الخطوة ستتم ضد إيران لاحقاً. واشنطن وتل أبيب تنبهوا لهذه التصريحات الروسية ، لأنها كانت بمثابة التأكيد على التلميحات التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته لإسرائيل في الخامس والعشرين من شهر يونيو الماضي. وقالت مصادر أمريكية وإسرائيلية أن بوتين أطلق تهديدات مبطنة عندما قال انه إذا ما تمت الإطاحة بالرئيس الأسد بالقوة فان موسكو ستعتبر ذلك خرقاً لقرارات مجلس الأمن وستخرق هي بدورها حظر بيع الأسلحة لإيران. وجاءت أقوال روسلان بوكوف الأخيرة لتوضح بشكل دقيق كيف وبأي شكل ستعمل موسكو. وقالت المصادر العسكرية والمخابراتية للموقع انه في نهاية العام 2009 بدأت روسيا بتزويد إيران بجزء من المعدات التقنية لبطاريات صواريخ (إس -300) إلا أنها لم تزودها بالصواريخ نفسها ، ولا بأجهزة الرادار والتوجيه الخاصة بها. وبالرغم من ذلك استمر الروس في العام 2010 وفي النصف الأول من العام 2011 في تدريب طواقم إيرانية على تشغيل منظومة هذه الصواريخ. وقالت موسكو حينها بأن على طهران التحلي بالصبر والانتظار حتى يخف الضغط الأمريكي والإسرائيلي عليها وحينها يكون ممكناً تزويدها بالصواريخ. إن امتلاك ايران لصواريخ (إس – 300) يجعل من الصعب على المقاتلات الأمريكية والإسرائيلية ضرب المنشآت النووية الإيرانية وذلك لقدرة هذه الصواريخ العالية على صد الهجمات الجوية ودقتها العالية في إصابة الهدف، كذلك بإمكان منظمة الصواريخ هذه اعتراض الصواريخ البالستية والبحرية عند اقترابها من أهدافها.