إنه ليومٌ فضيل بل إنه أفضل وأعظم أيام السنة على الإطلاق كما رُوي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر) ويوم القر: هو يوم المبيت بمنى يوم الحادي عشر أي اليوم التالي ليوم العيد، فيوم النَّحر هو أول أيام عيد الأضحى المبارك ويوافق يوم العاشر من ذي الحجة من كل عام هجري الذي يصادف هذا العام يوم الجمعة، ففيه يجتمع يوم الجمعة ويوم النحر فياله من فضل عظيم حيث تجتمع في هذا اليوم من الأعمال الفاضلة ما لا تجتمع في غيره من أيام السنة كلها حيث يقوم الحجاج في ذلك اليوم بالجمع بين أكثر من عبادة أو نُسك بدايةً من إندفاعهم من مزدلفة إلى منى، ثم بعد ذلك رمي جمرة العقبة، بعدها يقومون بالنّحر ثم يقوم الحجاج بالحلق أو التقصير بعد ذلك يطوفون طواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة ثم العودة إلى منى. يا له من يومٍ مشهود إنه يوم الحج الأكبر كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (يوم النحر هو يوم الحج الأكبر) لفضل الأعمال التي تؤدّى في ذلك اليوم وقد سَمّى الله جل وعلى هذا اليوم بيوم الحج الأكبر كما قال تعالى: (وأذانٌ من الله ورسولهِ إلى الناسِ يومَ الحج الأكبر) فهذا دلالة من الله تعالى على فضل هذا اليوم حيث يتقرب إليه عبادهُ بأفضل القربات وأعظمها بعد الصلاة ألا وهي النّحر حيث قَرن الله تعالى هذه العبادة أي النحر بالصلاة وهي أفضل العبادات التي فرضها عليهم حيث قال تعالى: (فصل لربك وانحر) نعم ففي هذا اليوم الفضيل يقوم الحجاج وعلى اختلاف نُسُكهم بأداء تلك الأعمال الفضيلة كما قام بها المصطفى صلى الله عليه وسلم على التوالي وهي: الرمي اولاً: (رمي جمرة العقبة الكُبرى) ثم النّحر فالحلق أو التقصير ثم بعد ذلك الذهاب إلى مكة والقيام بطواف الإفاضة والسعي ثم العودة إلى منى للمبيت بها أيام التشريق. ولا حرج في تقديم أي عمل من تلك الأعمال على الآخر حسب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث إنه في ذلك اليوم ما سُئل عن تقديم عمل على الآخر إلا وقال" إفعل ولا حرج" وفي هذا اليوم الفضيل تجتمع وتصفو النفوس وتتقارب القلوب ويسود التآخي بين جميع أبناء الأمة الإسلامية وفيه تلهج الألسن بذكر الله والتكبير والتحميد وينعم المسلمون بما أنعم الله عليهم بالأكل من أضاحيهم والتصدق بجزء منها وإهداء الجزء الأخر منها للجيران والأحبة والأقارب ما يزيد من التقارب والألفة بينهم ويزيل ما قد كان بينهم من فرقة أو شحناء أو قطيعة وهذا من فضل الله علينا وعلى المسلمين جميعاً في هذا اليوم المبارك وما يأتي بعده من أيام التشريق وهي الأيام الثلاثة التي تأتي بعد يوم العيد أو يوم النحر وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر وهي أيام أكل وشرب وذكرٌ لله تعالى كما قال عليه الصلاة والسلام: (أيام التشريق أيام أكلٍ وشُرب وذكر لله تعالى) وقال تعالى عن هذه الأيام: (واذكروا الله في أيامٍ معدودات)، وقال جل وعلى في الآية الأخرى: (فإذا قضيتم مناسِكَكم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشدّ ذِكراً) وهذا دليل على فضل ذكره تعالى في تلك الأيام على غيره من أيام السنة مع أن ذكره فضيل في كل الأوقات والأزمنة. أسأل الله تعالى أن يتقبل من الحجيج حجهم، وأن يجعل ذنبهم مغفورا وسعيهم مشكورا وأن يتقبل منا ومن المسلمين أجمعين وكل عام وأنتم بخير. * الوفد السعودي الدائم لدى الأممالمتحدة - نيويورك