يعتبر العاشر من ذي الحجة من الأيام التي لها فضل كثير على الأمة الإسلامية فيما يتعلق بالسماحة والتيسير، حيث ردد رسول اﷲ صلى اﷲ عليه وسلم مقولة: (افعل ولا حرج) لكل من سأله عن تقديم ﺃو تأخير نسك على آخر في يوم الحج الأكبر ليعلن عن سماحة الإسلام وتيسيره لهم في العبادة. و يتجه حجا ج بيت ا ﷲ الحرام اليوم بعد ﺃن قضوا ر حلة إ يما نية على صعيد عرفات انتهت بالمبيت في مزدلفة إلى مشعر منى سائرين بخشوع وسكينة ملبين ومكبرين في ضجيج إيماني يشهد لهم بإ خلا ص ا لحﺐ لمولاهم. ويمر حجاج بيت اﷲ الحرام ببطن وادي محسر مسرعين في خطاهم وذلك تأسيا بالرسول صلى اﷲ عليه وسلم حيث ﺃسرع في المسير، وسبﺐ ذلك ﺃنه وادي وقع فيه عذاب من، اﷲ ثم يتجه الحجيج نحو مشعر منى قاصدين جمرة العقبة الكبرى ليرموها بسبع حصيات، مكبرين مع كل حصاة ومكة عن شمالهم ومنى عن يمينهم بروح يملأها الانقياد لأوامر اﷲ عز وجل وحكمته. ويدفع الحجاج بعد ذلك إلى مباشرة ذبح الهدي مرددين قول رسوله صلى اﷲ عليه وسلم (بسم اﷲ واﷲ ﺃكبر واللهم هذا منك وإليك) رفعين ﺃكف الضراعة ﷲ ﺃن يتقبلها منهم كما تقبلها من نبيه إبراهيم عليه السلام، وينطلق ضيوف الرحمن بعدها إلى التقصير ﺃو الحلق، والحلق ﺃفضل. ومن ثم يتحلل الحجاج في هذا اليوم التحلل الأول الذي يجيز لهم فعل كل شيء إلا الجماع، ويدفع الحجاج رحالهم بعد التنظف والتطيﺐ قاصدين مكةالمكرمة مؤدين طواف الإفاضة الذي يعد ركنا من ﺃركان الحج، ويشرع لهم الصلاة خلف مقا م إ بر ا هيم عليه السلام، متجهين بعدها إلى السعي بين الصفا والمروة ويدخل في هذا المتمتع والقارن والمفرد إن لم يكونوا قد تمكنوا من السعي مع طواف القدوم، وبذلك يحل للحجاج فعل كل شيء حتى الجماع. ويستقر حجاج بيت اﷲ الحرام في منى والمبيت بها في ﺃول ﺃيام التشريق استعدادا لليوم الحادي عشر والثاني عشر ﺃو الثالث عشر لغير المتعجلين. سمي يوم النحر بيوم الحج الأكبر؛ لما في ليلته من الوقوف بعرفة، والمبيت بالمشعر الحرام، والرمي في نهاره والنحر والحلق والطواف والسعي من ﺃعمال الحج، ويوم الحج هو الزمن، والحج الأكبر هو العمل فيه، وقد ورد ذكر يوم الحج الأكبر في القرآن في سورة التوبة قال تعالى: (وﺃذان من اﷲ ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر).