أكدت دول مجلس التعاون الخليجي أمس أن العمل الإرهابي، الذي وقع في حي الاشرفية بالعاصمة اللبنانية بيروت هو «استهداف للأمن والاستقرار في لبنان الشقيق». ودان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، حادث التفجير المروع الذي وقع الجمعة وأدى إلى مقتل عدة أشخاص من بينهم العميد وسام الحسن رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي وإصابة قرابة 80 آخرين، واصفا إياه بأنه عمل إرهابي جبان يتعارض مع كل القيم والمبادئ الإنسانية و الأخلاقية. وقال الأمين العام لمجلس التعاون، في تصريح له أمس «إن هذا العمل الإرهابي استهدف المساس بالأمن والاستقرار في لبنان الشقيق وترويع الآمنين الأبرياء». ودعا الأمين العام لمجلس التعاون كافة القوى الوطنية اللبنانية إلى» التحلي بالحكمة والصبر وضبط النفس من أجل تفويت الفرصة على الذين أرادوا بهذا العمل الإجرامي إعادة لبنان إلى دائرة العنف والتوتر»، معربا «عن تعازيه الحارة لأسر الضحايا الذين لقوا حتفهم وللشعب اللبناني الشقيق متمنيا للجرحى الشفاء العاجل». كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي اغتيال العميد الحسن، وقال الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلي بأشد العبارات ندين التفجير الإرهابي في بيروت والذي أدى إلى مقتل العميد وسام الحسن وعدد كبير من القتلى والجرحى. وقدم إحسان أوغلي تعازيه ومواساته إلى ذوي الشهداء وترحم على أرواحهم وتمنى للجرحى الشفاء العاجل، كما دعا الحكومة اللبنانية إلى بذل كل الجهود للكشف عن مرتكبي هذه الجريمة النكراء وإحالتهم للعدالة. وأجمعت دول العالم بما فيها سوريا على إدانة الاعتداء وبينما وجهت المعارضة اللبنانية الاتهام الى دمشق، دانت سوريا التفجير معتبرة انه عمل «ارهابي جبان»، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا). ونقلت الوكالة عن وزير الاعلام عمران الزعبي قوله: إن هذه التفجيرات الارهابية مدانة اينما حدثت وليس هناك ما يبررها». كما عبر مجلس الامن الدولي عن ادانته «الاعتداء الارهابي» وحض اللبنانيين على «المحافظة على الوحدة الوطنية». وقدمت الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن في بيان «تعازيها الصادقة الى ضحايا هذا العمل الشنيع»، مشددين على ضرورة «ملاحقة المسؤولين عن هذه الجريمة ومن اعدوا لها ووفروا لها الدعم المالي امام القضاء»، مؤكدين عزمهم على دعم جهود الحكومة اللبنانية في هذا الصدد. وفي بيان منفصل، دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة الاعتداء مطالبا «بتحقيق معمق» وداعيا اللبنانيين الى «الهدوء وضبط النفس». وفي واشنطن، دانت الولاياتالمتحدة بشدة الاعتداء «الارهابي». وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي في البيت الابيض تومي فيتور في بيان «ندين باشد العبارات الاعتداء الارهابي»، مؤكدا ان «لا شيء يبرر اللجوء الى الاغتيال السياسي». وفي باريس، دان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاعتداء «باشد العبارات ودعا المسؤولين اللبنانيين الى حماية بلدهم من «كل محاولات زعزعة الاستقرار من اي جهة اتت». واشاد الرئيس الفرنسي بوسام الحسن معتبرا انه «رجل كان مخلصا لبلاده واستقراره واستقلاله ورحيله خسارة كبيرة». اما وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون فقد اعربت عن «ادانتها الشديدة» للهجوم الذي «يتناقض بقوة مع الجهود المبذولة مؤخرا لاعادة اعمار هذا البلد وضمان استقراره وتدعيم شعور الوحدة الوطنية والترويج لثقافة الحوار». وندد الفاتيكان بشدة بالاعتداء معتبرا انه «عنف دموي عبثي». واضاف ان هذا الاعتداء «يتعارض مع الجهود والالتزامات بالحفاظ على تعايش سلمي في لبنان». من جهتها، دانت ايران حادث التفجير، متهمة اسرائيل بالوقوف ورائه. وقال رامين مهمانبرست المتحدث باسم وزارة الخاريجة الايرانية ان «ايران تدين التفجير الارهابي الذي قام به من يريد ان يثير انقسامات بين المجموعات اللبنانية المختلفة»، حسبما جاء في بيان للوزارة على موقعها على الانترنت. وأضاف المتحدث «لا شك ان العدو الرئيسي للشعب اللبناني والمنطقة كلها هو النظام الصهيوني الذي يستفيد من عدم الاستقرار وزعزعة الأمن في المنطقة». ودان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي التفجير في اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني عدنان منصور، حسبما جاء على موقع الخارجية الايرانية. وقال صالحي ان «اعداء المنطقة يسعون لزيادة عدم الاستقرار الامني لتحقيق اهدافهم الاثمة».