أدان مجلس الأمن الدولي بشدة التفجير 'الإرهابي' الذي أودى بحياة رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني العميد وسام الحسن وعدد من الأشخاص الجمعة في بيروت، في حين توالت ردود الفعل العربية والغربية المنددة بعملية الاغتيال. وشدد المجلس -في بيان مساء الجمعة- على ضرورة 'ملاحقة المسؤولين عن هذه الجريمة ومن أعدوا لها ووفروا لها الدعم المالي أمام القضاء'، مؤكدا عزمه على دعم جهود الحكومة اللبنانية في هذا الصدد. وكرر مجلس الأمن إدانته من دون تحفظ لأي محاولة لزعزعة استقرار لبنان عبر اغتيالات سياسية. وفي بيان منفصل، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة الاعتداء، مطالبا 'بتحقيق معمق'، ودعا اللبنانيين إلى 'الهدوء وضبط النفس'. ومن ناحية أخرى، أبلغ وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي مساء الجمعة نظيره اللبناني عدنان منصور باحتمال زيارته لبنان السبت لساعات قليلة. وقال منصور إن صالحي اتصل به الجمعة 'واستنكر العمل الإرهابي الذي جرى في بيروت'. كما أدان وزير الخارجية المصري محمد عمرو تفجير بيروت، ودعا إلى النأي بلبنان عن الانجرار إلى دائرة العنف. ومن جهتها، أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها للحادث، وعبرت عن تضامنها مع لبنان. وأدانت الإمارات -في بيان لوزير الدولة للشؤون الخارجية- 'بشدة التفجير الإرهابي الذي وقع في بيروت وأسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى' يوم الجمعة. ودعت المجتمع الدولي إلى 'اتخاذ كل ما يلزم لمساعدة لبنان والوقوف إلى جانبه في كل ما يحتاجه لتعزيز استقراره'. وفي العاصمة الأردنية عمان، عبّر وزير الدولة لشؤون الإعلام وزير الثقافة سميح المعايطة عن إدانة الأردن ورفضه لحادث التفجير الذي وقع في بيروت. كما أبرق الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري معزيا بوفاة وسام الحسن. وفي دمشق، قال وزير الإعلام السوري عمران الزغبي للصحفيين إن سوريا تدين التفجير الذي وصفه بالإرهابي، وكل التفجيرات أينما حدثت لأنه 'لا شيء يبررها'. وفي المقابل، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض 'نظام القتل الإجرامي الأسدي' بقتل رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني، وجاء في بيان صادر عن المجلس 'نعلم علم اليقين بصمات من تحمل هذه الأفعال الإجرامية البشعة، ولصالح من ترتكب، إنه بدون شك نظام القتل الإجرامي الأسدي وأتباعه في لبنان'. إدانة غربية وفي هذا السياق، أدانت الولاياتالمتحدة الجمعة 'الاعتداء الإرهابي'، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند 'قلنا قبل أسابيع وأشهر إننا نتخوف من عودة التوترات -وخصوصا الطائفية في لبنان- التي ستنجم عن تمدد النزاع في سوريا'. ومن جانبه دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المسؤولين اللبنانيين إلى حماية بلدهم من 'كل محاولات زعزعة الاستقرار من أي جهة أتت'. ووفقا لبيان من الرئاسة الفرنسية، فإن باريس 'تأمل كشف الحقيقة كاملة حول هذا العمل الإرهابي، وتذكّر بالتزامها بأمن واستقرار واستقلال وسيادة لبنان'. ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى 'القيام بكل ما هو ممكن للحفاظ على وحدة لبنان وسلامه في وجه المحاولات الهادفة إلى زعزعة استقرار البلاد'، وقال إنه 'من المهم أكثر من أي وقت أن يبقى لبنان في منأى عن التوترات الإقليمية'. وبدوره أدان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ التفجير واعتبره 'ازدراءً للحياة البشرية'، ووصف وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي الحادث بأنه 'مجزرة وعمل عنف جبان يستحق أشد إدانة'. كما ندد الفاتيكان بالانفجار ووصفه بالعنف العبثي الذي يتعارض مع الجهود والالتزامات بالحفاظ على تعايش سلمي في لبنان. وكان رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني العميد وسام الحسن لقي مصرعه أمس رفقة سبعة أشخاص آخرين، وجرح عشرات آخرون في تفجير استهدفه في حي الأشرفية بالضاحية الشرقية للعاصمة اللبنانية بيروت.