للمرة الثانية في نحو شهر ونصف الشهر استهدف مجددا الجيش اللبناني في طرابلس (شمال) كبرى مدن شمال لبنان حيث قتل اربعة عسكريين واصيب 26آخرون في انفجار استهدف حافلة عسكرية صباح أمس الاثنين. وكانت حصيلة سابقة اشارت الى مقتل خمسة جنود. فقد هز انفجار قوي صباحا منطقة البحصاص عند المدخل الجنوبي للمدينة مستهدفا حافلة عسكرية. وأدى التفجير الى مقتل اربعة عسكريين واصابة 26آخرين اضافة الى جرح مدنيين اثنين بحسب حصيلة نهائية مستقاة من مصدر امني. وأشار المصدر نفسه الى ان التحقيقات الاولية دلت على ان التفجير ناجم عن عبوة ناسفة محشوة بالمسامير وضعت في سيارة مركونة الى جانب الطريق وان صاحب السيارة قد تم توقيفه. وكانت عملية تفجير في طرابلس قد أودت في 13اغسطس بحياة 14شخصا من بينهم تسعة عسكريين ولم تتبناها اية جهة كما لم يتم الكشف عن مرتكبيها حتى الآن. ووصف الجيش التفجير بانه عمل "ارهابي" يستهدف المساس بالامن والمصالحات الجارية بين الافرقاء السياسيين في البلاد. وقالت القيادة العسكرية في بيان "مجددا امتدت يد الغدر لتطال المؤسسة العسكرية في استهداف واضح لمسيرة الأمن والاستقرار في البلاد وخطوات التقارب والمصالحة بين أطراف المجتمع الواحد، وذلك من خلال عمل إرهابي جديد". واستنكر رئيس مجلس النواب نبيه بري التفجير وقال "مرة جديدة يكون جيشنا الباسل بصفة خاصة هدفا لهذا الإرهاب الذي يحاول الانتقام من جيشنا كونه عصب البلاد وعموده الفقري". وأضاف بري، زعيم حركة امل الشيعية من قوى 8آذار التي تمثلها الاقلية النيابية، "مجددا لبنان ضحية الإرهاب الذي ينغص نعمة الإستقرار ويحاول أن يتطاول على المصالحات والمصافحات والمصارحات". ودان النائب سعد الحريري زعيم تيار المستقبل الذي يتمتع بثقل كبير في طرابلس "جريمة التفجير الارهابية". وقال الحريري احد ابرز قادة قوى 14آذار التي تمثلها الاكثرية النيابية "التفجير الارهابي الجديد الذي استهدف الجيش يدل على ان لبنان ما يزال معرضا لاخطار من جهات لا تريد لهذا البلد ان يتمكن من ادارة شؤونه بنفسه وان ينعم بالامن والاستقرار". وقال مصطفى علوش (تيار المستقبل) نائب طرابلس في البرلمان لفرانس برس ان الانفجار استهدف الجيش "لضرب معنوياته" و"الايحاء بان المصالحات السياسية غير مجدية". وفي ردود الفعل، دان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "بحزم شديد الاعتداء الشنيع والجبان" في طرابلس، مقدما تعازيه "الى عائلات الضحايا والسلطات والشعب اللبناني" ومكررا "دعم فرنسا الثابت للبنان وسلطاته ومؤسساته الامنية في كفاحها الارهاب". وندد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بالتفجير في برقية بعث بها الى الرئيس اللبناني ميشال سليمان، واكد "تضامن الاردن ووقوفه الى جانب لبنان الشقيق لتجاوز انعكاسات هذا الحادث البشع وتحقيق الوفاق الوطني". ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا عن مصدر اعلامي مسؤول ادانته "العمل الارهابي الاجرامي الذي استهدف حافلة للجيش اللبناني في مدينة طرابلس شمال لبنان وذهب ضحيته عدد من العسكريين والمواطنين الابرياء". وأكد المصدر "تعاطف سوريا وتضامنها مع لبنان الشقيق في مواجهة الجهات التي تعبث بأمنه واستقراره معربا عن تعازيه لذوي الضحايا". يذكر ان اشتباكات دارت في طرابلس خلال الاشهر الماضية بين منطقة باب التبانة التي تقطنها غالبية من الطائفة السنية ومنطقة جبل محسن حيث تقيم غالبية من الطائفة العلوية واسفرت عن وقوع عدد من القتلى والجرحى. واستقر الوضع في المدينة بعد انتقال الحريري اليها حيث اشرف على مصالحة بين الطرفين في اوائل الشهر الجاري. كما نددت وزارة الخارجية البريطانية أمس بحادث تفجير حافلة الجنود في مدينة طرابلس وتوجه ناطق باسم الخارجية البريطانية اليوم بالتعازي والمواساة لعائلات القتلى والجرحى في هذا التفجير، مؤكداً انه ليس هناك أبداً ما يبرر القيام بمثل هذه الأعمال الإرهابية. وأعرب الناطق عن تأييد بلاده لجهود السلطات اللبنانية لتقديم المسؤولين عن هذه العمليات للعدالة. كما دانت إيران أمس الاثنين التفجير الذي وقع في مدينة طرابلس شمال لبنان، واصفة استهداف المدنيين والعسكريين ب "العمل الإرهابي الذي يتعارض مع القيم الإنسانية". وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" ان المتحدث باسم وزارة الخارجية حسن قشقاوي قال "ان هذه الأعمال الإرهابية تخدم الكيان الصهيوني لزعزعة الاستقرار والأمن في لبنان والمساس بوحدته وسيادته". كما دانت وزارة الخارجية الأمريكية ما اعتبرته "اعتداء عبثياً" على الجيش اللبناني.