اختفت الجملة من أدمغتنا.. أو أنها لا تعني شيئا. ولا تزال لدى الغربيين كلمة ( ويندو شوبنج ) Window Shopping . وتعني القيام بفسحة للنظر إلى المعروضات. إذا استثنينا حيّ كبار موظفي شركة اأرامكو في الظهران، أو حيّ السفارات في الرياض لن لا أجد بيئات المدن في طول بلادنا وعرضها صالحة للمتعة والتنزه والسير على الأقدام ودفع عربات الرضّع أثناء الطقس المناسب. كما في بلاد الله الواسعة حيث ترى الأرصفة صُممت لغرض تدريج عربات الصغار لاصطحابهم في جولة شبه يومية تُغيّر جو المنزل، وتُزيل السأم . لن أتحدث عن الحيين اللذين ذكرتهما فغالبية الناس قد ذهبوا إلى هناك ورأوا. لكنني أعجز عن إيقاف الأسئلة الملحة. إذا كنا قادرين على توظيف الذهن وإعماله في حيين نموذجيين، فلماذا لم نخلق ثالثاً ورابعاً وعاشراً لنتمتع باستحسان الأمة ورضاها لأجيال قادمة. تفسير – ربما – أننا مستعجلون – والعجلة من الشيطان – في تخطيط الأحياء، وترك الأمر بيد أمانات مدن وبلديات فرعية، وهي بدورها تترك الحالة ل.. دورياتها، الذين " يتسامحون " في أكثر حراكهم، وإذا سألهم رؤساؤهم ف.. " كل شي تمام "، حتى وصلنا إلى هذه الحالة من انعدام الجمال والحُسن الذي توقعنا أن نراه مذ خرجنا من بيوت الطين وعيبها وقبابها إلى فوضى إسمنتية بأرصفة لا تُذكرك إلا برياضة القفز، هذا إذا قررت أن تسير بضع خطوات إلى دكان أو مخبر. أكبر المدن وأعقدها بنية في العالم لا تخلو من ممرات مشاة غاية في الجمال والراحة. ففي لندن وباريس ونيويورك اهتمت البلديات الفرعية بأحقية الناس بالأمن والسلامة المرورية. فترى الناس يسيرون على أرصفة واسعة وعلى يمينهم أو يسارهم فتحات الدكاكين يدخلون هذا ويخرجون منه ثم إلى هذا. وتلك المدن طوقتها قرون من القدم. لكن كل مجلس بلدي يحاول، وبمهارة فائقة، أنه ثقة وجدير بحمل المسئولية. وليس خاملاً راقداً بانتظار الصفقات. وأضواء الحمد والثناء. أحياؤنا الجديدة في مدننا الكبرى كأحيائنا القديمة. وضعنا أعلى الرخام وألمع الزجاج ونسينا البيئة الصالحة لأمن ونفسية المواطن. وحتى الآن لا نعرف مسئولية من سوء التفكير هذا، ولن نعرف.