قدمت جامعة الملك سعود منحة دراسية كاملة لشقيق الشاب الباكستاني " فرمان علي خان " والذي ضحى بحياته لإنقاذ ( 14 ) رجلاً من الغرق في سيول جدة ، وذلك لدراسة اللغة بمعهد اللغة العربية قبل أن يلتحق بكليات الجامعة المختلفة، مواكبة لسلوك الوفاء الذي جسده خادم الحرمين الشريفين مع الشهيد فرمان . " الرياض " التقت بشقيق الشهيد عصمت علي خان وسألته عن شعوره عند تلقي خبر المنحة المقدمة من جامعة الملك سعود فأجاب أنه كان شعورا لا يوصف وأضاف " لم أشعر في حياتي بفرح مثل هذا، وقد ذهبت مباشرة إلى والدي لأبشره بالخبر السعيد، و فرح الجميع لفرحي وهنا أقصد عائلتي وأقاربي " . مدير المنح « العمري »: وجدنا ترحيباً من مسؤولي الجامعة وفاءً للبطل وبسؤاله عن انطباعه بعد شهر من وصوله للمملكة قال " لا أشعر أنني قد جئت لمكان غريب أو أنني انتقلت لدولة أخرى ، فالدراسة في المملكة تشبه إلى حد كبير الدراسة في باكستان، كما أن طيب المعاملة من الجميع تشعرني كما لو أنني في بلدي، ومع وجود بعض الأقارب وعدد من الأصدقاء وجدت في غربتي هنا وطنا آخر لا يختلف كثيرا عن وطني الأم " . وعن الاستقبال عند وصوله لأرض المملكة أجاب عصمت " الحفاوة التي لقيتها فاقت كل تصوري وفكري ، وكانت لدي الكثير من المخاوف والأسئلة التي تدور في رأسي، ولكنها تبددت بمجرد وصولي للمطار ، حيث كان في استقبالي أحد المسؤولين في إدارة المنح وهو الذي أرشدني بكل مايجب علي فعله كطالب مستجد " . الشهيد البطل فرمان خان وعن تطلعاته والطموح التي يسعى إليها بعد إنهاء دراسة اللغة في المعهد قال خان " أنا حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم الدينية من باكستان، و أيضا على درجة الماجستير وربما الأخيرة غير معترف فيها دولياً، و قد نصحني أساتذتي في المعهد بدراسة البكالوريوس هنا وسيحدد هذا بعد إنهائي لدراسة اللغة العربية ". وبسؤاله عن الأيام الأخيرة للشهيد فرمان ذكر عصمت أن آخر اتصال جرى بين الشهيد ووالدته حيث أخبرها أن تدعو له لأن المطر غزير في جدة، وقد اتصل هو لاحقا على فرمان ولم يجب، فقام بالاتصال بأخيه الأكبر الذي يعمل في جدة حيث أخفى الحقيقة عنه قائلا بأن فرمان في السجن لقطعه إشارة ضوئية . وبسؤال عصمت عن وصول خبر وفاة أخيه إليه أجاب بأنه عرف الخبر عن طريق التلفاز حيث نبهه له أحد الأصدقاء ، واكتشف لاحقا أن الجميع على علم بالخبر إلا هو ووالداه، حينها اتصل بأخيه الأكبر معاتبا له لأنه لم يخبره الحقيقة فواساه وأخبره بأن فرمان مات شهيدا وبطلا عندما كان يحاول إنقاذ شخص من الغرق وأنه لم يكن يريد إخباري حتى يصل جثمان أخي إلى باكستان، وحين أرسل فرمان من المملكة أخبرت والدي ووالدتي بأنه كان يقوم بعمل إنساني وبطولي عندما توفي وهما اللذان أحتسباه عند الله وصبروا . وعن استقبال الجثمان وصلاة الجنازة ذكر أن الصلاة على جنازة فرمان شهدت توافد عدد كبير من الناس لم يحدث أن اجتمعوا قبل ذلك، للصلاة على الفقيد ، كما اتصل عدد من المسؤولين على والدي لتعزيته ومنهم وزير الخارجية الباكستاني فاروق ستار الذي سرّع إجراءات نقله لباكستان وحيَّانا على شجاعة فرمان وموقفه البطولي رحمه الله وقد قلد والدي لاحقا بوسام الشجاعة الباكستاني نظير عمل ابنه . وعن استقبال خادم الحرمين لعائلة الشهيد قال " جئنا العام الماضي للمملكة في ضيافة خادم الحرمين الشريفين لأداء مناسك الحج وقلد الملك عبدالله حينها والدي وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، وقد سعدنا حقيقة بهذا الاستقبال وكان له عظيم الأثر في نفوسنا ".و تمنى عصمت في نهاية حديثه أن يجد طريقة يقوم فيها باستقدام أبناء الشهيد فرمان لمواصلة دراستهم هنا في المملكة حيث إنه كان القائم على شؤونهم ودراستهم في باكستان . " الرياض " التقت أيضا بصاحب فكرة المنحة لشقيق الشهيد فرمان وهو الأستاذ عبدالرحمن بن ظافر العمري مدير إدارة المنح بعمادة شؤون الطلاب بجامعة الملك سعود حيث قال " لم تكن البادرة الأولى للجامعة والتي تحرص دائما على كل مايعود بالفائدة على الوطن خصوصا والبلدان الشقيقة والصديقة وقد خطرت في ذهني فكرة متوافقة مع سلوك الوفاء لهذا البلد ورد الجميل حيث نظرنا في جامعة الملك سعود ما الذي يمكن تقديمه للشهيد البطل فرمان خان فقمت بعرض فكرة تقديم منحة دراسية لشقيق الشهيد على المسؤولين في الجامعة والذين رحبوا بذلك ورفعوا الطلب للمقام السامي على المنحة ولم يطل الأمر حتى جاءت الموافقة.