«هذا وسام الملك عبدالعزيز تقديراً للشهيد فرمان وهذا مبارك لعائلتكم»، بهذه العبارة استقبل ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز أخيراً والد الشهيد فرمان علي خان وتسليمه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، تقديراً لعمل الشهيد البطولي أثناء سيول جدة الأولى قبل أكثر من عامين التي استشهد خلالها بعد انقاذه 14 شخصاً من الموت، ورد والد الشهيد: «أنا شاكر لكم وأدعو لكم أدام الله عزكم وأدام الأمن لهذا البلد». عبارتان شكلتا أروع الأمثلة على حرص قيادة هذه البلاد على الوفاء والتقدير لشخص استشهد من أجل إنقاذ حياة أرواح لا تربطه بهم أي معرفة أو علاقة سوى إيمانه بالله ودافعه الإنساني والبطولي، فنال الشهادة وكان رد والده بالشكر لهذه القيادة والدعاء لهذا البلد الوفي مع كل عمل إنساني. وكان ولي العهد استقبل في مشعر منى ظهر الإثنين الماضي أسرة الشهيد الباكستاني فرمان علي خان سلمها خلاله نيابة عن خادم الحرمين الشريفين وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى التي كان الملك عبدالله وجه بمنحه لأسرته التي أدت مناسك الحج لهذا العام في ضيافة خادم الحرمين الشريفين. وأكد والد الشهيد علي خان في حديثه إلى «الحياة» اعتزازه وتقديره لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده على ما غمراه وأسرته به من اهتمام وحسن ضيافة، وقال: «إنني أشكر كل السعوديين الذين لاحظنا منذ وصولنا لأداء مناسك الحج في ضيافة خادم الحرمين الشريفين اهتمامهم وتقديرهم لما قام به فرمان من عمل بطولي نعتز ونفخر به وهذا يدل على أصالة هذه القيادة وهذا الشعب المسلم». ولم يخف ما أصابه من حزن وألم كان يحاول مداراته بعد تلقيه خبر استشهاد ابنه إلا أنه وبعد علمه بظروف استشهاده شعر بالفرحة لنيله الشهادة على رغم قسوة الفراق، لافتاً إلى أن ما زاد من مواساته والتخفيف عنه هو اهتمام ورعاية الحكومة السعودية وكذلك الحكومة الباكستانية. وأضاف أن جامعاً يبنى في قريته يحمل اسم الشهيد يجري العمل فيه بدعم من الحكومة السعودية تشرف عليه ندوة الشباب الإسلامي. وتابع: «غمرنا ولي العهد السعودي بحبه وتقديره خلال تشرفنا بالسلام عليه وتسلم وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى واستضافتنا لتناول طعام الغداء»، مشيراً إلى أن هذا الوسام محل اعتزاز لأفراد أسرته التي تفخر بابنها الشهيد البطل. وأوضح أنه وأسرته وجدوا كل الرعاية والاهتمام بدءاً من مطار إسلام آباد حتى انتهائهم من أداء نسك الحج من حيث المعاملة والسكن والتنقل وتوفير كل حاجاتهم هو وأبناؤه وزوجته وزوجة الشهيد وبناته. من جهته، أفاد شقيق الشهيد عصمت علي خان «الحياة» أن والده لم يبلغ باستشهاد فرمان إلا قبل وصول جثمانه إلى باكستان بيومين فقط، فيما لم تعلم بقية الأسرة إلا قبل ساعات فقط من وصوله منزل الأسرة وكان تأثرهم كبيراً إلا أن معرفة استشهاده من أجل الإنسانية وإنقاذ الأرواح وموته شهيداً خفف من مصابهم. وأثنى عصمت على اهتمام الحكومة السعودية بأسرة الشهيد واستضافة خادم الحرمين الشريفين لهم لأداء مناسك الحج، مشيراً إلى أنهم غادروا مطار إسلام آباد وفي وداعهم السفير السعودي وأثناء وصولهم كان هناك استقبال خاص لهم حتى إن جميع إجراءات خروجهم ودخولهم كانت تجرى وتسلم لهم أثناء جلوسهم عدا ما وجدوه من حفاوة وكرم ضيافة أثناء وجودهم في المشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج وهذا يدل على وفاء وأصالة قيادة المملكة حكومة وشعباً والذي يعد محل تقديرنا.