من توفيق الله -جلّ جلاله- أن يولد الانسان في هذا الوطن الكريم ، المملكة ، حيث يشير لها العالم بكل احترام، ويحس من عاش فيها -ولو كان من غير أهلها- بالراحة والامتنان فالاستقرار يعمها من أقصاها إلى أقصاها ، وأسفار التاريخ تنير بأمجادها، وأخبار العالم تسير بانجازاتها ، والمنصفون يشيدون بحكمة قادتها، أمّا موحّدها الملك عبدالعزيز فهو من أبطال التاريخ النادرين، ومن صناع المجد الكبير على مرور السنين ، وقد حقق - مع رجاله المخلصين - أعظم وحدة عربية اسلامية منذ ألف عام . ووحّد القبائل العربية الأصيلة - في مهبط الوحي ومهد العروبة - على كلمة الاخلاص، فبدّل الله به -طيب الله ثراه- الخوف أمنا، والفرقة وحدة، والفقر غنى ، والجهل علماً سار في البلاد مسيرة الشمس في الارض .. ولا يزال التاريخ ، والأجيال بعد الأجيال تشير الى (منجز عبدالعزيز) بالإكبار والامتنان والانبهار والإجلال : (وَشْمٌ على ساعِدي .. نقشٌ على بَدَني وفي الفؤادِ وفي العينين .. يا وطني شمساً حملتك فوق الرأس فانسكبت مساحة ثرَّة الأضواء.. تغمرني قبَّلت فيك الثرى حباً .. وفوق فمي من اسمرار الثرى دفءٌ تملَّكَني وانداح في خافقي سحراً وتَرْنَمَةً وذكريات .. وآمالاً.. تضمدني قصيدتي .. أنتَ .. منذ البدء لحّنها أجدادي الشُّم, فانثالت إلى أذني ترنيمة عذبة الألحان . فامتزجت أنغامها في دمي بالدفء تفعمني غنيتها للرمال السمر .. في شغف وللصواري .. وللأمواج ..والسفن يا موطني.. إنني أهواك في ولهٍ يا نكهة حلوة تنساب في بدني أقسمت بالله لن أنساك يا حلُمي فإن سلوْتُك هيِّئ لي إذن كفني) (علي محمد صيقل)