لأنه الوطن المنهج الذي علمنا دروسا في الحب والانتماء، ولأنه الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائره يبادله الحب ويقف معه في الشدائد. ولأنه وطن التوحيد والحرمين، حيث تتجه الجباه في اليوم خمس مرات من كل فج عميق، لفظ ترابه الطاهر شجر الزقوم وأبى أن يكون غرسه ثمرا عاقا. ولأنه وطن ابتهل على أرضه إبراهيم يوما، فدعا الله أن يرزق أهله من الثمرات، كان الخير ولا يزال يأتيه رغدا بعيدا عن حسابات المواسم والفصول الأربعة. ولأنه وطن عبدالله الحالم والمصر على تحقيق رؤى شعبه بعيدا عن التفرقة والعنصرية، أصبح الجميع يرفعون أكفهم للسماء أن يديم الله سحابة خيره لتظل الجميع. وطني الجسد الشامخ في وجه الفتن لا بالقمع وقوة السلاح بل بالحوار والمصالحة والنصح وتشريع أبواب الرأي والرأي الآخر. وطني الباسق الذي حارب فئة الظلال عشرين عاما، ولا يزال يضرب بيد من حديد من يحاول المساس بأمن أبنائه، والسوسة التي تحاول نخر نخله الطالع. وطني الجبل الأشم في وجه الفتنة التي تحيط به، القادر على أن يربأ بأبنائه بعيدا عن دسائس الخونة وزارعي الفتنة في صفوف لحمة الوطن. وطني قلب تنبض أوردته وشرايينه حبا يرفض الدم الملوث والمنقول، ولا يقبل إلا أن يتنفس هواء نظيفا يليق بطهر أرضه. وطني لا يقبل التدخل من قريب ولا بعيد، ولا يستهويه شخوص هم «أراقوزات»، تحركهم أيد خفية لا هم لها سوى تفتيت شعب أكبر من كل المؤامرات. وطني يمقت الفتنة ويحارب الشقاق ولا يحبذ الشغب ويلعن كل شيطان أخرس. شباب موطني، إن له عليكم حقا فهو الأب الذي أوجب الدين عليكم البر به، ومدنه الأم التي سقتكم حنانها، ذلك المجد أمانة في أعناقنا، ذلك الخير الذي نقتات منه مع بكور الصباح، فيسد رمق الخماص. رجال موطني، علموا أبناءكم حبه، اسردوا لهم تاريخ التأسيس وملاحم لم الشتات، ليتعلموا كيف كنا وكيف صرنا. اغرسوا في ثرى قلوبهم بذرة الحب والولاء لتنشأ ثماره غضة وتتبادل معه العطاء. علموهم كيف يحافظون على مكتساباته، كيف يبنونه من دمائهم ليؤتي الثمر لأجيالهم. علموهم أن الوطن لا يجب أن يدنس. نبض وطن وفي الفؤاد وفي العينين يا وطني شمس حملتك فوق الرأس فانسكبت مساحة ثرة الأضواء تغمرني قبلت فيك الثرى حبا .. وفوق فمي من اسمرار الثرى دفء تملكني يا موطني إنني أهواك في وله يا نكهة حلوة تنساب في بدني أقسمت بالله لن أنساك يا حلمي فإن سلوتك هيئ لي إذن كفني. [email protected]