أثرت الأعاصير التي عصفت بولاية لويزيانا على سوق البتروكيماويات الأمريكي حيث اضطرت عدة مصانع ومجمعات بتروكيماوية للإغلاق متأثرة بالأمطار الغزيرة والفيضانات والرياح العاتية التي بلغت سرعتها 129 كيلومتراً في الساعة. وقد أثر إغلاق تلك المصانع على أسواق الإثيلين والصناعات التحويلية وكذلك على أسواق الكلور والستايرين. وتابعت "الرياض" ارتفاع أسعار تعاقدات الإثيلين لشهر سبتمبر بزيادة 4 سنتات للجالون ما يعادل زيادة 88 دولاراً للطن مدعمة بالارتفاع الكبير في الأسعار القياسية وارتفاع تكاليف الإنتاج. واعتبرت الزيادة بنسبة 14% عن شهر أغسطس الماضي نتيجة للعجز في الإمدادات في أعقاب تعطل عمليات إنتاج عدة مصانع في الولاياتالمتحدة. وتم إغلاق على الأقل مصنعين في ولاية لويزيانا بعد أن عصف الإعصار بالولاية ما نتج عنه عجز في إمدادات الطاقة، فيما اضطرت مصانع أخرى لخفض معدلات التشغيل مما أثر على إمدادات المونوميرات أيضاً. وتأثرت أيضاً تعاقدات البولي إثيلين التي تطايرت بزيادة 3 سنتات للجالون من قبل أحد المنتجين في الوقت الذي بادر منتجون آخرون بزيادة 5 سنتات للجالون. وساهمت تكاليف لقائم الإثيلين والعجز في إمدادات البولي إثيلين نتيجة الإعصار في تقديم الدعم القوي لارتفاع الأسعار. ومع تلك الزيادات بلغت أسعار البولي إثيلين منخفض الكثافة الخطي 67-70 سنتا للجالون، فيما بلغت أسعار البولي إثيلين منخفض الكثافة 76-79 سنتا للجالون، بينما بلغت أسعار مرتفع الكثافة 65-68 سنتا للجالون. وارتفعت أيضاً أسعار تعاقدات أكسيد الإثيلين بزيادة 3,20 سنتات للجالون متأثرة بارتفاع عقود الإثيلين لتبلغ الأسعار 49,80-59,30 سنتا للجالون. كما ساهم ارتفاع عقود الإثيلين في تطاير أسعار تعاقدات الإثيل اسيتيت للأسبوع الأول من سبتمبر بزيادة 5 سنتات للجالون نتيجة لاستمرار ارتفاع أسعار المواد الخام ليبلغ السعر 80-84 سنتا للجالون من 75-79 سنتا للجالون، فيما ارتفعت الأسعار القياسية بنفس الزيادة لتبلغ 76-80 سنتا للجالون من 71-75 سنتا للجالون. كما أثرت الأعاصير على أسواق البروبلين الأمريكي بعد خفض معدلات تشغيل المصافي. وتراجعت مخزونات البروبلين لطاقة 5,002 مليون برميل في الأسبوع المنتهي يوم 31 أغسطس بتراجع بلغت نسبته 3,7% من 5,194 مليون برميل للأسبوع السابق. وفي أسواق الكلور والبولي فينيل كلورايد فقد ارتفعت أسعارهم القياسية وأسعار التصدير في أعقاب العجز الذي سببته الأعاصير حيث تعطلت عدة مصانع على ساحل الخليج الأمريكي وبالأخص في ولاية لويزيانا. وعلى الرغم من الأضرار الطفيفة التي لحقت بالمصانع، إلا أن المصانع التي أغلقت لا تزال خارج الخدمة لعدة أيام مسببة شحاً في العرض لتتطاير أسعار البولي فينيل كلورايد القياسية لتبلغ 42-46 سنتا للجالون، بينما بلغت أسعار التصدير 920-950 دولارا للطن. كما ساهم بطء وصول الشحنات من الولاياتالمتحدة بسبب الإعصار في رفع أسعار البولي فينيل كلورايد بنسبة 12% في البرازيل وزيادة 4 سنتات في المكسيك. أما الأسعار القياسية للصودا الكاوية الأمريكية فقد استقرت في الأسبوع المنتهي في 7 سبتمبر، إلا أن المتعاملين في السوق يبحثون مسألة رفع تعاقدات أكتوبر نتيجة تقلص الإمدادات في أعقاب الإغلاق غير المخطط له للمصانع المتأثرة بالأعاصير. وتسببت الأزمة أيضاً في رفع أسعار الستايرين إلى مستويات غير مسبوقة منذ شهر يوليو 2008 نتيجة شح الوفورات المتزامنة مع ارتفاع مستوى الطلب. وعلق أحد المنتجين حول شح وفورات الستايرين مشيراً إلى تزامن نقص حجم الواردات للسوق الأمريكية مع قوة الطلب الموسمي مستبعداً حدوث توازن حتى شهر أكتوبر الأمر الذي دفع المشترين لتأجيل مشترياتهم أملاً في الحصول على أسعار منخفضة في الشهر القادم. ويحاول منتجو الستايرين استئناف تشغيل مصانعهم في لويزيانا وأبرزهم شركة توتال التي نجحت بالفعل في استئناف تشغيل مصنعها للستايرين وطاقته 1,16 مليون طن متري سنوياً، إضافة إلى إعادة تشغيل مصنع البولي ستايرين وطاقته 658 ألف طن، فيما تمكنت شركة الستايرين الأمريكي من معاودة تشغيل مصنعها بطاقة 950 ألف طن في الولاية ذاتها.