سجل وكلاء اللاعبين في سوق الانتقالات السعودية في الاعوام الأخيرة حضوراً لافتاً، ولعبوا دوراً كبيراً في تسجيل أرقام عالية في الصفقات المحلية، فضلاً عن عملهم على جلب لاعبين أجانب بالتعاون مع نظرائهم الأجانب، بل إن بعضهم حاول توسيع دائرة عمله ليكون مختصاً بالتسويق الرياضي، مثلما يفعل بعض الوكلاء الذين يقومون بتجهيز المعسكرات للفرق بل وإقامة بعض المهرجانات والدورات الودية. ووضح جلياً إقبال عدد من المهتمين بالشأن الرياضي على الحصول على رخصة وكيل لاعب وهي التي يمنح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لمن يجتاز اختباراته عبر الاتحادات المحلية. في بداية ظهور وكلاء اللاعبين اقتصر دورهم على نقل اللاعب من ناد لآخر، وأحياناً التفاوض باسم بعض الأندية التي تكلفهم بإنهاء صفقاتها وفق خطابات رسمية تتضمن تفويضاً للوكيل، غير أن أدوار وكلاء اللاعبين تغيرت كثيرة في الفترة الأخيرة، إذ بدأوا بالتواجد بقوة على الساحة الكروية وعبر وسائل الإعلام، خصوصا في القضايا التي تخص لاعبيهم أو عندما تحدث خلافات مع الأندية المنتمي لها اللاعبون المرتبطون بهؤلاء الوكلاء. لايقتصر دور وكيل اللاعبين على الحصول على عمولته جراء انتقال اللاعب أو توقيعه عقداً جديداً، ففي كل دول العالم يتواجد الوكلاء بقوة للتفاوض بكل شيء يخص اللاعب، ويقومون أيضاً بتسويق اللاعب لدى الشركات للترويج لمنتجات إن كان ذلك يتوافق مع العقد الذي يربط اللاعب بناديه، فضلاً عن تمثيل اللاعبين بشكل دائم في وسائل الإعلام وترك اللاعب يتفرغ لخدمة فريقه أو حتى لإجازته إن كان ذلك في الصيف. يقوم عدد من الوكلاء السعوديين بأدوار جيدة جداً، وكثير منهم بدأ يستوعب أهمية العقد الذي يربطه باللاعب، لكن البعض لايزال يدور في حلقة العمولة المفرغة، متناسياً أن ذلك سيقلص من تواجده مع مرور الزمن وهذه أحد أهم الأخطاء التي يقع بها بعض الوكلاء. لايمكن أيضاً التغاضي عن بعض الاتهامات الموجهة لوكلاء اللاعبين، إذ تتهمهم بعض الأندية بالعمل على رفع أسعار العقود، مارفع من قيمة عقود اللاعبين السعوديين. هناك نماذج إيجابية ورائعة لوكلاء اللاعبين السعوديين لايمكن تجاهل دورهم الرائع في تثقيف اللاعبين ورفع مستوى الوعي الاحترافي، بيد أن آخرين تسببوا بالكثير من المشاكل للاعبيهم وللأندية معتقدين أن دوره يتوقف عند الحصول على نصيبهم من الصفقات، إذ يبرهن قرار إدارة النصر الأخير بمنع وكلاء اللاعبين من التواجد في أروقة النادي على تباين أداء وكلاء اللاعبين وفهمهم لوظيفتهم.