ألمحت مداعباً في الأسبوع الماضي إلى أن التمر (أيام زمان) كان يعيش في بعضه دودة صغيرة ورفيعة (سرو) فعلّقَ قارىء متابع لسوانح عبر الإيميل قائلاً ان أمه (رحمها الله) كانت توصيهم (هو وإخوته) بأن لا يفتحوا التمرة قبل أكلها.. بل يقوموا بأكلها مباشرة بعد التسمية بالله.. لانهم إن فتحوا التمرة قد يجدوا سرواَ منغمسا في التمرة أو متحلقاً حول الفصمة ينهش ويحفر فيها (وعييناته تلاقط) وبذلك قد يرمون التمرة وعدم أكلها.. خوفا واشمئزازاً من السرو.. وهي خسارة (حسوفة) بمقاييس ذلك الزمان.. فالأسلم أن يقوموا بمضغها وأكلها بما تحويه ورمي (الفصمة) فقط.. فإن كان في التمرة سرو لن يضر بإذن الله وسيتم هضمه.. وبعد هذه المقدمة أنتقل لبعض الكلام الجاد عن التركيب الصيدلاني للتمر من إعداد اللجنة العلمية بالجمعية الصيدلانية السعودية.. وأبدأه حيث ابتدأ التقرير بأن الصائم يستنفد في نهاره عادة معظم وقود جسده.. أي يستنفد السكر المكتنز في خلايا جسمه.. وهبوط نسبة السكر في الدم عن حدها المعتاد هو الذي يسبب ما يشعر به الصائم من ضعف.. لذا كان من الضروري أن نمدّ أجسامنا بمقدار وافر من السكر ساعة الإفطار.. فالصائم الذي فقد شيئآ من قوته في أواخر يوم صيامه.. تعود إليه قواه سريعاً ويدب النشاط إلى جسمه في أقل من ساعة إذا اقتصر في إفطاره على المواد السكرية ببضع تمرات مع كأس ماء أو كأس حليب.. وبعد ساعة يقوم الصائم إلى تناول عشائه المعتاد.. ولهذا النمط من الإفطار فوائد كثيرة منها:1. تناول الرطب أو التمر عند بدء الإفطار يزود الجسم بنسبة كبيرة من المواد السكرية فتزول أعراض نقص السكر ويتنشط الجسم . 2. إن خلو المعدة والأمعاء من الطعام يجعلهما قادرين على امتصاص هذه المواد السكرية البسيطة بسرعة كبيرة. 3. إن احتواء التمر والرطب على المواد السكرية في صورة كيميائية بسيطة يجعل عملية هضمها سهلة جدا.. لأن ثلثي المادة السكرية الموجودة في التمر تكون على صورة كيميائية بسيطة.. وهكذا يرتفع مستوى سكر الدم في وقت وجيز. 4. ان المعدة لا تُرهق بما يقدم إليها من غذاء دسم وفير.. بعد أن كانت هاجعة ومحرومة من الطعام طوال خمس عشرة ساعة تقريباً.. لتبدأ المعدة عملها بالتدريج في هضم التمر السهل الامتصاص.. ثم بعد نصف ساعة يقدم إليها الإفطار المعتاد.. فلا يصاب الصائم بالتخمة.. وهنا أقف عن الكلام المباح.. فإلى سوانح قادمة بإذن الله. * مستشار الطب الوقائي في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية.