التخمة والكسل وتهيجات القولون العصبي كلها مشكلات تواجه معظم الصائمين نتيجة لعدم الالتزام بالعادات الغذائية السليمة، حيث يعمد كثير من الصائمين إلى الإفراط في تناول الدهون والسكريات، ما يتسبب عادة في السمنة وما يصاحبها من اضطرابات تبدأ بعد ذلك. ويؤكد الأطباء ضرورة مراعاة الحدود المعقولة على مائدة الإفطار، وعدم المبالغة في أكل الطعام، حيث إن المبالغة في الطعام تعرض الجسم إلى اتساع الأوعية الدموية في الجهاز الهضمي وتوجيه نشاط الدورة الدموية إلى هذا الجزء من الجسم حتى يصاب الصائم بالصداع والغثيان بعد الإفطار فيصبح في حال خمول شديد وانهيار، وهذا يرجع لكون الجسم ينتقل فجأة من النقيض إلى النقيض تماماً مما يحدث ارتباكاً في عملية تمثيل الخلية وفي إنتاج الطاقة. ومن العادات السيئة التي يحرص عليها بعض الصائمين تناول الطعام بشكل متقطع منذ لحظة الإفطار إلى السحور ما يربك المعدة ويسبب لصاحبها متاعب كعسر الهضم والقيء والإسهال، ولذا ينبغي على الصائم تناول الطعام على فترات محددة وثابتة حتى ينتظم إفراز المعدة ويصبح الهضم سليماً فيحتفظ الجسم بطاقته، كما هي قبل الصيام. ويشير الأطباء إلى أن الصيام له عدة فوائد على جميع أجهزة الجسم حيث يقوم بتجديد أنشطة هذه الأجهزة والأعضاء ويخلص الجسم من الفضلات المتراكمة ويحسن دهون الدم ويخلص من الوزن الزائد ويوفر فرصة حقيقية للمدخنين بالإقلاع عن التدخين ويعطي الصائم شعوراً بالراحة النفسية والطمأنينة ويوفر له ارتقاء روحياً ونفسياً وتوازناً فسيولوجياً متكاملاً. ويبقي السؤال كيف نبدأ الإفطار؟ .. ولاشك أن الكل يعلم أن وجبة الإفطار تبدأ بعد راحة للجهاز الهضمي لمدة تزيد عن 12ساعة، ولهذا السبب يفضل الإفطار بأي شيء خفيف وبكمية قليلة مثل عدد قليل من التمر وحساء دافئ أو عصير غير مثلج أو ماء فاتر، فالتمر يحتوي على عناصر غذائية وخاصة السكريات التي تمد الجسم بالطاقة إثر تناوله بوقت قصير جداً، إذ إن السكريات الموجودة في التمر سريعة الامتصاص وسهلة التحليل في الجسم، وبما أن الجسم يفقد طاقة كبيرة خلال النهار فحكمة أكل التمر إعطاء الطاقة المباشرة للجسم وذلك لأن الجسم يبدأ بالخمول بعد تناول الطعام لأن الجهاز الهضمي في حال هضم الطعام وامتصاصه ومن ثم نقله يحتاج إلى دم كثير فتتركز الدورة الدموية في هذا الجهاز. ويفضل الأطباء أن تكون وجبة الإفطار خفيفة غير كبيرة لأن الوجبة الكبيرة تستغرق وقتاً طويلاً في هضمها ما يجعل كمية الدم تتجمع في الجهاز الهضمي ويسبب ذلك الخمول والكسل والنعاس، كما يجب التنوع في الوجبة بحيث تشتمل على جميع العناصر الغذائية. كما يفضل عدم تناول الدهنيات والحلويات المركزة بكثرة ويفضل تناول الحلويات البسيطة كالمهلبية والفواكه الطازجة لأنها سهلة الهضم والامتصاص. أما بالنسبة لوجبة السحور فيفضل تأخيره، وذلك لتمكين الجسم من الاستفادة من العناصر الغذائية لأكبر قدر من ساعات النهار لإمداد الجسم بالطاقة وتخفيف المشقة، أما مكونات السحور فهي متعددة يفضل فيها الابتعاد عن تناول الأغذية المالحة مثل المخللات والجبن والزيتون والحلويات المركزة مثل الكنافة والبقلاوة والمكسرات والأطعمة الدسمة أو المقلية لأن مثل هذه الأطعمة تسبب العطش الشديد أثناء النهار ويمكن أن تؤدي إلى سوء الهضم، وهناك بعض التعليمات المهمة يجب اتباعها أهمها: - يفضل شرب كمية كافية من الماء لمنع فقد السوائل. - يفضل التقليل من استهلاك الأغذية الغنية بالدهون وكذلك الأغذية المحتوية على كمية كبيرة من السكر. - تناول كمية كافية من الفواكه والخضراوات - التقليل من المشروبات المحتوية على كافيين مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية.