أفاد شرطي اثيوبي بأن فتاة اثيوبية تبلغ من العمر 12 عاماً كانت قد تعرضت للاختطاف والضرب من قبل رجال حاولوا اجبارها على الزواج تم العثور عليها فيما بعد وهي في حراسة ثلاثة أسود من الواضح انها حمتها من شرّ مختطفيها وطردتهم منها شرّ طردة. وكان العريف شرطة وونديمو ويداجو يتحدث عبر الهاتف من العاصمة الاقليمية بيتا جينيت التي تبعد حوالي 350 ميلاً إلى الجنوب الغربي من العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، حيث أشار إلى أن سبعة رجال اقدموا على اختطاف الفتاة في محاولة منهم لارغامها على الزواج من أحدهم. وأضاف وونديمو بقوله ان الفتاة قد تعرضت للضرب مراراً وتكراراً من قبل مختطفيها قبل أن تعثر عليها الشرطة وبعض أقربائها في ضواحي بيتا جينيت وهي في حماية ثلاثة أسود. وأردف وونديمو قائلا: «ان الأسود ظلت في حراسة الفتاة إلى أن عثرنا عليها، ثم تركتها لنا مثل الهدية وعادت أدراجها إلى الغابة. وإذا لم تحضر الأسود لحماية الفتاة، فإن الأوضاع كانت ستتفاقم أكثر فأكثر وتزداد سوءاً على سوء». ومضى وونديمو يقول: «ان هؤلاء الفتيات الصغار يتعرضن في الغالب للاغتصاب والضرب العنيف لحملهن على الزواج رغم أنوفهن». ووصف وونديمو ما حدث بانه أمر عجيب وغير مألوف، وجاء درجاً على غير ما جرت به العادة؛ إذ إن من المعلوم أن الأسود من الوحوش الضارية، ومن دأبها أن تفك بالبشر وتوردهم موارد الردى. أما تيلاهون كاسا، وهو مسؤول حكومي محلي تولى التحقيق في حادثة اختطاف الفتاة، فقد أدلى بدلوه قائلاً: ان أحد الرجال كان يرغب في الزواج من الفتاة ضد رغبتها. وأما ستيوارت ويليامز، والذي يعمل خبيراً في مجال الحياة البرية والفطرية لدى وزارة التنمية الريفية، فقد علّل ما حدث بقوله ان من المحتمل ان الفتاة ظلت على قيد الحياة لانها كانت تبكي وتئن من جراء الآلام الناجمة عن تعرضها للضرب المبرح. واستطرد قائلاً: «ان الأنين أو النشيج الصادر من الفتاة الصغيرة قد يفهم عن طريق الخطأ على انه مواء أو زئير لشبل؛ ولعل هذا ما يفسر عدم اقدام الأسود على التهام الفتاة». يشار إلى أن الأسود الاثيوبية، والتي تشتهر بألبادها السوداء الضخمة (أعرافها - الشعر المتراكب بين أكتافها)، هي الرمز الوطني للدولة الاثيوبية؛ كما انها تعد مصدراً للرزق على المستوى المحلي. وبرغم الاجراءات الصارمة التي تم اتخاذها وفرضها مؤخراً، فإن الصيادين ما فتئوا يقتنصون الأسود لأجل جلودها وفرائها؛ حيث يصل سعر الواحد منها إلى ألف دولار. ووفقاً لتقديرات ويليامز، فإن زهاء ألف أسد اثيوبي فقط هي البقية المتبقية في الغابات والأدغال الاثيوبية. وفيما يتعلق بالفتاة المختطفة، وهي صغرى شقيقاتها الأربع، فقد صرح وونديمو بانها أصيبت ب «الصدمة والرعب» اثر تعرضها للاختطاف؛ وانه يتعين اخضاعها للعلاج جراء الجراح التي لحقت بها نتيجة للضرب المبرح من قبل مختطفيها الذين القي القبض على أربعة منهم بينما ظل البحث جارياً عن الثلاثة الآخرين الذين لايزالون مطلقي السراح. ويذكر ان الاثيوبيين درجوا منذ فترة طويلة على اختطاف الفتيات الصغار في اطار العادات والتقاليد المتبعة في الزواج باثيوبيا. وتشير تقديرات الوكالات المختصة بمنظمة الأممالمتحدة إلى أن أكثر من 70٪ من الزيجات الاثيوبية تمت عن طريق عمليات الاختطاف التي تمارس تحديداً في المناطق الريفية، حيث تقطن الغالبية العظمى من الاثيوبيين الذين يبلغ تعدادهم 71 مليون نسمة.