ازدادت في فرنسا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة الدعوات الصادرة عن قادة المعارضة والموجهة إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بشأن موقف فرنسي أكثر حزما من الموقف الحالي تجاه الأزمة السورية. ويناشد أصحاب هذه الدعوات هولاند قطع إجازته والعودة إلى باريس بهدف تفعيل الدور الفرنسي لمحاولة إيجاد مخرج للأزمة السورية. وقد طلب فرانسوا فيون رئيس الوزراء السابق من رئيس الدولة الحالي الذهاب إلى موسكو لمحاولة إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضرورة التخلي عن النظام السوري معتبرا أن النظام السوري سيسقط بسرعة بمجرد تخلي روسيا عنه. وإذا كان فيون يرى أن هذه المهمة ليست يسيرة، فإنه يردد أنه على هولاند القيام بهذه المبادرة أيا تكن نتائجها. وبالأمس قال دومينيك دوفيلبان رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق والذي ينتمي بدوره إلى المعارضة اليمينية إن الموقف الرسمي الفرنسي الحالي من الأزمة السورية ليس في المستوى المطلوب من فرنسا لاسيما وأنها تترأس حاليا مجلس الأمن الدولي. وطالب دوفيلبان الرئيس الفرنسي الحالي بالإبقاء " على الخيار العسكري مفتوحا" تجاه النظام السوري والعمل على استخدام كل الضغوط الممكنة لحمل روسيا والصين الشعبية على تغيير موقفيهما من الأزمة السورية. وكان الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي قد حمل قبل أيام بشكل غير مباشر على خلفه إزاء الملف السوري مما جعل هذا الأخير يتحرك على الأقل باتجاه إشراك فرنسا بشكل نشط في المساعدات الإنسانية المقدمة إلى الشعب السوري. فقد أمر بإرسال ثلاث طائرات محملة بالمعدات الطبية لإنشاء مشفى داخل الأراضي الأردنية القريبة من الحدود السورية. وقال هولاند قبل يومين إنه فعل ذلك" لمساعدة اللاجئين والمقاتلين الذين يواجهون قمعا يأتيه نظام لاهم له إلا الخوف من زواله". وأضاف هولاند يقول إن بلاده تبحث بإصرار عن حل سياسي للأزمة.