موسكو، واشنطن - «الحياة»، أ ف ب - دعا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الى ابداء «ضبط النفس والحذر» بالنسبة الى الوضع في سورية عقب محادثات أجراها مع نظيره الفرنسي فرانسوا فيون الذي اتهم الرئيس السوري بشار الاسد بأنه «أصم» تجاه الضغوط الدولية. وجاء تكرار موسكو لقلقها من تطورات الامور في سورية، فيما رفضت الولاياتالمتحدة تحذيرات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من ان الامور في سورية تتجه نحو الحرب الاهلية. وقال بوتين في مؤتمر صحافي عقب محادثاته مع نظيره الفرنسي في موسكو أمس: «نحن ندعو إلى ضبط النفس والحذر، هذا هو موقفنا» ازاء سورية. وتتهم روسيا المعارضة السورية بتأجيج الاضطرابات في البلاد، واللجوء للعنف وتحويل الاحتجاجات السلمية إلى حركة مسلحة. كما تتهم معارضين، بخاصة المجلس الوطني، انهم يفضلون تدخلاً دولياً على غرار الاطلسي في ليبيا ويرفضون الحوار مع السلطات لإيجاد حل سياسي للأزمة. غير ان الدول الغربية تعارض المنطق الروسي، وترى ان النظام هو الذي دفع المعارضة الى التشدد بسبب العنف الشديد على الارض. وفي هذا الصدد قال رئيس الوزراء الفرنسي امس ان الأسد يتجاهل المطالب الدولية بالاصلاحات وانهاء الحملة القاتلة على المتظاهرين. وقال فيون: «نعتبر ان الوضع يتردى أكثر فأكثر، والأسد صمّ اذنيه بمواجهة الدعوات من جانب الاسرة الدولية ولم يف بوعود الاصلاح ومازالت اعمال القتل مستمرة». وتابع: «نعتقد ان لا غنى عن زيادة الضغوط الدولية وتقدمنا بمسودة قرار امام الاممالمتحدة نأمل ان تجد دعماً واسعاً قدر الامكان». وكان ديبلوماسيون من كل من المانيا وفرنسا وبريطانيا قد تقدموا أول من أمس بمسودة قرار لدى لجنة حقوق الانسان التابعة للجمعية العامة للامم المتحدة تدين انتهاكات حقوق الانسان من جانب الحكومة السورية للتصويت عليها الثلثاء المقبل، حسب توقعات المسؤولين. ومن شأن تمرير مسودة هذا القرار زيادة الضغوط على مجلس الامن الدولي للتحرك ازاء الازمة السورية. وكانت روسيا والصين قد استخدمتا الفيتو الشهر الماضي ضد مشروع قرار في مجلس الامن يدين حملة القمع التي تقوم بها القوات السورية. وجاءت دعوة بوتين لضبط النفس بعد ان سأله صحافي ما اذا كانت روسيا ستدعم قراراً في الاممالمتحدة يدين النظام السوري، ولم يكن واضحاً ما اذا كان رد بوتين يتعلق مباشرة بذلك. غير ان بوتين اكد ان روسيا مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي. وقال بوتين: «لا ننوي تجاهل رأي شركائنا وسنتعاون مع الجميع». من ناحيتها، رفضت الولاياتالمتحدة الحديث عن بداية حرب اهلية في سورية، أثر تحذيرات لافروف في هذا الصدد. وقال مارك تونر الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ان تصريحات لافروف التي اتهمت المعارضة السورية بجر البلاد الى «حرب اهلية» هي نتيجة «تقييم خاطىء». واعتبر تونر ان «نظام الاسد يخوض حملة عنف وترهيب وقمع ضد متظاهرين ابرياء ... ولا نرى في ذلك حرباً اهلية». وأدلى لافروف بتصريحه المذكور رداً على سؤال عن هجوم تعرض له الاربعاء مركز للاستخبارات الجوية السورية في ريف دمشق من جانب «الجيش السوري الحر» الذي يضم منشقين عن الجيش النظامي.