أكد رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض الأستاذ عبدالرحمن الجريسي على النجاحات الكبيرة التي حققها مهرجان الرياض الاول للتسوق والترفيه، مشيراً إلى أن هذا النجاح سبقه تخطيط واجتماعات عمل امتدت إلى ما يقرب من ستة أشهر حتى ظهر المهرجان بهذه الصورة المشرفة. وقال في حديث ل «الرياض»: اننا عازمون على مواصلة تطوير هذا المهرجان بشكل تدريجي من خلال تفعيل الايجابيات وتلافي السلبيات. واضاف: ان مدينة الرياض تملك مقومات سياحية قادرة على جذب عدد كبير من الزوار خلال اجازة الصيف إلى جانب تلبية احتياجات السكان، مشيراً إلى ان مشاركة القطاع الخاص في تنظيم البرامج والفعاليات منحت المهرجان تفوقاً كبيراً في بداية انطلاقته. وفيما يلي نص الحوار مع الأستاذ عبدالرحمن الجريسي: تقويم المهرجان ٭ بداية كيف تقيمون مسيرة مهرجان الرياض للتسوق والترفيه، خلال هذه المرحلة من انطلاقته؟ - كانت بداية المهرجان قوية وناجحة بفضل الله تعالى ثم بفضل الترتيبات التي سبقت قيام المهرجان خلال الفترة من 15/6/2005م وحتى 7/7/2005م، والتي تمت بمستوى متطور من التنسيق من الجهة المنظمة، وهي الغرفة التجارية الصناعية بالرياض بمشاركة أمانة مدينة الرياض وباشراف الهيئة العليا للسياحة وكان للدعم والرعاية الكريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الأثر الكبير في قيام المهرجان ونجاحه. كما كانت اللجنة التنفيذية للمهرجان قد تلقت طلبات عدد كبير من المراكز التجارية والترفيهية للمشاركة في المهرجان، مما يعكس تفاعلها مع هذا الحدث الترفيهي الذي تشهده الرياض لاول مرة والذي نستطيع التأكيد على انه سيكون النواة الحقيقية لمهرجان السياحة والتسوق المتميز والرائد ليس فقط على مستوى الرياض فقط وانما على مستوى المملكة في قابل الأيام باذن الله تعالى. وكانت اللجنة المنظمة للمهرجان قد انخرطت منذ بدء انطلاقته في اجراء دراسة دقيقة وتقييم مستمر وشامل لجميع مراحل المهرجان وفعالياته ليتم الاستفادة منها في الأعوام القادمة، ونحن عازمون إن شاء الله على مواصلة تطوير هذا المهرجان بشكل تدريجي من خلال الأخذ بكل الايجابيات وتلافي السلبيات التي قد تظهر. وأشير هنا إلى الدراسة التي أعدتها الهيئة العليا للسياحة والتي أثبتت ان الرياض تعد من أكبر مدن المملكة التي يقصدها الزائرون من الداخل والخارج، فهي مدينة جاذبة تجارياً وثقافياً وبالتالي رأينا في غرفة الرياض استثمار هذه الناحية وبادرنا بالتالي لاطلاق المهرجان الذي يشتمل على برامج تخفيضات كبيرة تشارك فيه المراكز التجارية المنتشرة في مختلف أحياء الرياض، كما تصاحب الفعاليات برامج سحوبات يومية قيمة تشمل أيضاً سيارات وأجهزة كهربائية وأطقم ذهب وغيرها من الجوائز التي تشجع الأفراد والأسر على المشاركة في المهرجان والتفاعل معه يوماً بيوم. وهناك بالطبع برنامج مميز تم وضعه للترفيه تشارك فيه المراكز الترفيهية الكبيرة بالرياض اضافة إلى فعاليات رياضية وثقافية وأمسيات شعرية وعروض عديدة تقدم خلال أيام المهرجان والتي تشارك فيه العديد من الجهات الحكومية والخاصة. المقومات السياحية ٭ هل تمتلك الرياض مقومات سياحية جاذبة وكيف يمكن الاستفادة من هذه المقومات لتطوير السياحة في هذه المدينة؟ - نعم فمدينة الرياض معروفة بعراقتها وتاريخها المديد مما يؤهلها لأن تكون منطقة جذب سياحي متميزة لمواطني المملكة، ولمن يقصدونها من الخارج.. ومن هنا فيجب علينا كمسؤولين في القطاعين العام والخاص العمل الجاد على تطوير القطاع السياحي في منطقة الرياض، حيث انه وعلى الرغم من النمو المطرد الذي يشهده القطاع التجاري والصناعي في الرياض إلا ان القطاع السياحي خصوصاً والخدمي عموماً يظل محوراً بالغ الأهمية يستحق أن يوليه اقتصاديو هذه المدينة مزيداً من الدعم والرعاية. صحيح أن القطاع السياحي يعتبر حديثاً نسبياً في المملكة عموماً، لكن الصحيح أيضاً انه ظل يسجل تقدماً ملموساً عاماً بعد عام، حيث التوسع في افتتاح المشاريع والقرى السياحية في مناطق الجذب السياحي بل وهناك مناطق سياحية يتم استحداثها باستمرار كالثمامة مثلاً، وهنا يجب الالتفات إلى الجهد الوفير الذي تبذله الهيئة العليا للسياحة وقيامها بأكبر عملية رصد للمعالم والمقومات السياحية وتطوير الاداء لهذا القطاع الذي تمثل في اكساب السياحة الداخلية)، دفعة قوية. تجارب الدول الاخرى ٭ هل تم الاخذ بتجارب الدول من حول المملكة أو التجارب العالمية عند تنظيم هذا الحدث خصوصاً وانه يعتبر الاول؟ - نعم فقد عكفت اللجنة التنفيذية ولمدة طويلة قبل بدء المهرجان امتدت لنحو 6 شهور تقريباً على دراسة عدد من تجارب الدول العربية المجاورة والتي تعتبر منافساً قوياً وأيضاً التجارب الدولية، وبحثنا أوجه النشاطات المختلفة المميزة لكل مهرجان على حدة وكيفية التطوير بما يتناسب مع تقاليدنا وثقافتنا ومكوننا الحضاري، ويحقق في الوقت نفسه الفائدة الأدبية والاقتصادية المرجوة منه، كما وضعت اللجنة وصاغت عدداً من التصورات والبرامج التي تتلاءم مع البيئة المحلية المميزة لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة مع الأخذ في الحسبان تنوع أذواق زوار مدينة الرياض والمقيمين فيها. وتعلمون أن مدينة الرياض تتمتع ببنية تحتية متميزة تضعها على قمة المدن الجاذبة سياحياً منها الفنادق الراقية والوحدات السكنية والمؤسسات الترفيهية ذات المستوى المرموق، وذلك عوضاً بالطبع عن وسائل الاتصال والنقل المريحة وهي كلها بدائل غاية في الحيوية وأصبحت تفوق في أهميتها عامل المناخ والجغرافيا. تنشيط الحركة التجارية ٭ جاء شعار المهرجان تحت مسمى: مهرجان الرياض للتسوق والترفيه، فإلى أي مدى نجح المهرجان في تنشيط تلك المجالات؟ - في تقديري أن المهرجان نجح وإلى حد كبير في تحقيق ثلاثة عناصر مهمة زادت في تقديري من حجم الاقبال الكبير من المواطنين والمقيمين في مدينة الرياض، وقد نجحت اللجنة المنظمة في تصميم برامج تتسم بالواقعية والجدية والوضوح والجاذبية في الوقت نفسه منها التركيز على التسوق ببرامج حسومات حقيقية وجيدة وتصميم برامج ترفيه للفرد والعائلة بمختلف أعمارهم وأجناسهم ومستوياتهم الثقافية والفكرية. ولعل من الثابت أن مدينة الرياض تتمتع بموقع تجاري متطور ومزدهر في الوقت نفسه تؤكد ذلك وتدعمه حركة الاستثمار الواسعة في المراكز والمجمعات التجارية التي صارت تصمم وفقاً للمعايير الدولي والتي تجمع بين تلبية متطلبات التسوق المريح وبين تلبية متطلبات الترفيه البريء والممتع لاصحاب الأسر والعوائل وبالطبع لمختلف فئات المجتمع والجنسيات المقيمة في الرياض، وهي تضم اليوم ما يصل إلى 600 مركز تجاري متنوع النشاط والمستوى. لكننا نتطلع إلى مساهمة أكبر للقطاع الخاص في تنمية القطاع السياحي في الرياض التي تشتهر ببروز أهم ثلاثة أنواع من السياحة فيها هي السياحة التاريخية والثقافية وسياحة المؤتمرات واللقاءات السياسية والاقتصادية والسياحة العلاجية، والمدينة تحظى كذلك بنصيب وافر من العوامل السياحية والترويجية الجاذبة والمشجعة لكن وبالمقابل فإن سياحة المعارض والمهرجانات الاقليمية والدولية تظل في بداياتها وهنا يلزم ايلاء مزيد من العمل والتخطيط. أسعار الفعاليات ٭ لكن يتردد ان المنشآت السياحية تغالي في أسعار الدخول والترفيه فما رأيك؟ - تحرص المؤسسات خلال أيام المهرجانات على أن تكون خدماتها التي تقدمها للمواطنين متميزة ومستوفية لشروط السلامة والامتاع البريء.. وهناك تفهم واضح من أمانة الرياض والجهات المشاركة في التنظيم حول ضرورة تحقيق الأهداف المرسومة وفقاً لتوجيهات سمو الأمير سلمان والتي تؤكد على توخي تحقيق البهجة والسرور بين نفوس المواطنين والأطفال من دون أن يكون هناك أي غلو أو مبالغة في الأسعار حتى تكون المشاركة متاحة امام الجميع على أن مساحة الاختيار تظل حرة امام الأسر وأفراد المجتمع، حيث لدينا في هذا المهرجان أكثر من 250 فعالية الكثير منها مجاناً أو برسوم رمزية، بل وهناك كما تقدم جوائز وسحوبات مغرية جداً. العوائد الاقتصادية ٭ ماذا عن العوائد المتوقعة عن المهرجان، واعداد الزوار، والاستفادة من المقومات السياحية لمدينة الرياض؟ - الرياض تعد مدينة جاذبة، وزاخرة بالكثير من الآثار والمقتنيات التاريخية والاثرية الثمينة وهذه من أهم عناصر الجذب السياحي لسكان المملكة ولمن يقصدها من الخارج، وتعد الرياض بحق المدينة الاولى بين جميع مدن المملكة من حيث الزوار سواء للعمل أو للاستشفاء، أو للتسوق والترفيه. كما تضم مدينة الرياض مراكز ترفيهية متميزة وأتوقع لهذه العناصر مجتمعة دعم فكرة المهرجان وانجاحه وزيادة عوائده باذن الله فضلاً عن دعم الفعاليات المصاحبة للمهرجان.