ينطلق في الثامن من شهر جمادى الاولى القادم اول مهرجان للتسوق والترفيه في مدينة الرياض والذي تنظمه الغرفة التجارية الصناعية بالرياض بالتعاون مع امانة مدينة الرياض واشراف الهيئة العليا للسياحة ويأتي بعد تأخر مدينة الرياض في اقامته وتعطش سكان العاصمة لمثل هذا المهرجان بينما كانت مدن ومحافظات المملكة سباقة في اقامة المهرجانات الصيفية قبل العاصمة الرياض. وحول آخر الاستعدادات والتجهيزات لهذا المهرجان التقت «الرياض» مساعد الأمين العام للشؤون الاعلامية بغرفة الرياض ورئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان الدكتور عبدالعزيز بن علي المقوشي الذي أوضح في بداية حديثه ان مهرجان الصيف بمدينة الرياض سينطلق في الفترة من 8/5/1426 الى 1/6/1426ه وسيشتمل المهرجان على العديد من الانشطة والفعاليات الاحتفالية والالعاب النارية وعدد من العروض الفلكلورية الشعبية وقال ان فعاليات وانشطة المهرجان تم تقسيمها الى اربعة اقسام شمل القسم الاول منها الانشطة والفعاليات التي تنظمها المراكز التجارية والتي تركز بشكل كبير على التخفيضات واقامة بعض المسابقات والانشطة المصاحبة والقسم الثاني الفعاليات والانشطة التي تقوم بها المراكز الترفيهية مثل المتنزهات والقسم الثالث الفعاليات التي تنظم تحت اشراف القطاعات الحكومية مثل المتاحف والمسرحيات والامسيات الشعرية والثقافية وما شابهها اما القسم الرابع فهي الفعاليات التي تنظم تحت اشراف اللجنة التنفيذية للمهرجان مثل فعاليات التطعيس للشباب وعروض الطيران الشراعي وبطولة نماذج الطائرات بنادي الطيران السعودي. وحول ابرز الفعاليات التي سيشهدها مهرجان صيف الرياض قال المقوشي: «هناك اكثر من (100) فعالية قدمتها اللجنة التنفيذية للمهرجان للجنة المتخصصة بإمارة منطقة الرياض لدراستها ونحن بانتظار الموافقة عليها تمهيداً للبدء في الاستعدادات لتنفيذها خلال المهرجان والمزيد من المعلومات حول هذا المهرجان تطالعونها في تفاصيل الحوار التالي مع الدكتور عبدالعزيز المقوشي: روزنامة سياحية بالرياض ٭ «الرياض»: هناك من يتساءل عن سر غياب اجواء المهرجانات بمدينة الرياض على الرغم من امتلاكها جميع مقومات نجاحها؟ - المسألة ليست مجرد تنظيم فحسب بل ان مدينة كالرياض توجب عليك عدم التسرع بتنظيم اي مهرجان دون اعداد الدراسات اللازمة والتخطيط المتأني والدقيق لتستطيع الخروج بمهرجان يتواكب ومكانة الرياض وتطورها وحسب علمي أن الهيئة العليا للسياحة لديها العديد من الدراسات والرؤى لمستقبل صناعة المهرجانات والتنشيط السياحي لكافة مناطق المملكة. ٭ «الرياض»: النجاح الذي حققته احتفالات العيد، هل يعطي دلالات على نجاح هذا المهرجان؟ - ما حققته احتفالات العيد بمدينة الرياض يعد مؤشراً للنجاح وهذا النجاح كان احد الاسس التي اعتمدنا عليها في التخطيط لمهرجان الرياض وللتسوق والترفيه واحتفالات العيد باتت تميز عيد الرياض وتستقطب الزوار لها في العيد ويمكن ان ننطلق من هذا النجاح الى نجاحات اخرى سواء في مهرجانات للتسوق او المهرجانات السياحية في الاعوام القادمة وعلى كل حال سيكون مهرجان هذا العام بمثابة تنشيط سياحي عام لمدينة الرياض يتم بعدها تطوير فعالياته لتكون أكثر فاعلية وجذباً في الاعوام القادمة وسنعمل على الاستفادة من ملاحظات ومقترحات جميع شرائح المستفيدين من هذا المهرجان سواء للمنظمين او الزائرين وفي حال نجاح المهرجان سنسعى لتنظيم مهرجان الربيع الى جانب اصدار روزنامة شهرية سياحية شاملة لمدينة الرياض. ٭ «الرياض»: اختياركم للمهرجان ليكون مهرجاناً للتسوق والترفيه ماهي ابرز مقومات هذا الاختبار؟ وماهي ملامح المهرجان؟ - تعلم ان الرياض تعد مركزاً مهماً ومرموقاً في عالم التجارة وهي تضم مايقرب من 600 مركز تجاري على مختلف المستويات وهذا جعلنا وجهة لجميع المتسوقين من المحافظات والمناطق القريبة وقد اوضحت دراسات الهيئة العليا للسياحة ان الرياض تعد من اكبر مدن المملكة التي يقصدها الزائرون من الداخل والخارج فهي مدينة جاذبة حتى دون برامج تنشيط او جذب وبالتالي رأينا استثمار هذه الناحية واطلاق المهرجان الذي سيعمل على تنفيذ برنامج تخفيضات كبيرة في المراكز التجارية المنتشرة في مختلف احياء الرياض وستكون تخفيضات كبيرة ومؤثرة وحقيقية كما ستجري سحوبات على جوائز قيمة تتنوع مابين سيارات واجهزة كهربائية وغيرها من الجوائز مما يشجع الاسر على المشاركة في المهرجان. كما سيقترن بذلك برنامج مميز للترفيه تشارك فيه المراكز الترفيهية الكبيرة بالرياض والتي ستقدم من خلاله انشطة ترفيهية متنوعة ومثيرة ومحببة تجتذب الجميع وخصوصاً الاطفال واسرهم حيث سيجدون مايثير اهتمامهم ويحقق لهم المتعة اضافة الى انه سيكون هناك فعاليات ثقافية وأمسيات دينية وعروض عديدة تقدم من خلال ادارة المهرجان والعديد من الجهات الحكومية والخاصة. ٭ «الرياض»: كيف تتوقعون مدى تفاعل سكان وزوار الرياض مع المهرجان؟ - نطمح ان يحقق المهرجان النجاح المأمول استناداً الى الجهود المكثفة التي تبذلها الجهات المشاركة في التنظيم وكذلك الحماس والتجاوب اللذين يبذلهما القطاع الخاص مع المهرجان وحث سكان وزائري الرياض من مواطنين ومقيمين على التفاعل مع انشطته من خلال برامج يكون الفرد هو جزء منها . كما ندعو منشآت القطاع الخاص في مدينة الرياض الى المشاركة الفاعلة في انشطة المهرجان في دورته الاولى والاسهام في انجاحه واسعدنا ان الكثير من قطاعات التسوق والترفيه أبدت رغبتها بالمشاركة كما عرض عدد من اصحاب الفنادق والوحدات السكنية المفروشة ومكاتب السفر والسياحة تخفيضات كبيرة على مشاركاتهم في المهرجان. ونتطلع ان يكون المهرجان اضافة جديدة للانشطة والفعاليات التي تستهدف تفعيل الحركة السياحية والتجارية والثقافية بمدينة الرياض وتجاوباً مع ما تمتلكه الرياض بوصفها مدينة لها تاريخ حافل بما تزخر به من مواقع اثرية وتاريخية مهمة وبما تتبوأه من مكانة تضعها ضمن كبريات المدن التجارية في المملكة والمنطقة نظراً لما تعج به من المراكز التجارية والاسواق العديدة والمتنوعة المنتشرة في كافة احياء الرياض. ٭ «الرياض»: كيف تقيمون دور الهيئة العليا للسياحة في دعم المهرجان؟ - الهيئة كان لها دور مهم جداً في صناعة الوجه السياحي للوطن وغرس مفاهيم العمل السياحي وفق دراسات جدوى ودعم لامحدود لكافة مناشط العمل السياحي ولعل الدعم الاعلاني والاعلامي الذي تقدمه الهيئة صيف كل عام يعد احد ابرز جهود التنشيط السياحي الذي يجب تقديم الشكر للهيئة عليه فهو عمل مميز ومبتكر وهي تدعمنا في مهرجان الرياض بالكثير سواء على مستوى المعلومات والدراسات التي استفدنا منها اثناء التخطيط والتحضير او على مستوى المتابعة وتقديم الدعم وعلى مستوى تنظيم بعض الفعاليات. وللهيئة دور ريادي على مستوى جميع المناطق فهي تسعى الى زرع مفهوم المهرجانات ولديها عمل دؤوب في سبيل النهوض بصناعة السياحة بالمملكة والهيئة تعمل وفق منهاج علمي بعيد عن الاجتهاد وهذا يجعلنا نتفاءل بأن المملكة مقبلة على نهضة سياحية تقوم على اسس متينة والهيئة تسعى لخلق سياحة وفق خصائص المجتمع السعودي وتعاليم الدين الحنيف ولانغفل الجهد الكبير الذي عملته الهيئة اعلامياً للتعريف والترغيب بالسياحة في مناطق المملكة واعتقد ان الهيئة لديها الكثير مما ستقدمه للسياحة الوطنية ونحن نلمس مدى التعاون والتفاعل من قبل مسؤولي الهيئة وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة وسمو نائبه الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالله آل سعود. ٭ «الرياض»: هل تلمسون مؤشرات تجاه تنامي صناعة السياحة بعد انشاء الهيئة العليا للسياحة؟ - منذ قيام الهيئة العليا للسياحة تحت رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام والهيئة من خلال حكمته وتوجيهاته السديدة - حفظه الله - تخطط بثبات وترسم سياسات بعيدة المدى للقطاع السياحي بوصفه احد اهم القطاعات المستهدفة لزيادة الدخل الوطني وتنويع الانتاج والتعريف بثقافة الوطن وحضارته التي لها من التاريخ والثراء والامتدادية حيث تم النظر الى السياحة بوصفها اداة وليست هدفاً لذاته لتحقيق غايات اقتصادية وثقافية واجتماعية عميقة وموصولة في الوقت نفسه بهوية المجتمع الإسلامية الحضارية المحافظة. وبعد انجازها المتميز للاطار المنظم لتطوير السياحة الداخلية فقد بادرت الهيئة العليا للسياحة الى تعزيز الرؤى المستقبلية والكلية لهذا القطاع عبر اقرار منهجية (تنمية السياحة الوطنية) للسنوات الخمس القادمة وهي المنهجية التي عكف عليها فريق من الخبراء والكوادر الوطنية من ذوي الدراية الواسعة في الشأن السياحي المحلي والاقليمي والدولي. ربما يقول قائل ان ماتحقق من انجاز سياحي حتى الآن لايبدو كبيراً او مشجعاً بسبب تضافر عدد من العناصر منها طبيعة المناخ والجغرافية المحلية او عدم توافر الخبرة اضافة الى طبيعة المجتمع نفسه بوصفه (زبوناً) ممتازاً للالسياح بحلول العام 2002 - كما تقول دراسة اعدتها الهيئة - الى 45 مليون سائح منهم 11 مليون سائح من الخارج سينفقون نحو 20 مليار ريال فيما ينتظر ان يستقطب هذا القطاع عمالة وطنية تتراوح بين 1,5 - 2,3 مليون وظيفة وسترتفع نسبة مساهمة السياحة الى اجمالي الدخل الوطني من 5,4٪ الى 7,8٪ بحلول ذلك العام. انني واثق من ان هذا الجهد الكبير الذي تبذله الهيئة العليا للسياحة وهذا العمل التخطيطي الرائد سيحقق المرجو منه ليس فقط على النطاق الاقتصادي وان بدا مهماً ومطلوباً ولكن ايضاً على الصعيد الثقافي الذي سيعرف بوطننا وتراثه وتقاليده الجميلة. 13 سنة من الفعاليات ٭ «الرياض»: كيف تنظر الى المقومات السياحية في منطقة الرياض وكيف يمكن الاستفادة من هذه المقومات لتطوير السياحة فيها؟ - مدينة الرياوهيئة تطوير الرياض من جهد يمتد لنحو ثلاثة عشر عاماً لتنفيذ الفعاليات والنشاطات خلال ايام العيد في العديد من الاماكن منها منطقة قصر الحكم والدائر الشرقي وساحة الامام محمد بن سعود والتي تشهد عدداً من الفعاليات التي اجتذبت الكثير من الزوار. لكننا نتطلق الى مساهمة اكبر للقطاع الخاص في تنمية القطاع السياحي في الرياض التي تشتهر ببروز انواع من السياحة منها: السياحة التاريخية والثقافية وسياحة المؤتمرات واللقاءات والسياحة العلاجية والمدينة تحظى كذلك بنصيب وافر من العوامل السياحية والترويجية الجاذبة والمشجعة وبالمقابل فإن سياحة المعارض والمهرجانات الاقليمية والدولية في بدايتها وهنا يلزم تقديم المزيد من العمل والتخطيط. ٭ «الرياض»: كيف وجدتم تجاوب الجهات الرسمية مع تنظيم المهرجان؟ - في الحقيقة وجدنا دعماً وتعاوناً من كثير من الجهات وجميعهم مصصمون على انجاح هذا المهرجان الذي يعتبر نقطة البداية وسيكون هناك دراسة دقيقة وتقويم لجميع مراحل وفعاليات هذا لمهرجان ليستفاد منها في الاعوام القادمة ونحن ان شاء الله عازمون على مواصلة تطوير هذا المهرجان وبشكل تدريجي من خلال الاخذ بكل الايجابيات وتلافي السلبيات التي قد تظهر. كما نأمل ان يكون تعاون الادارات الحكومية المختلفة ممن يرتبط عملها ببرامج المهرجان فاعلاً يساند الجهات المنظمة لانجاح المهرجان وتقديم عمل مميز يليق بعاصمة الوطن.