تنعقد القمة الإسلامية الاستثنائية في مكةالمكرمة بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسط تحديات كبرى تعيشها سورية دولة وشعبا. حيث الموت بات فعلا يوميا، فهل تتمكن الدول الإسلامية من تحقيق ما عجز عنه المجتمع الدولي في وقف المأساة السورية؟. القمة الإسلامية والدعوة الحكيمة عندما يدعو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز إلى قمة إسلامية استثنائية فإنه يفعل ذلك بعد أن يكون استنفد كل أنواع السعي من أجل حل أزمة تهدد الصف العربي والإسلامي. وسبق له أن سعى جاهدا من أجل أن تسلك الحكومة السورية طريق الصلاح والإصلاح والتعقل والحكمة إلى جانب الحنكة لكن كل هذا السعي لم يثمر. الأمر الذي اضطره أن يضع الأمر بين أيدي قادة الأمة الإسلامية تفاديا لتدخل دولي في الأزمة. وانعقاد القمة الإسلامية الاستثنائية في هذه الأجواء والظروف يمنحها فعالية، و قدرة على إيجاد مخارج وحلول مطلوبة لمساعدة الشعب السوري في الخروج من محنته التي يتخبط بها منذ ما يزيد عن العام. إن قيام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز بالدعوة لهذه القمة يمنحها مصداقية كبيرة خاصة أن التجارب السابقة في قمم عقدت بدعوة الملك عبدالله أو بمشاركته فيها شكلت منعطفات مهمة في سياق الأزمات والتحديات الإسلامية. مثل القمة العربية الاقتصادية في الكويت التي كانت قمة التسامح، والقمة العربية الدولية التي استضافتها بيروت والتي كانت قمة الإجماع العربي الأول من نوعه على ما سمي مبادرة السلام العربية. إن الملك عبدالله بن عبد العزيز بدعوته إلى هذه القمة يريد أن يضع الأمور في موضعها السليم، وفي الوقت نفسه يريد أن يشرك الأمة كلها في إيجاد حل لأزمة يبدو أنها زادت تعقيدا. وقد مهد خادم الحرمين لهذه القمة بأن دعا إلى حملة تبرع شعبية لم يقل إنها لطرف دون طرف آخر، وإنما هي حملة تبرع للشعب السوري الذي يكتوي بنار المواجهات، أوحالة الاحتراق التي تحدث منذ سنة في سورية. هذه التبرعات ليست من أجل الحرب أو المواجهة. إنما من أجل نجدة جميع السوريين دون استثناء كما النجدة السعودية سابقا للبوسنيين، وكما النجدة السابقة للغزاويين، وكما النجدة السابقة للبنانيين و هي محاولة لعلاج الجرح الذي ينزف يوميا. والقمة الإسلامية مطالبة بالخروج برأي موحد تجاه ما يحصل في سورية بعد فشل التدخل الدولي و قبله العربي. قمة مكة الإسلامية الاستثنائية يمكن المراهنة عليها لإيجاد كوة في جدار الأزمة السورية لعله يشكل خلاصا لمسيرة الآلام والموت الذي تعيشه سورية. فما يحصل لم يعد مقبولا، وعلى الدول الإسلامية تحمل مسؤولياتها كاملة تجاه دولة إسلامية كبرى، وتجاه شعب لطالما قدم تضحيات من أجل أمته. (مكة أرض السلام وانعقاد القمة فيها يبعث التفاؤل في أمة رسالتها هي السلام).