تنعقد القمة الإسلامية الاستثنائية في مكةالمكرمة بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لبحث التطورات التي تمر بها الساحة العربية خاصة ما تشهده سورية من مجازر و قتل و سفك للدماء. فما المطلوب من هذه القمة الاستثنائية، وما أهمية انعقادها في مثل هذه الأوضاع؟ و هل ستتمكن الدول الإسلامية من تحقيق ما عجز مجلس الأمن عن القيام به؟ القمة الإسلامية.. استثنائية في انعقادها وتحدياتها لطالما كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز قائدا كبيرا يعيش قضايا وهموم العرب و المسلمين، و دعوته لقمة إسلامية طارئة تأتي في إطار اهتمامه بكل قضايا الشعوب العربية والإسلامية خاصة قضية الشعب السوري الذي يعاني من القتل والذبح والتدمير على يد حاكم ظالم قتل من أبناء شعبه آلافا و لازالت آلة القتل مستمرة حتى الآن فهذه القمة التي دعا إليها الملك عبد الله هي لاحتضان قضية الشعب السوري كما كانت دعواته المستمرة دائما لاحتضان القضية الفلسطينية، وقضية لبنان وقضية العراق و قضية الأقليات الإسلامية في كل مكان من هذا العالم. على القمة الإسلامية التي ستعقد في رحاب البيت العتيق أن تأخذ قرارا حاسما و نهائيا لوضع حد لسفك الدماء في سورية، وأن يصار إلى انتقال السلطة بشكل سلس، وإعادة بناء ما تهدم في سورية و يعود الشعب السوري ليأخذ القرار بيده و يختار قيادته التي يريدها بكل حرية، وكل عدالة و بكل ديمقراطية لأن من حق الشعب السوري بعد هذه المعاناة أن يختار و يقرر الطريقة التي يراها مناسبة لتسيير أموره في إطار الحفاظ على وحدة سورية وشعبها، والحفاظ على المؤسسات الدستورية و حماية مكتسبات الشعب السوري ليستطيع أن يلعب دوره مجددا في التضامن العربي، وأن يكون جزءا فاعلا من الأمتين العربية والإسلاميه اللتين ستقفان بإذن الله صفا واحدا لتحرير فلسطين، وإعادة الحق الفلسطيني إلى نصابه، ووضع حد لكل التمدد الصهيوني في المنطقة، ووضع حد للجموح الإيراني في المنطقة العربية لأن المنطقة العربية والإسلاميه مهددة الآن من النفوذ الأمريكي والإسرائيلي من ناحية، والجموح الإيراني من ناحية أخرى. إن الأمة الإسلامية مطالبة أن تأخذ قرارها بذاتها، وأن لا تسمح لأي قوى إقليمية أو دولية أن تتدخل في شؤونها الداخلية . على الدول الإسلاميه أن تنشط مؤسساتها لتكون فعلا و قولا دافعة للتضامن بين الشعوب الإسلامية لتستطيع هذه الشعوب الإسلامية و قياداتها أن تحافظ على استقلالها و على ثرواتها. إن القمة الإسلامية الاستثنائية يجب أن تكون رحمة و خلاصا لكل الأمم و الشعوب.