في هذه الأيام الفاضلة تتزاحم الأحداث وتتوحد الدعوات وتتفق كل الأمنيات.. في هذه الأيام الروحانية كل القلوب وكل الأنظار وكل الأخبار وكل عدسات الأعلام تتجه صوب موقع الحدث.. فهنا مكةالمكرمة.. وهنا بيت الله الحرام.. وهنا رمضان المبارك.. وهنا الأيام العشرة المباركة.. وهنا يتواجد أكثر من ثلاثة ملايين مسلم ينشدون ليلة القدر.. وهنا زحام بشري ليس له مثل في أي مناسبة وفي أي موقع.. وهنا ستحضر عشرات الوفود الرسمية.. وهنا سيحضر مئات الإعلاميين.. وهنا آلاف من أبناء الوطن المخلصين المرابطين الذين يحرسون ويخدمون هؤلاء الضيوف وهذا المكان وكل هذه المناسبات.. وبعيداً عن هذا المكان وعن هذه المناسبة وعن هذا الحدث هناك مسلمون يعيشون في مشاكل وظروف صعبة دينية وإنسانية وهناك العديد من المشاكل والقضايا بدءاً من قضية القدس وقضية اضطهاد وذبح وحرق المسلمين في بورما وفي العديد من المواقع.. في ظل هذه التحديات المتعددة والظروف الصعبة جاءت دعوة عبدالله بن عبدالعزيز خادم بيتي الله.. وملك هذه البلاد ليراهن بعون الله وبتوفيقه إن شاء الله على مواجهة كل هذه التحديات ويبادر بعمل جليل للأمة الإسلامية والمسلمين كافة فيما يعينهم على وحدة كلمتهم لمواجهة كل هذه المشاكل، فقيض له الله حسن الرأي وسلامة اختيار المكان والتوقيت فأرسل حفظه الله إلى كافة إخوانه قادة المسلمين يدعوهم الى اجتماع عاجل في بيت الله الحرام وفي هذه الليالي المباركة من أجل بحث شؤون أمتهم في كافة أرجاء الأرض.. ففي يوم الثلاثاء القادم ليلة السابع والعشرين من رمضان العالم الإسلامي إن شاء الله على موعد مع المؤتمر المختلف.. في الوقت المختلف.. في المكان المختلف.. مؤتمر يحمل الكثير والكثير من الآمال والتطلعات والأماني لتحقيق وحدة المسلمين .. فالجميع إن شاء الله مخلصون في الحضور.. مخلصون في النيات وصادقون في الدعوات في حضرة أطهر الأماكن وأقدس المواقع وأشرف الأيام والليالي. التاريخ الإسلامي شهد العديد من المؤتمرات الإسلامية، لكن اجتماع القادة المسلمين هذا من المؤكد أنه يأتي في ظل ظروف إسلامية صعبة للغاية وهذا ما يدركه كل قادة الدول الإسلامية فالمسلمون ينتظرون من قادتهم الكثير والكثير في مؤتمرهم هذا مؤتمر التحديات المتعددة.. وبهذه المناسبة فانه في ظل هذا الحدث الإسلامي العالمي الاستثنائي فإن المتابع والباحث المسلم وحتى غير المسلم سيتجه للبحث عن مواقع الجهات الرسمية المعنية بهذا الحدث والمناسبة من خلال شبكة الإنترنت وبالطبع هناك فقط جهتان رسميتان معنيتان بذلك وهما " منظمة التعاون الإسلامي ومقرها مدينة جدة " وهناك "رابطة العالم الإسلامي "ومقرها مكةالمكرمة.. ولكن الباحث سيلاحظ الفارق الكبير بين محتوى ومعلومات موقعي هاتين الجهتين على شبكة الإنترنت خاصة فيما يتعلق بالأحداث الإسلامية الراهنة وفي مقدمتها المؤتمر الإسلامي !! فمنظمة التعاون الإسلامي حاضرة بكل قوة شكلا ومضمونا وبكل تميز وبكل نجاح من خلال موقع متكامل ومثالي غني بالمعلومات الشاملة والمتجددة أولا بأول . أما موقع رابطة العالم الإسلامي فقد كان غائبا لمدة عن خدمة الإنترنت من خلال عبارة (الموقع تحت الصيانة .. من فضلك حاول الزيارة لاحقا)! ولكن الموقع عاد للعمل يوم أمس الأول ولكنه لازال غير متابع بدقة مفترضة للأحداث الإسلامية الراهنة ومنها المؤتمر! والمتأمل أيضا سيلاحظ من خلال محتويات الموقعين التشابه الكبير في المسؤوليات والمهام لهاتين الجهتين في الجانب الإسلامي الرسمي والدعوي ..!! إذن السؤال لماذا لاتوحد جهود هذه الجهات تحت مظلة جهة رسمية إسلامية واحدة عالمية بحيث تضم رابطة العالم الإسلامي وكذلك الندوة العالمية للشباب الإسلامي وكل الهيئات والمؤسسات الإسلامية الدعوية والاغاثية والرسمية والمالية وغيرها من الجهات الإسلامية إلى منظمة التعاون الإسلامي وتكون جميعها تحت مظلة المنظمة وذلك في سبيل القضاء على تشتت هذه الجهات وتباين أدوارها وتنافسها وتشتيت أذهان المتابعين بتعدد الجهات والمسؤوليات وتوفير التكاليف المالية ..؟! لاسيما أن كثرة هذه الجهات وهذه المسميات لايخدم الباحث الإسلامي ولا حتى غير الإسلامي.. اللهم وحّد كلمة المسلمين.. وولّ عليهم خيارهم..