بانسجام عالمي.. السعودية ملتقىً حيويًا لكل المقيمين فيها    محافظ الأحساء يستقبل الرئيس التنفيذي المعين لشركة مطارات القابضة    إيلون ماسك يحصل على "مفتاح البيت الأبيض" كيف سيستفيد من نفوذه؟    "ماونتن ڤيو " المصرية تدخل السوق العقاري السعودي بالشراكة مع "مايا العقارية ".. وتستعد لإطلاق أول مشاريعها في الرياض    "البحر الأحمر السينمائي الدولي" يكشف عن أفلام "روائع عربية" للعام 2024    أمانة الشرقية: إغلاق طريق الملك فهد الرئيسي بالاتجاهين وتحويل الحركة المرورية إلى الطريق المحلي    الطائرة الإغاثية السعودية ال 20 تصل إلى لبنان    مبادرة لتشجير مراكز إسعاف هيئة الهلال الأحمر السعودي بمحافظة حفر الباطن    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية    مشاريع تنموية تنفذها بلدية شري لتعزيز العمل البلدي لعام 2024م    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    محافظ جدة يشرف أفراح آل بابلغوم وآل ناصر    «الإحصاء»: ارتفاع عدد ركاب السكك الحديدية 33% والنقل العام 176%    السعودية بصدد إطلاق مبادرة للذكاء الاصطناعي ب 100 مليار دولار    أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة على عدد من المناطق    هاريس تلقي خطاب هزيمتها وتحض على قبول النتائج    الذهب يقترب من أدنى مستوى في أكثر من 3 أسابيع    إصابة فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام بلدة اليامون    منتخب الطائرة يواجه تونس في ربع نهائي "عربي 23"    العام الثقافي السعودي الصيني 2025    الإعلام السعودي.. أدوار متقدمة    المريد ماذا يريد؟    هل يظهر سعود للمرة الثالثة في «الدوري الأوروبي» ؟    الإصابات تضرب مفاصل «الفرسان» قبل مواجهة ضمك    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    «البيئة» تحذّر من بيع مخططات على الأراضي الزراعية    ترمب.. صيّاد الفرص الضائعة!    القبض على مخالفين ومقيم روجوا 8.6 كيلو كوكايين في جدة    أربعينية قطّعت أمها أوصالاً ووضعتها على الشواية    ترمب.. ولاية ثانية مختلفة    صمت وحزن في معسكر هاريس.. وتبخر حلم الديمقراطيين    «الزكاة»: تنفيذ أكثر من 14 ألف زيارة تفتيش في 30 يوماً    «بنان».. سفير ثقافي لحِرف الأجداد    اللسان العربي في خطر    بقعة صحافة من تلك الأيام    الاتحاد يصطدم بالعروبة.. والشباب يتحدى الخلود    ربَّ ضارة نافعة.. الألم والإجهاد مفيدان لهذا السبب    الجلوس المطوّل.. خطر جديد على صحة جيل الألفية    ليل عروس الشمال    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    رينارد يعلن قائمة الأخضر لمواجهتي أستراليا وإندونيسيا في تصفيات مونديال 2026    الإصابة تغيب نيمار شهرين    التعاون يتغلب على ألتين أسير    الدراما والواقع    يتحدث بطلاقة    سيادة القانون ركيزة أساسية لازدهار الدول    التعاطي مع الواقع    درّاجات إسعافية تُنقذ حياة سبعيني    العين الإماراتي يقيل كريسبو    التكامل الصحي وفوضى منصات التواصل    تقاعد وأنت بصحة جيدة    الأنشطة الرياضية «مضاد حيوي» ضد الجريمة    الداخلية: انخفاض وفيات حوادث الطرق بنسبة 50%    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    تطوير الشرقية تشارك في المنتدى الحضري العالمي    فلسفة الألم (2)    سلام مزيف    همسات في آذان بعض الأزواج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رابطة العالم الإسلامي.. جرد الواقع بحساب «التطلعات».. والآمال «المعلقة»
نشر في المدينة يوم 01 - 10 - 2010

خمسون عامًا انقضت منذ أن تأسست رابطة العالم الإسلامي كمنظمة إسلامية شعبية عالمية أنيط بها أن تسهم في توحيد شعوب العالم الإسلامي، ولتكون أداة للمنافحة عن الإسلام والمسلمين. ورغم طول الفترة التي قضتها الرابطة، ورغم تهيئة كل سبل النجاح لها إلا أن البعض لا زال يرى أن ما تحقق أقل من الآمال التي علقت على هذه المنظمة الإسلامية. ومؤخرًا احتفلت الرابطة بمناسبة مرور خمسون سنة على إنشائها، في احتفال كبير، فتعالت أصوات البعض منادية بتفعيل هذه المنظمة لتتمكن من أداء دورها المرسوم. فما هو وضع الرابطة، وما الأسباب التي تمنعها من أداء دورها كما يؤكد الكثيرون؟ وكيف يمكن تفعيلها؟ هذا ما نحاول الإجابة عليه من خلال سطور التحقيق التالي: تدهور وتراجع بداية يقول رئيس قسم المناهج بجامعة أم القرى الدكتور صالح محمد السيف: قد تبين أن الأهداف التي وضعتها الرابطة هي أهداف سامية وأن تنفيذها يتطلب تضافر جهود ووحدة كلمة في العالم الإسلامي والمجمع الفقهي التي تتباه الرابطة سنويا إضافة إلى المجلس التأسيسي للرابطة، ويقول: جميعهم يحاولون الأخذ بتبني الحد الأدنى على أقل تقدير لتحقيق الأهداف السامية، وحكومتنا الغالية تدعم جميع ما يحقق وصول الرابطة لأهدافها في حماية الأمة الإسلامية من أي أضرار أو إساءة وفي نفس الوقت إشعار الآخر بان العالم الإسلامي له من يمثله، وخير مثال لما أقوله هو ما جرى مع الدانمارك من رسوم كرتونية، وما حدث مع قضية الفيلم الذي أنتج في هولندا. ويستدرك بالقول: لعل أهم أهداف رابطة العالم الإسلامي التي تسعى إلى تحقيقها قد تجلى في تجاوبها مع دعوة خادم الحرمين الشريفين لحوار الأديان والذي عقد في أوروبا وأمريكا وأشادت به الأوساط الثقافية والمجتمع المدني، وما نعرفه أن الرابطة تعمل حاليًا على تحقيق الأفضل لجمع وحدة الأمة، وتبني آرائها حول النقاط الخلافية في جوانب تساعد على الحد من أي مشكلات. وختم السيف بأن الرابطة في الفترة الأخيرة بدأت في التدهور بشكل ملحوظ ولم تعد، مثل ما كانت عليه في الماضي، حيث كان الجميع يسمعون بما تقيمه الرابطة من ندوات تخرج بتوصيات تجد طريقها للتطبيق. وقال: لنا أمل أن تتطور أعمال الرابطة وأن يزداد مسؤوليها تماسكًا أكثر مما هم عليه الآن. مضاعفة الجهود من جهته يقول الخبير الأول بمجمع الفقه الإسلامي بجدة الدكتور أحمد الريسوني: حين يراد التعليق على أعمال منظمة كبيرة وممتدة في الزمان والمكان، مثل رابطة العالم الإسلامي فإن الأمر يكون أكثر صعوبة، لأن هذه الرابطة وعلى هذا الامتداد الزمني الكبير عالجت كل ما يخطر على بالنا من قضايا وشرعت فيه، فالرابطة منظمة متعددة الأنشطة وهذا مشهود فيه ولا يتحاج لبحث ولا إلى مآرب خاصة، فهيئاتها العالمية وفروعها ومطبوعاتها وأعمالها الخيرية تمتد عبر العالم الإسلامي والعالم بأسره، فهذه المنظمة قدمت الكثير في مجالات كثيرة، ولسان الحال يقول استمروا وحاولوا من مضاعفة مجهداتكم. وطالب الريسوني من الرابطة أن تجعل جل تركيزها على المسلمين غير العرب ويقول: هؤلاء هم الأولى بالاهتمام، فهناك شعوب إسلامية مستضعفة دينيًا وثقافتها غير إسلامية وتدينها ضعيف وقابل للتلاشي والاختراق وأرجو أن تولي الرابطة لهذه الشعوب عناية أكبر، ومن أهمها الدول الإفريقية، فعليها الاهتمام بهذه الشعوب والاهتمام، بلغاتها المحلية والعالمية التي تتحدث بها، فهذه الشعوب لابد أن تحظى بالأولوية، ومثلها قد يقال على بعض الشعوب بآسيا، فالرابطة لها هناك وجود ولها إسهام ورصيد، وهناك أمر آخر أرجو أن أراه في الرابطة هو أن تقوم بإنشاء فضائية أو أكثر، فهذا المجال لم تبدأ فيه، حيث لا تمتلك حاليًا أي قناة، وأرجو ألا تكون هذه القناة باللغة العربية، فالحاجة الملحة الآن لقنوات ناطقة بلغات أخرى، سواء أكانت اللغات العالمية أو اللغات الإسلامية المحلية وحبذا أن تكون القناة على مدى الأربع وعشرين ساعة، على أن تعمل كل بضع ساعات، بلغة مختلفة ويكون التوقيت مناسبا لكل، بلد سواء أكان في إفريقيا أو القوقاز أو أمريكا اللاتينية أو آسيا فعليهم أن ينوعوا اللغات، وأقل لغة عليهم الاهتمام بها هي اللغة العربية، فالعربية بها وفرة والثقافة الدينية عند العرب كبيرة وليس لها تلك الحاجة. وأوضح الريسوني أن الرابطة لا تمتلك الحق في فرض ما تراه من توصيات ويقول: بعض التوصيات والنتائج التي تخرج بها الرابطة ولا نرى لها تطبيق في أرض الواقع هي عبارة عن تطلعات الحاضرين وما يريدوه في أنفسهم ولكنهم في نفس الوقت غير قادرين على فرض هذه التوصيات، فأكثر هذه التوصيات يكون تعبيرًا عما في نفوس المؤتمرين، لكنها لا تعتبر التزامًا من الرابطة أو توصية منها، فالبعض يقول للمسؤولين في الرابطة افعلوا ما تقولون، ولكن عند سماعنا للدعاة والإعلاميين أو المعتنين بالقرآن الكريم ووضعهم قدرًا كبيرًا من الاقتراحات والتوصيات فهذا لا يعدو أن يكون تطلعات وأماني، وهذا يحمد لهم ولكن الرابطة ليست ملزمة بتنفيذ كل هذا، ولكنها قد تأخذ ما تستنير به وتستفيد منه للمستقبل، فالرابطة هي منظمة وليست دولة وكل واحد نراه يقترح ما يراه مناسبًا. اعتبارات سياسية من جهته أبان عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور محسن العواجي أن الرابطة لا بد أن تتمتع بالاستقلال عن الحكومات حتى يكون جهدها ملموسًا وقال: لكي يكون لرابطة العالم الإسلامي وجود في الذهنية الإسلامية العالمية لابد أن تحظى بالحد الأدنى من الاستقلال ومن تمثيل العالم الإسلامي بجميع مناطقه الجغرافية والسياسية، وبدون ذلك فمهما قدمت هذه الرابطة من خدمات فإنها قد تصنف بأنها محسوبة على دولة ما، وبالتالي فالتعاون معها أو الاستفادة منها يخضع للأجواء السياسية بين الدول الإسلامية وبين تلك الدولة المحسوبة عليها رابطة العالم الإسلامي. أين التوصيات؟ أما عضو هيئة التدريس بقسم الفقه بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور إبراهيم بن ناصر الحمود فقد بين أنه لا يعلم أين ذهبت الوصيات التي خرجت بها المؤتمرات التي عقدتها الرابطة، وقال: من يعلم عنها هم أهل الرابطة أنفسهم. وبين الحمود أن رابطة العالم الإسلامي لا يعرفها إلا بالاسم فقط، مبينا أنه لا يستطيع الحكم على رابطة العالم الإسلامي بأي شيء سواء بالتقصير أم بالإيجاب، وقال: لعدم معرفتي بما يدور في الرابطة لا أستطيع الحكم على عملها وجهودها. ثروة فقهية من جهته أعرب الأمين العام لموقع الفقه الإسلامي الدكتور خالد الدعيجي عن أمنيته من رابطة العالم الإسلامي أن توحد المسلمين في المستقبل لكي يكونوا كاليد الواحدة وتكون اجتماعاتهم تدل على وحدتهم وتقاربهم، وقال: هذا أفضل، بلا شك من أن يكون بينهم أي تشتت أو تنافر، فحلم الوحدة التي نحلم به ما زال في أنفسنا ونتمنى أن يتحقق ولا نستطيع القول بأنه من المستحيلات، لأننا لو حكمنا عليه بالمستحيلات فهنا سنكون حكمنا على المشروع بأكمله بالفشل. وقال الدعيجي: آمل في اتحاد الدول وأن تكون الدول الكبيرة هي التي تترأس هذا الاتحاد الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي، ومن وجهة نظري فإن المملكة العربية السعودي هي المرشح الأقوى لهذا، وأن تتحد دول العالم الإسلامي في أنظمتها وطرقها وعملها، وحتى لو كان هذا الاتحاد بالعملة فقط فهذا جزء من الوحدة التي كانت موجودة في السابق ولم نعد نراها حاليًا، فلو اتحدوا في أشياء بسيطة، مثل هذه الماضية فإنه هذا بداية الطريق الصحيح. وبين الدعيجي أن الخمسين سنة الماضية التي أنشئت فيها الرابطة، وما تم فيها من لقاءات وتعارف واجتماعات فقهية وإنشاء مجمع الفقه الإسلامي فإن هذا يعد بحد ذاته ثروة لم تكن موجودة في السابق ولم يتحقق إلا من خلال رابطة العالم الإسلامي. واختتم الدعيجي مؤكدًا أن من أهم التوصيات التي صدرت عن الرابطة التوصية بتنظيم الفتوى، فليس كل توصية تكون حبرًا على الورق، “فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن” فهؤلاء العلماء والممثلون لدولهم يذكرون التوصيات ومن ثم يأتي التطبيق عند رؤساء الدول والحكام بأيديهم أكثر مما بأيدي المجتمعين في المؤتمرات وغيرهم. تفعيل الدعوة من جانبه قال عضو مجلس الشورى والقاضي بالمحكمة العامة بالرياض الشيخ سليمان بن عبدالله الماجد: إن لرابطة العالم الإسلامي جهودًا مشكورة في مجال التضامن الإسلامي ونصرة قضايا المسلمين السياسية والعسكرية والعلمية والإغاثة في أنحاء العالم من خلال المواقف والبيانات والمؤتمرات والدعم المالي والمعنوي، كما أنها رعت الفقه والفقهاء من خلال المجمع الفقهي التابع لها، فهي ساهمت في تحريك عجلة الدعوة في العديد من بقاع الأرض من خلال مؤسساتها الدعوية، وكذلك رعت الجمعيات والمؤسسات الإغاثية كهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية. وقال الماجد: تم ولله الحمد تنفيذ الكثير من توصيات مؤتمرات الرابطة. وما لم ينفذ فإنه يُصنَّف ضمن حال معقدة تعيشها الأمة الإسلامية من داخلها وخارجها، وليس للرابطة علاقة بهذا الوضع؛ لكنها تشكل جزءًا كبيرًا من حلولها المرجوة. والعبء الأكبر فيها يقع على القادة من الحكام والعلماء والنخب المثقفة وبقية مؤسسات المجتمع الإسلامي. واختتم الماجد قوله: إن لم تسلك الأمة الإسلامية بمجموعها أفرادا ومؤسسات وحكومات بقوة وأمانة دروب نهضتها فقد يتبقى الكثير من قرارات الرابطة معطلة. جهود إعلامية أما أستاذ الفقه بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور عبدالله المرواني فقد بين أنه متابع لمجلة الرابطة عن طريق شبكة الإنترنت ووجد أن لها جهدًا ملموسًا عبر الشبكة، وقال: مجلة الرابطة بها جهد مبذول وهذه يشكرون عليها، فطلبة العلم والمشتغلين بالعلم الشرعي مهتمون بها، وما دام أنها على شبكة الإنترنت فهذا جهد مميز، مؤكدًا أن الرابطة بحاجة إلى الدعاية والدعم الإعلامي لأن لها مجهود كبير ولكنه غير مرئي أمام الجميع، فرابطة العالم الإسلامي غنية بندواتها وبحوثها وإصداراتها، وكل ما يهمنا فيها هو نتيجة القرارات والأبحاث المنشورة، وتطبيق هذه القرارات والأبحاث المنشورة يتضح في بعض الأمور كفقه النوازل سواء في مراحل الدكتوراة وفي التخصصات الشرعية، ومن المراجع الأساسية قرارات مجمع الرابطة، فهي لها فائدة كبيرة وخاصة مجلتها "الرابطة". واختتم المرواني بالتأكيد على أن قرارات الرابطة لها صدى كبير، ولكن ما ينقصها هو البروز الإعلامي، نافيًا في الوقت ذاته أن تكون قراراتها حبرًا على ورق ولكن المشكلة أنه لا أحد يسمع أو يعلم بها. آثار وثمار أما عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى الدكتور ستر الجعيد فقد بين أنه لا أحد يشك في أهمية علمها وفكرتها، حيث لها إسهامات عظيمة، ولها نشاط ظاهر وعدة جهود، وقال: هناك بعض التوصيات التي قد تخرج بها الرابطة ولا تكون لها قدرة على تطبيقها أو قد يكون على عدة مراحل، ولكن من الصعب الحكم عليها، ففي الواقع نحن نرى آثار وثمار هذه الرابطة، ولكن في الوقت ذاته قد تكون الرابطة تحاول الحصول على آثار أكثر وجهد أقوى وهي بحاجة لتضافر الجهود ومتابعة شديدة، وفيما يظهر أن جهدهم واضح وملموس، لكن السؤال هل هو يلبي حاجة العالم الإسلامي؟ فحاجات العالم الإسلامي كثيرة ولابد من تكاتف المجهودات ولكن الحاجات في هذا الزمان كثيرة ومتعددة وبحاجة لجهود عظيمة، والرابطة تستطيع أن تجيب على التوصيات التي أنشئت من أجلها، ولكن لا أحد ينكر جهود الرابطة المفيدة للعالم الإسلامي والمنتشرة في كل مكان فيه. واختتم الجعيد قائلًا: هناك مؤسسات أخرى اهتمت الرابطة بها، مثل الهيئة العالمية للقرآن والدراسة والتعليم والاقتصاد فهناك جهود تبذل من قبل هذه الرابطة ولا أحد يستطيع إنكارها، ولكن حاجة العالم الإسلامي كبيرة وتحتاج لجهود أكبر وأعظم. شيخوخة وهرم ويقول الكاتب الإسلامي الدكتور توفيق السيف: الرابطة لعبت دورًا كبيرًا في الدعوة والأمور الدينية، ولكن ما يعيبها في السنوات الأخيرة وخاصة الخمس عشرة الأخيرة أنها شاخت وهرمت ففي أوائل نشأتها كانت ذات نشاط مشهود لأنه كان بها أناس في متوسط العمر، ولكن في الفترة الأخيرة صارت حكرًا على كبار السن وصحيح أنهم يمتلكون الحكمة والفهم إلا أن حركتهم بطيئة ومحدودة "ثقيلة" وكذلك لا ننسى أيضًا أن المشكلات السياسية التي حدثت في العالم
الإسلامي قد أثرت على الرابطة فمجلسها يضم علماء من مختلف الدول الإسلامية، وعلينا ألا ننسى أن العالم الإسلامي تغير في العقد الأخير من عقد التسعينات بشكل كبير جدًا، وهذا الأمر كان يتطلب تغيير في فلسفة العمل بالنسبة للرابطة والدول الإسلامية والعالم بشكل عام، لأن العالم اختلف وثقافة الناس اختلفت وكذلك طموحات الناس أنفسهم، فالمنظمات التي تهتم بالمجال الشعبي والعام عليها أن تغير فلسفة فكرها وعملها، والذي يلاحظ على الرابطة أنها بقيت على نفس منوالها دون أي تغيير وكذلك نفس اللوائح التي وضعت سابقًا وهذا ما جعلها منفصلة عن الحراك الثقافي والديني، فقبل عشرين سنة عند ذكر رابطة العالم الإسلامي كان مجرد ذكر اسمها يحدث صدىً كبيرًا لها والآن أصبحنا لا نسمع بها إلا نادرا، وبطبيعة الحال فإن تأخرها عن مواكبة المستجدات وعن التغير في العالم خلال العشرين السنة الأخيرة أضر بها كثيرًا. وأضاف السيف: التوصيات التي تخرج بها المؤتمرات والندوات التي تعقدها رابطة العالم الإسلامي تكون توصيات عامة لمن أراد أن ينفذ وهذه لا تجد لها اهتمام كبير وهناك توصيات مرتبطة بأشخاص محددين وعليهم أن ينفذوها، ولكن عادة هذه التوصيات ترتبط بأشخاص لهم منفعة في تنفيذها، فعندما حدثت حرب البوسنة والهرسك كان هناك حديث حول دعم الدعوة الإسلامية والتعليم الإسلامي واللغة العربية، فهذا ما كانت تريده جماعة البوسنة، وعند خروج هذه التوصية كانت دعمًا لهم وتصب في صالحهم، فالتوصيات العامة التي لا يكلف أحد بتنفيذها قد تكون حبرًا على الورق. واختتم السيف بالإشارة إلى غياب الرابطة في الفترة الأخيرة، ويقول: مؤخرًا لم يعد أحد يسمع بالرابطة ولا يقرأ عنها في الصحف ولا يسمع باجتماعاتها وعدم وجود أخبار لهم يعني وجود خلل ما. وعلى رابطة العالم الإسلامي أن تكون منظمة شعبية تدعمها الحكومة وألا تكون حكومية لأن الحكومات مشغولة وعليها مسؤوليات متعددة ومتشعبة وعند جعل الرابطة كدائرة حكومية فإنها ستكون، مثل أقرانها من الدوائر الحكومية الأخرى. متابعة التوصيات من جانب يوضح قال المستشار الإعلامي الدكتور مالك الأحمد: إن رابطة العالم الإسلامي منظمة رسمية تمثل البلدان الإسلامية وضوابطها كبيرة وكثيرة لارتباطها بمجموعة من الدول الإسلامية التي لها الكثير من الحساسيات والأنظمة التي تحكمها، ويقول: في فترة الدكتور عبدالله التركي كان لهذه الرابطة دور عالمي ملموس وأثر محمود، والجهود التي بذلت من حيث المؤتمرات والأنشطة التي قامت بها لها فائدة كبيرة، لكن الرابطة لا تتصدى لجميع القضايا الإسلامية، ولكن إجمالًا فإن الدور الذي تقوم به هو دور جيد، وهي بخلاف المؤسسات الخيرية الأخرى المرتبطة بالرابطة والتي أعطت بعدًا عالميًا وغطاءً قانونيًا مناسبًا، فالظروف الدولية ووجود هيئة ضمن مجموعة من الدول الإسلامية تتطلب وجود هذه المؤسسات، فما قدمته الرابطة في الفترة السابقة يعتبر معقولًا بالنسبة لهذه الظروف. وبين المالك أن بعض التوصيات التي تخرج بها المؤتمرات والندوات التي تعقدها رابطة العالم الإسلامي وبعض الجهات أخرى المشابهة تكون خارجة عن سيطرتها، فالمؤتمرات تعقد للتوعية بالقضايا المختلفة وإعطائها بعدًا إعلاميًا كبيرًا ولتوعية الناس بها، فمسألة التنفيذ تعتمد على قدرة الرابطة على تنفيذها، فبعض القرارات عند الرابطة ليست هي المسؤولة عنها وهي ليست قادرة على تنفيذها ولكن التوصيات التي تخرجها تحمل الأمة مسؤولية العمل بها، فالمفترض أن كل جهة بحسبها وعلى الرابطة أن تتواصل من الجهات ذات العلاقة، ففي موضوع حوار الأديان، مثلًا من المفترض على الرابطة أن تتواصل مع المؤسسات والهيئات المعنية بهذا الأمر بالتفصيل سواء الإقليمية أو المحلية أو العالمية لأن لها دورًا في هذا الجانب، فعليها ألا تكتفي بإصدار التوصيات، بل عليها التواصل مع الجهات المعنية بهذا الجانب وللأسف فإن الرابطة مقصرة في هذا الجانب، فقد يكون سبب التقصير هو انشغال الرابطة أو قلة الطاقم الإداري. وتمنى المالك من الرابطة أن تحاول إزالة هذا القصور، فمشروعاتها ممتازة وهي مؤسسة رائدة وما يمكن أن تقدمه أكثر بكثير من الواقع الحالي وهي تقدم الآن جزءًا بسيطًا مما هي قادرة عليه، والتواصل مع الأمم والأديان الأخرى وحماية قضايا المسلمين لدى البلدان الأخرى، فهي تعتبر منظمة رسمية ومسجلة في الأمم المتحدة ولها حضور عالمي ولكنها لم تستفيد من هذا الجانب ولكن أصبح أغلب جهدها علاقات عامة. بيت المسلم وفي ذات الإطار أكد المشرف على قناتي القرآن والسنة الدكتور سليمان العيدي أن رابطة العالم الإسلامي تعتبر المظلة الأساسية لدول العالم الإسلامي والأقليات الإسلامية فهي منظمة شعبية مستقلة وينظر لها كل مسلم في أصقاع الدنيا على أنها البيت الذي يتنفس من خلاله ويتحرك من خلاله للعالم الآخر، وقال: نشاط رابطة العالم الإسلامي معروف منذ عهد الملك فيصل عليه رحمه الله والعلماء السابقون يتعاملون مع هذه الرابطة على أنها بريد كل مسلم للمسلم الآخر، بل للعالمين جميعًا، ومنطلقهم من ذلك الآية القرآنية الكريمة: “فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم”. فهذه الآية هي التي انطلقت منها فعاليات رابطة العالم الإسلامي منذ خمسين سنة ماضية، ولا شك أن رابطة العالم الإسلامي بأفرعها ومراكزها الإسلامية تنتج نتاجًا طيبًا وهي يد خيرٍ لكل الشعوب الإسلامية، فالمراكز الإسلامية الموجودة بأوروبا وأمريكا وإفريقيا من خيرات هذه الرابطة وقد وصلت لهذه الأقليات في أصقاع الدنيا، بالإضافة إلى أن الأئمة الذين يؤمون الناس في تلك المساجد خارج المملكة هم بعض نتاج رابطة العالم الإسلامي وكذلك أيضا ما يتعلق بمتابعتها بنشاطات الجماعات الإسلامية وتغذية العقيدة الإسلامية الصافية، فهي، بلا شك ترسل العلماء الذين درسوا بالجامعات الإسلامية المتخصصة، مثل جامعة محمد بن سعود الإسلامية والجامعة الإسلامية بالمدينة وجامعة أم القرى إلى أصقاع العالم المختلفة، وكل الذين درسوا في هذه الجامعات استفادت منهم رابطة العالم الإسلامي بالخير والإرشاد، وهي كثيرًا ما تقيم الندوات والمؤتمرات مع علماء العالم الإسلامي كله، وكذلك تتحاور مع الآخر في مظلة قرآنية جميلة وهو الشعار الذي يحمله كل مسلم تجاه أخيه المسلم: “واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا”. وأبان العيدي أن المؤتمرات التي تعقد ليس في الرابطة فقط، بل في جميع العالم الإسلامي تكون لها توصيات، ولكن تنفيذ هذه التوصيات لا يكون بصورة فورية إنما يحتاج لوقت ومتابعة ولجان لتنفيذ هذه التوصيات، وقال: الرابطة ليست بمعزل عن هذه المؤتمرات، فإن كان لها مؤتمر من المؤتمرات لم تنفذ توصياته فإنها تحاول أن تلاحق توصياتها وتنشئ لجان متابعة، فبعض قرارات الرابطة يتأخر تنفيذها ولكن هي بحاجة إلى مزيد من اللقاء ومزيد من الحوار مع أصحاب المؤتمرات والندوات فإن ما لم يتحقق في المؤتمر الأول فإنها ستحققه بإذن الله في المؤتمر التالي. ***** المشيقح: كثير من أفرعها في العالم ليس بها أي نشاط يذكر وعلى ذات النسق يوضح عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم البروفيسور خالد المشيقح أن رابطة العالم الإسلامي تعتبر من أعظم المؤسسات الإسلامية الدعوية التي تعنى بأمور المسلمين في سائر، بلاد العالم، وأنشئت لهدف سامٍ وهو توعية المسلمين وإرشادهم وتعليمهم أمور دينهم، ويقول: ما أقترحه على الأخوة والمشايخ المسؤولين في هذه المؤسسة العظيمة هو العناية بأمور المسلمين في بعض البلاد التي ليس فيها فرع لهذه المؤسسة، فقد زرنا كثيرًا من البلاد الإسلامية وغير الإسلامية ولم يكن بها فرع لهذه المؤسسة وهم يتمنون ذلك وأن تكون هناك مكاتب للرابطة تعنى بأمورهم الدعوية والتعليمية وإنشاء المدارس والمساجد، ومن وجه آخر هناك فروع للرابطة في، بلدان أخرى ولكن يلحظ عليها شيء من الضعف وعدم النشاط المطلوب والمرجو، وسأذكر هنا مدينة مانشستر وهي آخر مدينة زرتها، حيث وجدنا هناك فرع للرابطة وهناك مبنى كبير لهذه المؤسسة، لكن لا يوجد به شيء يذكر من النشاط، فلا بد من الحيوية وتفعيل الأنشطة، وكذلك يلحظ على بعض الدعاة المنتسبين لهذه المؤسسة عدم القيام بالواجب المناط بهم، فكثير من الدعاة يقتصر على إمامة المسجد والخطابة دون أن يكون له نشاط في ما يتعلق بالدعوة والخروج للقرى وتعليم الناس وإرشادهم، وخلال زيارتنا لبعض، بلدان العالم فإن إصدارات الرابطة ومطبوعاتها لا تصل إليهم وكأنها شبه معدومة وخاصة ما يتعلق في مطبوعات الترجمة، ولو كان هناك نشاط جيد في ما يتعلق بترجمة القرآن واللغات وترجمة كتب العقيدة ونشرها في، بلاد العالم لكان أفضل للعمل الدعوي. وأبان المشيقح أن المؤتمرات والتوصيات التي خرجت بها الرابطة خلال السنوات الماضية لم تر النور، وقال: آخر مؤتمر قمت بالمشاركة فيه خرج بتوصيات جيدة لكنها لم طريقها للتفعيل، وأرى أن تكاليف هذه المؤتمرات لو صرفت في أمور الدعوة وإنشاء المدارس والمساجد وتهيئة الدعاة لكان أفضل، فلا بد من إقامة دورات مستمرة للدعاة لتعليهم وتثقيفهم فبعض الدعويين يفتقرون لهذه الأمور بشكل كبير جدًا وهذه من الأمور المهمة التي تفتقر لها رابطة العالم الإسلامي. وطالب المشيقح الرابطة بالاهتمام بطلاب العلم ويقول: الذين يرغبون في المشاركة في أعمال الدعوة هم كثر ونجدهم في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية وأتمنى أن تكون هناك آلية لمشاركة هؤلاء الطلاب، لأنهم لا يريدون عرضًا من الدنيا، وإنما يريدون أن تتاح لهم الفرصة للمشاركة، وأن يحصلوا على الإذن بإقامة الأنشطة، التي لم أقيمت فسيكون هناك بإذن الله تعالى خير عظيم يعم العالم الإسلامي. **** آل مسبل: لم نر شيئًا من أهدافها التي حددتها على أرض الواقع!! بداية يوضح رئيس لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية بمجلس الشورى الشيخ عازب آل مسبل أن العالم الإسلامي كان يأمل أن تكون لرابطة العالم الإسلامي القوة والفعالية في معالجة قضايا الأمة الإسلامية، حيث عبر بعدم رؤيته لأي نشاطات ملموسة تقوم بها الرابطة، ويعود ذلك لسببين قائلًا: قد يكون السبب عدم تفاعل وسائل الإعلام معها أو تفاعلها معه أو لأنها غائبة عن القضايا ولم تتعاط معها. بعد إنشاء الرابطة بخمسين سنة كان لها دور مهم عند إعلان خادم الحرمين الشريفين الحوار مع أتباع الأديان فقد كان للرابطة دور في هذا الجانب وكان إيجابيا وتشكر عليه، ولكنها في نفس الوقت ليست على المستوى التي نطمح نحن إليها أو يطمح العالم الإسلامي بشكل عام، ولذلك على الرابطة أن تبرز مناشطها وأن تكون لها رؤية مستقبلية يمكن من خلالها تحديد المسؤوليات المناطة بها وتعريف الأمة الإسلامية بنشاطاتها وبرامجها، والحقيقة أن مناشط الرابطة غائبة عن الساحة إلى حد كبير. واستطرد المسبل: لا أعلم الأسباب التي تجعل أعمال الرابطة غير ملموسة على أرض الواقع وغير منظورة للجميع، فهل هي غائبة عن الساحة الإعلامية أم أن الإعلام لم يعطها الاهتمام المناسب؟ أم أنها لا تقوم بعمل يستحق أن ينشر ويشاهد ويستحق اهتمام المتابعين، فعلى سبيل المثال هناك قضايا كبيرة ومهمة لم تأخذ حقها كاملًا، فعند تعرض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الطعن في عرضه كنت أتمنى من رابطة العالم الإسلامي أن يكون لها كلمة في هذا الجانب، فهل رأينا منها أي شيء بخصوص هذا الموضوع؟ وأضاف آل مسبل: عند إنشاء الرابطة كانت هناك عدة أهداف، فهل تحققت هذه الأهداف، فحقيقة لم نجد من هذه الأهداف شيئا على أرض الواقع، فهي لم تحقق الأهداف المطلوبة منها، مع احترامي لأمينها العام الدكتور عبدالله بن محسن التركي. واختتم آل مسبل بقوله: أتمنى أن تحقق الرابطة الأهداف التي وضعت من أجلها وأن تكون مفعلة بشكل حقيقي ومتفاعلة مع قضايا الأمة الإسلامية بالشكل الذي يجعلها أكثر تماسكًا وقوة، وهذا الشيء أيضا لم نجده في مناشط الرابطة، وأتمنى أن أكون مخطئا في معلوماتي لكي لا أظلم الرابطة. ****

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.