بدأت المحكمة الباكستانية العليا امس الاثنين النظر في قضية باكستانية تعرضت لعملية اغتصاب جماعي عام 2002 للبت في الاستئناف المقدم من جانبها ضد تبرئة خمسة من بين ستة رجال اغتصبوها بأمر من مجلس القرية. وأعربت مختاران ماي امس عن أملها في ان تؤيد المحكمة العليا حكم الاعدام الذي كانت قد اصدرته محكمة ابتدائية على الستة ثم عادت محكمة استئناف واسقطته عن خمسة من الستة لعدم كفاية الأدلة كما خففت حكم الاعدام على السادس إلى السجن مدى الحياة. وقالت ماي للصحفيين قبل بدء جلسة المحكمة «أنتظر نفس الحكم الذي اصدرته المحكمة الخاصة» التي ادانت الرجال الستة. وكانت المحكمة الابتدائية قد ادانت الستة بتهمة الاغتصاب وقضت عليهم بالاعدام لكن محكمة الاستئناف في اقليم البنجاب برأت خمسة لعدم كفاية الأدلة وخففت حكم الاعدام على السادس إلى السجن مدى الحياة. واغتصبت ماي (33 عاما) بأمر من شيوخ مجلس القرية بعد ان صادق شقيقها وكان عمره آنذاك 12 عاما امرأة من قبيلة صاحبة نفوذ في مساس لشرفها. ولا تزال مناطق كبيرة من الريف الباكستاني تخضع لاحكام شيوخ القبائل ومجالس القرى. وفجر حادث الاغتصاب الجماعي غضب الرأي العام الباكستاني كما سلط الاضواء في الخارج على قضية معاملة المرأة في الريف الباكستاني. واكتظ مقر المحكمة العليا في اسلام اباد بمؤيدي ماي ومن بينهم اعضاء منظمات غير حكومية كما كان بين الحضور عدد من الاجانب. وجلست ماي صامتة طوال الجلسة وقد بدا عليها الوهن ولبست الملابس الباكستانية التقليدية وغطت شعرها بوشاح. وقال محاميها اعتزاز احسان ان قضيتها قوية وان هناك «ادلة ملموسة» تثبت الجريمة على المتهمين. وكان عاملون في مجال حقوق الانسان يريدون من ماي ان تسافر إلى الخارج لتتحدث عن محنة المرأة لكن الحكومة الباكستانية صادرت جواز سفرها قائلة انه حرص على أمنها. وبعد احتجاجات من جهات عدة منها الحكومة الامريكية رفع الحظر على سفر ماي لكن جواز سفرها لم يعد اليها على الفور. وقالت صاحبة الدعوى يوم الاثنين انها استعادت جواز سفرها لكن ليست لديها خطط فورية للسفر للخارج لأنها تريد معرفة مصير الاستئناف المقدم من جانبها للمحكمة العليا أولا. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية الاسبوع الماضي ان كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية اثارت قضية حرية ماي في السفر مع وزير الخارجية الباكستاني خورشيد محمود قصوري. واهتم الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي يسعى لتصوير باكستان على انها دولة اسلامية معتدلة وتقدمية بقضية ماي قائلا انها تشوه صورة بلاده في الخارج.