على الرغم من تطور المجتمعات، واكتسابها عددا من العادات والتقاليد الحديثة، إلاّ أن هناك موروثات لا تزال بعض الأسر تحافظ عليها، لاسيما في شهر "رمضان"، وتتوارثها الأجيال جيلاً بعد آخر، ومنها ما يسمى ب"التعاليل" وهي سهرات في "رمضان" يجتمع الأقارب، لتبادل القصص والترفيه والألعاب والألغاز، إلى جانب السؤال عن أحوال بعضهم البعض. وأكدت "أم محمد" على أنها تجد نكهة خاصة لمثل تلك العادات التي لا يزال العديد من الأسر محافظين عليها، لتمسكهم بتقاليد متوارثة من آبائهم وأجدادهم، مهما بلغ بهم التطور، إذ إن لكل قديم ميزة خاصة تميزه عن كل جديد، مبينة أن "التعاليل" هي "السهرات" ولكن بمسميات الكبار، ويتخللها ألعاب وأحجيات، وألغاز. وأشار "أبو رضا" أن تلك "السهرات" تمثل متنفساً للتسلية والترفية، إلى جانب تضمنها رواية الحكايات، و"الحزورات"، إلى جانب الألعاب والمسابقات، والاستماع لحلق الذكر، منوهاً أن تلك العادة مهمة بالنسبة إليه إلى جانب "الطعمة" ولا تزال موجودة أيضاً من خلال إطعام الجيران من أطباق بعضهم البعض، مما يقوي الصلة بين الأفراد ويقربهم من بعض. وقالت "أم علي" أن التكافل الاجتماعي والتواصل العائلي كان موجوداً قديماً ولا يزال في وقتنا الحاضر، مبينةً أن مظاهر هذا التكافل تتمثل في الإعانات والصدقات والزكوات ومساندة بعضهم البعض في فعل الخير، حيث كان أهل البيت عادة ما يخرجون بعد صلاة التراويح للسؤال عن معارفهم أو أصدقائهم وجيرانهم، وتلّمس احتياجات الفقراء منهم، مشددة على أن هذه العادات لم يمحها الزمن على الرغم من تغير المجتمعات، إذ إنها متوارثة ومحببة إلى الكثيرين أصحاب الخير.