من ظواهر التقدم الشامخ في وطننا الغالي مسايرة للنهضة العلمية وأخذاً بكل معرفة وتأصلاً بكل ثقافة.. ما نعرفه حديثاً في ظل قيادتنا الرشيدة من ظاهرة الابتعاث. الابتعاث ايفاد الصفوة المختارة من أبناء وبنات الوطن من هم في مراحل الدراسة العليا.. ابتعاث محاط برعاية الوطن هنا وحماية الملحقيات الثقافية هنا. ما كنا هنا نألف غربة أولادنا إلى العالم الغربي أو الشرقي للحصول على المزيد من العلم واللحاق بركب التطور المعرفي.. لكننا الآن نوفدهم تحت مظلة ما تقوم به قيادتنا العظيمة من الابتعاث في كل العلوم وأحدث التخصصات. ذلك ليعودوا بفضل الله وحفظه لهم علماء نابهين وشباباً نابغين يحملون مسؤوليات النهضة والتطور في كل المجالات بارزين. وتعتبر الولاياتالمتحدةالأمريكية بحكم أكثر الدول عدداً في الولايات وتقدماً في الاكتشافات تعتبر الأكثر استقبالاً للعدد الكبير من فلذات أكبادنا وانتقاء عقولنا. وهم بحمد الله كما يشهدون بذلك هناك وعند عودتهم هنا والأهل والمشتركون ينالون من خالص الرعاية وفائق الحماية ما يحقق لهم حياة آمنة في ابتعاثهم وعطاء مادياً يلبي كل رغباتهم، وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية الكل هنا وهناك يتحدث عن الملحق الثقافي الجاد الراعي الكريم الأستاذ الدكتور محمد عبدالله العيسى. هذا الذي زاعت شهرة خدماته لأبنائنا المبتعثين في الولاياتالمتحدة جميعاً.. رعاية أبوية قوية الحب والحنان والمقابلة في كل حين رعاية إدارية شاملة كل ما يلزم المبتعث من أمور إدارية أو أوراق وأعمال إدارية.. سرعان ما يوجه بتحقيق ذلك لهم حتى لا ينشغلوا أو يعطلوا عن سير تحصيلهم العلمي المستمر. فلذات الأكباد حين يسافرون بعيداً ترتجف لدى آبائهم قلوبهم وتتوهج خوفاً وحذراً أكبادهم على أبنائهم.. لكننا هنا ومعي عشرات لقيتهم من أبناء المبتعثين إلى هناك يحمدون الله كثيراً على راحة بالهم واطمئنان أنفسهم إذ إن أولادهم أو اخوانهم هناك في حماية ورعاية وتوجيه وإشراف وكفاية مادية ونفسية تتدفق من وجدان الملحق الثقافي الكريم الذي ينوب عن كل هذه الألوف من القلوب هنا في حفظ ورعاية قلوبهم لديه هناك في الملحقية الثقافية وما يتفرع منها في كل الولاياتالمتحدةالأمريكية. جزاه الله عن هذا كله خير الجزاء.. وهو ليس مستغرباً منه كل هذا الذي اشتهر به فهو أحد دعائم هذا الوطن وصورة مشرفة لرجاله هناك. لكن بعض الحاقدين من أبناء غير وطننا يطلقون من الحين للآخر بعض الأكاذيب رغبة في تشويه جمال صورة رعاية الوطن وأبنائه في الخارج.. أو ربما لعجزهم عن اللحاق بهم. لكن الكذب كالأظافر سرعان ما يقنص.. وتنظف اليد أو هو كالدخان العابر سرعان ما تبعده رياح الحقيقة.. فبعضهم قال إن بعض شبابنا المبتعثين يمارسون كل حرية شخصية في حللهم هناك ويعملون ما يرغبون من كل التمتع المادي والشخصي دون رقابة.. كذب ذلك كله في الحقيقة فكل أبناء الوطن هناك تحت الرعاية والتوجيه الدائم الصادق.. وهم بحكم تربيتهم هنا لا يزالون على الطريق القويم هناك.. والعين ترعاهم والملحقية الثقافية تعرف كل خطواتهم والحمد لله لم يحدث عملياً شيء من ذلك أبداً.. وخسر المغرضون بل قد تجاوز بعض هؤلاء المعادون لنقاء ديننا وشموخ إسلام أبنائنا بأن خرقوا عقولهم وزعموا ان بعضاً من المبتعثين قد تنصر عجباً.. لم نسمع على مدى الزمن مسلماً ترك الإسلام أبداً بل إننا هنا نقف أمام روعة إسلام العشرات من الوافدين غير المسلمين في وطننا.. فالإسلام ثبت يقين.. وتباً للكاذبين. أعود للابتعاث وأهميته التي تعرف قيادتنا الواعية مدى ضرورته في العصر الحديث.. تتويجاً لتقدم بلادنا. الابتعاث من أقدم صور التطور العلمي في بلادنا منذ الملك المؤسس وقد بدأ ذلك رحمه الله بإيفاد أربعة عشر طالباً للالتحاق بالجامعات وكليات الشريعة وأصول الدين في مصر وعادوا وكانوا نواة التعليم العالي والتخصصي واستمرت الحركة التعليمية بعد ذلك.. ذلك شأن التطور العلمي حتى اليوم يذهب أبناؤنا إلى كل الدول التي فيها تطور علمي تقني جديد لتكون بلادنا على علم وعمل بأحدث الاكتشافات العلمية.. فالعالم كله قد صار كالقرية الصغيرة ما يحدث في أقصاه يصل إلى من في أدناه بعد لحظات من حدوثه. لكن ظاهرة الابتعاث التي تجد من قيادتنا تشجيعاً شاملاً ورعاية كاملة لكل من تؤهله مواهبه لذلك سوف يكون لها عما قريب مردود علمي واسع ومتطلبات عملية كبيرة.. فغير معقول ان تعود هذه الآلاف من نوابغ أبناء الوطن وقد أنفقت الدولة عليهم المليارات. وسخرت لرعايتهم وخدمهم جميع الرجال البارعين في السفارات والقنصليات، غير معقول ان يعودوا دون ان تكون لهم أماكن يعطون من خلالها ثمار ما تفرغوا لتحصيله من جديد العلم وحديث المعرفة أو ان يعودوا لما كان بعضهم فيه من نفس وظيفته. إن الاستفادة من الثروات العلمية المتقدمة التي يحملها هؤلاء المبتعثون تفرض علينا من الآن الاستعداد لاستقبال مواهبهم بأعمال ومواقع علمية يحققون فيها ما نهلوه من أحدث الاكتشافات والبراعات العلمية.. فلن تقف بلادنا في الطريق أبداً.. بل سنسبق الآخرين بهذه القدرات العلمية التي ستعود وغيرها يذهب إن شاء الله. تحية وعرفانا من قلوبنا لقيادتنا الغالية التي أوفدت هذه الفلذات وابتعثت هذه القلوب لكن أراحتنا نحوها وقامت من خلال البعثات والسفارات في كافة دول العالم برعايتهم والقيام بكل متطلبات العلم والتحصيل لهم في غربتهم. ومكاننا نحن الآباء يقوم هناك عدد كريم من رجال القنصليات ورؤساء الملحقيات الثقافية بمهمة الآباء بل ومهمة المشرفين التربويين ومهمات الاخصائيين الاجتماعيين.. فهانت علينا غربة أولادنا.. وهم هناك بخير و قد تفرغوا للعلم.. والحمد لله.