أمام معالي المهندس عبدالله المقبل أمين مدينة الرياض الجديد مسؤوليات كبيرة جداً.. وتنتظره مهام شاقة عليه أن يقف أمامها وينجزها فهو يحمل تطلعات سكان الرياض وزوارها بما يحقق إن شاء الله محافظة هذه المدينة على مكانتها.. وعلى معاليه قبل ذلك أن يكون في محل ثقة ولي الأمر حفظه الله الذي اختاره ووثق فيه وأسند إليه هذه الأمانة وهو إن شاء الله أهل لها. سكان الرياض والمملكة كلهم يدركون أن مدينة الرياض في عهد أمينها السابق سمو الأمير الدكتورعبدالعزيز بن عياف حققت مكانة مشهودا لها، ولسموه الكثير من الجهود والانجازات الإدارية والفنية والعمرانية وحققت نجاحا كبيرا جداً في العديد من المجالات السياحية والثقافية والترفيهية والفنية حتى أصبحت الرياض بفضل ذلك مقصداً سياحياً وترفيهياً لكل سكان المملكة في الإجازات والمناسبات والعطل.. مما يتطلب المحافظة على هذه الانجازات والعمل على تطويرها وتقديم إضافات مختلفة تساير مستقبل هذه المدينة، وتواكب تطور العصر في كثير من الجوانب.. ومن المؤكد أن معاليه يدرك أهمية وصعوبة هذه المرحلة وهذه المهام ككل.. لكن من يعرف قدرات معاليه فإنه متأكد إن شاء الله انه سينجح في مسؤوليته هذه. الرياض في الوقت الحاضر مدينة تكبر وتنمو وتتوسع بغير إرادتها ومن غير إرادة المسؤولين عنها في الشؤون البلدية.. الرياض اليوم مدينة جذب سكاني وبنسب متزايدة وهذا النمو السكاني من المؤكد أنه يفوق نمو حجم الخدمات المقدمة للسكان وهذه مشكلة وظاهرة تحتاجان إلى اهتمام وإلى تدارك من قبل المسؤولين حتى لا تتفاقم المشكلة في المستقبل وتخرج حلولها من أيدي المسؤولين لا قدر الله . المرحلة الحالية والمستقبلية تتطلب آلية عمل بلدية مختلفة وأصعب من كل سابقها.. فالعاصمة مقبلة على جملة من المشاريع الإستراتيجية الضخمة في مقدمتها بالطبع مشروع النقل العام.. ومن المعلوم أن مرحلة إنشاء مثل هذه المشاريع تحتاج إلى استعداد والى تهيئة متكاملة ووضع حلول بلدية ومرورية تضمن اقل الضرر بالسكان والحركة المرورية خلال سنوات الإنشاء، والأهم من ذلك كله أن تعتمد كل هذه الخطط عدم تأخير إنجاز هذه المشاريع عن موعدها المقرر لأن التأخير والبطء في إنجاز مثل هذه المشاريع الحكومية أصبحا للأسف ظاهرة متفشية !! خلاف ذلك تحتاج الرياض اليوم أيضاً إلى المحافظة على المشاريع القائمة حالياً وخاصة في جانب الصيانة وهذه مهمة ليست بالسهلة. والتقصير في الصيانة مؤشر سيئ وسلبي وظاهر، ويعكس وجود خلل في العمل ويؤدي إلى مشاكل أكبر وإلى سلبيات متعددة.. وهذه مهمة تتطلب من معالي الأمين الجديد الاهتمام بها.. كصيانة الشوارع والأنفاق والجسور والأرصفة والحدائق والإنارة وغيرها وهي مهام ومسؤوليات تحتاج من معالي الأمين الجديد إلى اهتمام وعناية مختلفة وشخصية وذلك قياساً على حال الوضع الراهن في كثير من المواقع في كافة أحياء العاصمة وخاصة ظاهرة انتشار الحفر في الشوارع وهبوط مستوى فتحات الصرف الصحي وتصريف السيول في الشوارع عن مستوى الإسفلت ما يسبب معاناة كثيرة للسائقين وهذه ظاهرة للأسف أصبحت في كل شوارع العاصمة. أيضا جانب الرقابة البلدية الميدانية أمر من المؤكد أن معاليه يدرك مدى دوره في نجاح مسؤوليته العليا لفرض الهيبة على الأعمال الميدانية وهذه مهمة تتطلب قبل كل شيء توفر أعلى درجات الأمانة في المراقبين!؟ وتتطلب الدعم الإداري والمعنوي والمادي للمراقبين الميدانيين.. وفي نفس الوقت تحتاج هذه المهمة الى فرض الرقابة الدقيقة على المراقبين أنفسهم وفرض العقاب الصارم جدا على كل من يخل بأحد جوانب هذه الثقة او يستغلها لمصالح ومكاسب خاصة او أسرية او اجتماعية!؟ الشيء الآخر دراسة توحيد الإشراف على مشاريع الرياض وهذا مقترح ومطلب سبق طرحه في هذه الزاوية عدة مرات آخرها كان بتاريخ 8/ 6 / 2012 ه وهذا مطلب يحقق القضاء على الازدواجية وعلى التنافس في تنفيذ مشاريع الرياض وتشتتها بين عدة جهات وخاصة في مجال الطرق والأنفاق والجسور وصيانتها حيث إنها الآن مسؤولية موزعة ومشتتة بين ثلاث جهات وهي الأمانة وهيئة تطوير الرياض ووزارة النقل.. وهذا توزيع يستند على تنظيمات وضعت في زمن قديم جدا، ولكن تطور الزمن وتطور الفكر الإداري يفرضان الان سرعة إعادة النظر من اجل توحيد مسؤولية التخطيط والتنفيذ والإشراف والرقابة والصيانة والتطوير لكل مشاريع العاصمة خاصة في مجال الطرق في جهة واحدة عليا .. وهذا التوجه سيضمن ان شاء الله ايجابيات كثيرة جدا أهمها السرعة في الانجاز وتحديد أوجه القصور والخلل.. كلمة أخيرة أقدمها لمعالي المهندس عبدالله المقبل أمين مدينة الرياض وهي ان يحذر جدا من (الغرق) في المكتب بين الأوراق والاجتماعات !! وهذا (الغرق) هو داء كثير من المسؤولين في هذا الزمن !! لذلك فإن من أهم مسؤوليات مسؤول في مسؤوليته هذه أن يمنح العمل الميداني جزءا كبيرا من وقته في كل وقت ولكل أحياء العاصمة .. فالميدان هو أبلغ صورة لمعاليه عن حقيقة ومصداقية العمل والإنجاز..