أدرك أن كلمة " مغتصب " كلمة غير مناسبة .. وقد يكون من غير الملائم أن يتم إدراجها في عنوان هذا المقال .. ولكن أجبرت على ذلك لأنه وللأسف أن هذه الكلمة هي الاسم المتداول للتعريف بهذا الحي بين كافة سكان الأحياء المجاورة له .. وهي تسمية واضح جداً أنه متعارف عليها منذ سنوات طويلة حتى يومنا هذا !! الحي " المغتصب " يقع في وسط أحياء شمال مدينة الرياض وتحديداً شمال مجمع شركة الاتصالات السعودية في المرسلات .. وتحديداً أكثر يقع شرق وجنوب المساحة العسكرية على طريق الملك عبدالعزيز وفي وسط المنطقة التي يحدها طريق الملك عبدالله جنوباً وطريق ابوبكر الصديق شرقاً.. هذه المنطقة أو هذا الحي المعروف بالحي "المغتصب" من يزره سيقتنع جداً بحقيقة هذه التسمية .. فالشوارع والممرات وطبيعة وهيئة معظم المباني والطرق الداخلية توحي بصدق هذه التسمية وملاءمتها له .. الأهم من ذلك كله أن الذي يزور هذا الحي ليلاً سيتأكد له ذلك أيضا من خلال طبيعة ونوعية سكان هذا الحي فهم غالباً من الإخوة غير السعوديين وخاصة العمالة وسائقي سيارات الأجرة وسيارات النقل والشاحنات والقلابيات والوايتات التي تقف مساءً في معظم شوارع الحي والساحات المجاورة له بكل فوضوية ما يعطي انطباعا صريحا عن نوعية معظم سكان هذا الحي !! حقيقة أمر غريب جداً أن نرى مثل هذا الحي بهذه الحالة يقبع وسط أفضل أحياء الرياض الشمالية .. فهو حي مجهول التكون .. مجهول البناء.. مجهول وصول الخدمات إلى تلك المساكن .. مجهول التخطيط .. ومجهول البناء الذي من الواضح أنه يتم وينفذ ليلاً هروباً من أعين مراقبي البلدية . أدرك أن تسمية " الحي المغتصب " تسمية غير ملائمة في حق فئة قليلة من السكان النظاميين المقيمين في هذا الحي .. ولكن قصدت إدراج هذه التسمية من أجل تحفيز الجهات المعنية على سرعة التدخل والبحث عن حلول عاجلة تضمن تطوير هذا الحي ونقله إلى مستوى ومصاف الأحياء الأخرى المجاورة له . الحلول مهما بلغت صعوبتها وحدّتها وتكلفتها تظل حلولا مطلوبة بشدة .. وهي حلول متاحة إن شاء الله وممكنة مهما بلغت تكاليفها المادية والمعنوية والأمنية والاجتماعية .. لأنه في النهاية لابد من هذا التدخل لإنقاذ الرياض وبقية مدن المملكة من مثل هذه الأحياء " الفوضوية " العشوائية الميدانية وإعادة هذا الحي إلى مكانته المفترضة من الجمال من خلال التخطيط والجدية . الحل يتطلب فقط " إرادة " عاجلة وصادقة وجادة من الجهات المعنية وهي أمانة مدينة الرياض والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض من أجل إقرار خطة تطوير عاجلة " تضمن " أولاً وقبل كل شيء الحق الكامل لمن هم يمتلكون حقا نظامياً في هذا الحي وفق المستندات النظامية ومن ثم يتم تعويضهم ماديا او عينيا او ضمان حقهم في عملية التطوير القادمة من خلال مواقع مماثلة في المساحة أو أي عقار مماثل لحقهم النظامي الحالي .. المهم أن هذا الحي في ظل الوضع الحالي يعتبر علامة نشاز وظاهرة تخلف في تطور الرياض العاصمة التي شهدت ولله الحمد تطورا ونهضة عمرانية شاملة في كل الاحياء .. ولكن هذا الحي بوضعه الحالي لازال يطرح الكثير من علامات الاستفهام حوله .. وهو الآن يمثل مصدر إزعاج وخطرا أمنيا وبيئيا واجتماعيا وسكانيا على كل الأحياء المجاورة وعلى الرياض ككل .. هذا الحي ظل يطرح الكثير من علامات الاستغراب والتساؤلات المحيرة حول وجوده وعن استمراره .. نتمنى أن يجد هذا الحي وما يماثله من أحياء في الرياض وفي جميع مدن المملكة الحلول الجذرية اللازمة فهي أحياء لا تليق بمكانة هذه البلاد وشعبها وقدرتها والحلول ميسرة إن شاء الله .. فنحن نملك القدرة المالية اللازمة لفرض الحلول .. ولكن!!