كمتسابق عمره 65 عاما أصبح من المألوف للكندي ايان ميلر ان يظنه الناس والد أحد الرياضيين بدلا من اعتباره فارسا على مشارف المشاركة في عاشر دورة اولمبية وهو رقم قياسي. ولا يزال ميلر يضحك من قلبه وهو يستعيد الذكريات عندما تقابل هو وزميله مع بعض الناس عند حوض السباحة في فندق بالبرازيل حيث كان مقيما من أجل المشاركة في دورة الألعاب الامريكية عام 2007. وقال ميلر: "سألوا ماذا نفعل هنا وقلنا 'نحن هنا من أجل دورة الألعاب الامريكية' وقالوا 'هل يشارك ابناؤكم؟'." واضاف "ضحكت مثل المجنون. لم نصحح لهم الأمر. فقط قلنا 'نعم.. نعم' وتركنا الأمر هكذا." وبينما اختار ميلر عدم الكشف عن هويته كواحد من أكثر فرسان العالم نجاحا ربما اكتشف غرباء حقيقته في النهاية بعد ان مضى الفارس الكندي المتواضع لينال فضية مسابقة قفز السدود للفرق في دورة الألعاب الامريكية 2007. وهذه الميدالية واحدة ضمن مسيرة طويلة شهدت نيل ميلر فضية دورة بكين 2008 في قفز السدود للفرق. ومن بين ميدالياته التسع في دورة الألعاب الامريكية هناك ثلاث ذهبيات منها اثنتان في قفز السدود للفردي. واصبح ميلر عضوا في قاعة مشاهير الرياضة الكنديين في 1996 بعد انجازاته الضخمة. والسر وراء نجاح ميلر أبعد كثيرا من مجرد رغبته في المنافسة في أعلى المستويات. وعلى العكس يمتلك ميلر حبا أصيلا للخيول بدأ وعمره عشر سنوات فقط عندما كان يقبل أي وظيفة متاحة لمجرد البقاء بجانبها. وقال ميلر "أي شيء متعلق بالخيول أسرني وأثار اهتمامي وهذا لم يتغير. لذلك أستيقظ في الصباح ولا أطيق انتظار التحديات اليومية مع الخيول." وأحد هذه التحديات هو تدريب خيوله. ومهما كان عدد القفزات التي يتم التدريب عليها قبل الاولمبياد فلا يوجد ضمان على ان الحصان سيقدم أداء يمنحه الميدالية الذهبية. وعندما فاز ميلر بميدالية ذهبية في دورة الألعاب الامريكية عام 1999 قال إنه حقق ذلك على حصان مشاكس نجح للمرة الأولى والاخيرة في القفز في اللحظة المناسبة. ورغم الفترة الطويلة التي أمضاها في قفز السدود إلا ان ميلر لا يزال يتعلم في رياضة تغيرت على نحو مثير. وقال ميلر "نستخدم نوعا مختلفا من الخيول.. بناء السدود أصبح مختلفا تماما.. تصميمات المضمار غير معروفة مقارنة بقبل 15 عاما وحجم المنافسة التي نقوم بها بالحصان أكبر كثيرا من التي اعتدنا عليها." واضاف "لذلك مواكبة هذا التطور يمثل تحديا مستمرا بالنسبة لي." وكان من الممكن ان يكون ميلر قد حطم بالفعل الرقم القياسي في عدد المشاركات في الاولمبياد اذا لم تنضم كندا للمقاطعة التي قادتها الولاياتالمتحدة لدورة موسكو 1980 بعد غزو الاتحاد السوفيتي لافغانستان في العام السابق. ويرجع ميلر الفضل في مستواه الجيد المستمر الى مزيج من النظام الغذائي وتدريبات اللياقة مع تركيز خاص على تدريبات معينة لتفادي الاصابة أسفل الظهر وهو أمر معتاد لمنافسي قفز السدود. ولا يوجد أي خطط عند ميلر للاعتزال بعد اولمبياد لندن حيث سيسعى لتحقيق الشيء الوحيد الذي ينقصه وهو الذهبية الاولمبية. وقال ميلر ضاحكا "يملك فريق قفز السدود الكندي خطة معاش تقاعدي سيئة للغاية لذلك لا أرى انني سأعتزل على الاطلاق." واضاف "لكن الاجابة الجادة هي انه طالما حظيت بحصان جيد.. بالحصان الصحيح سأستمر على الأرجح لأن الأمر يتعلق بامتلاكك أفضل سيارة سباق فهي تجعل السباق بالتأكيد أكثر اثارة." وقال ميلر - الذي سينافس مع الجواد ستار باور البالغ عمره عشر سنوات - إن الفوز في لندن لن يكبح نهمه لتحقيق المزيد. وقال "اذا فزت في لندن سأقول 'هذا جيد.. الآن علي الفوز بميدالية ذهبية ثانية'."