كشف الفارس عبدالله الشربتلي الحاصل على فضية بطولة العالم لألعاب الفروسية في كنتاكي العام الماضي، عن أغلى إنجاز حققه في حياته، وهو تقليده بوسام الملك عبدالعزيز من يد خادم الحرمين الشريفين، بعد عودته من أمريكا متوجا بالميدالية الفضية، مشيرا إلى أن هذا الوسام سيظل نبراسا على صدره ودافعا حقيقيا لتحقيق المزيد من الإنجازات في المحافل الدولية التي سيخوضها مستقبلا، والتي سيكون أولها بطولة كأس العالم التي ستقام في أبريل الحالي في ألمانيا، عقب تأهله للمرة الخامسة، مثمنا دور صندوق الفروسية في القفزة التي حققتها هذه الرياضية في زمن قياسي بعد إعلان إنشائه. وتطرق الشربتلي لاستعداده وزملائه الفرسان للألعاب الأولمبية التي تستضيفها لندن بعد تأهله رسميا، مؤكدا أن هذه المشاركة تعد هدفا يجب الخروج منه بنتيجة إيجابية. الشربتلي وصف الإنجاز الذي حققه في بطولة (كلنا عبدالله كلنا وطن) بالمهم والداعم في مشاركته في بطولة كأس العالم نهاية الشهر الجاري. نقاط عدة تطرق لها الشربتلي نستعرضها في ثنايا السطور التالية: • صف لنا مشاعرك وأنت بين يدي خادم الحرمين الشريفين لاستلام وسام الملك عبدالعزيز؟ في الحقيقية شعور لا يوصف، حيث كان في مخيلتي التشرف بالسلام على الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لأهديه الميدالية الفضية التي حققتها في بطولة العالم، ولكنني فوجئت أنه توجني بوسام الملك عبدالعزيز، وهذا أعلى شرف حصلت عليه في حياتي الرياضية، وسيظل نبراسا على صدري طوال حياتي الرياضية والاجتماعية، ودافعا لي ولزملائي الفرسان لتحقيق المزيد من الإنجازات، كيف لا وتكريمنا جاء من راعي الفروسية الأول الذي تعلمنا منه شهامة الفارس. رقم قياسي • هل كنت تتوقع تحقيق فضية العالم خاصة مع الحصان (سالدانا)؟ يجب أن يعرف الجميع أن هذا الحصان تم شراؤه قبل البطولة بستة أسابيع، وهذا زمن قياسي بالنسبة لإعداده للمشاركة العالمية، ولكن إحساسي بالمسؤولية تجاه وطني أجبرني على بذل جهد مضاعف للظهور بشكل مشرف في المحفل العالمي والمنافسة على تحقيق إنجاز، وأحسست ذلك الشعور لحظة دخولي أول جولة في البطولة، حيث تذكرت كلمات الملك عبدالله في اللقاء الأول العام الماضي، وكذلك وقفة أعضاء صندوق الفروسية الذين كان لهم دور كبير في شراء الحصان (سالدانا) والمشاركة به في البطولة، وعلى رأسهم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، الأمير تركي بن عبدالله، الأمير نواف بن فيصل، الأمير عبدالله بن فهد وباقي أعضاء مجلس إدارة صندوق الفروسية، وأعتقد أن هذا أكبر حافز لتحقيق الإنجاز. دور إيجابي • معنى كلامك أن الصندوق لعب دورا مهما في الإنجاز؟ بكل تأكيد لعب دورا مهما في تحقيق الإنجاز وكذلك في السيطرة على ذهب دورة الألعاب الآسيوية، بعد أن وفر لنا الجياد، وبفضل الله فرسان المملكة يملكون الموهبة وهذا الأمر ساعدهم في التأقلم سريعا مع الجياد الجديدة التي تم تأمينها. فخر واعتزاز • ماذا يمثل الحصول على الميدالية الفضية في بطولة العالم؟ يمثل لي الفخر والاعتزاز، والحمد لله على هذا الإنجاز الكبير الذي جاء بفضل من الله ثم بدعم خادم الحرمين الشريفين للفروسية. الهدف بيساوا • الشوط النهائي كان مثيرا، هل كان تفكيرك منصبا على فارس معين؟ بصراحة نعم، كان تركيزي على الفارس البرازيلي رودريغو بيساوا بطل العالم السابق، حيث كان الفوز عليه بمثابة انتصار حقيقي لذاتي، رغم أن الجولة الأخيرة من المسابقة جمعت الكندي ايريك لاماز صاحب الترتيب الأول بمجموع النقاط 3.390 والبلجيكي لي جون فليبي الذي جاء ثانيا ب4.110 والبرازيلي رودريغو بيساوا ثالث التصنيف العالمي ب6.800 حيث يمتطى كل فارس جياد الفرسان الآخرين بعد أن ينهي جولته على حصانه، وتحسب نتائج الجولات الأربع لتحديد بطل 2010 والمراكز الثلاثة، وبفضل الله تمكنت من الوصول إلى المرتبة الثانية بأقل أخطاء. حذر المنافسة • هل كنت خائفا من رودريغو؟ بصراحة نعم، لأن لديه ألقابا كثيرة فضلا عن كونه أفضل فارس. موقف صعب • ما أصعب لحظة عشتها في بطولة العالم؟ لحظة دخولي الشوط النهائي ضمن أفضل أربعة فرسان، حيث شعرت أن العالم يتابعني. دعم الوالدة • متى وجدت اهتمامك بهذه الهواية؟ منذ أن كان عمري تسع سنوات، وكانت الوالدة تدعمني وتتكفل بتنقلاتي للمشاركة في البطولات والتدريبات وجميع ما يلزم لإشباع رغبتي نحو رياضة الفروسية، وكل ما قمت به كان اجتهادا شخصيا، والآن أصبح لدينا صندوق خادم الحرمين الشريفين للفروسية وقد سهل لنا أشياء كثيرة وساعدنا على التألق. مسؤولية مضاعفة • تواجه تحديا جديدا، هل أنت جاهز له؟ بعون الله سأكون جاهزا للمشاركة في بطولة كأس العالم التي تستضيفها ألمانيا في شهر أبريل المقبل، والتي لا تقل أهميتها عن بطولة العالم لألعاب الفروسية، ومسؤوليتي مضاعفة فيها، حيث أتمنى تحقيق إنجاز جديد يضاف للإنجازات التي تحققت للرياضة السعودية، رغم تعرض جوادي للإصابة وفترة إعداده لهذه البطولة لا تناسب حجمها، ولكن علي أن أبذل قصارى جهدي فيها والخروج بمستوى مشرف. جياد متنوعة • كم عدد الجياد التي تملكها، وهل هذا العدد كاف لتصبح بطلا؟ أملك عشرة جياد حاليا وجميعها من أوروبا، وتختلف الجياد عن بعضها حسب سن ومواصفات كل منها حسب الأشواط التي أشارك فيها، حيث يتطلب من الفارس أكثر من هذا العدد في أوروبا إذا كانت لدية العديد من المشاركات الأسبوعية لتجنيبها الإرهاق والحفاظ على مستواه. والحصان (سورس) الذي شارك في بطولة الوطن كان مفاجأة للجميع، بعد أن قدم أداء أكثر من رائع توجت على إثره بالجائزة الكبرى. نخبة الخيول • كيف كان مستوى الجياد في بطولة الوطن الثانية؟ خيول البطولة كانت صفوة خيول السعودية، وفشل الكثير منها في الوصول للشوط النهائي لأسباب مختلفة، منها سوء التوفيق وعدم التجانس وأمور أخرى تحدث للفارس والجياد معا، ولكن بفضل الله كان التوفيق حليفي في البطولة وحققت اللقب، وهذه البطولات تحتاج إلى جياد مميزة حتى تستطيع أن تحصل على ألقاب كثيرة، وأنا أشكر الأمير الفارس عبدالله بن متعب على استضافة وتنظيم البطولة التي شهدت ولادة أكثر من فارس، وهذا يدل على نظرته الثاقبة في إقامة مثل هذه البطولات. بين أوروبا والمملكة • أين تتواجد جيادك حاليا؟ في فترة الصيف في أوروبا، وفي الشتاء تتواجد في السعودية للمشاركة في الدوري العربي المؤهل إلى بطولة العالم التي تقام كل أربع سنوات، وأصعب شيء في هذه البطولة أنها تقام من ست جولات، وبعد ذلك يؤخذ أفضل أربعة فرسان للمنافسة على ثلاث ميداليات، بمعنى أن المجموع تسع جولات من المنافسة لنيل اللقب ونتائجها تؤهل مباشرة للأولمبياد. إنجازات متنوعة • ما أبرز إنجازاتك؟ تأهلت خمس مرات لبطولة كأس العالم، ولي مشاركتين في بطولة العالم التي حصلت في آخرها على الميدالية الفضية، وكانت أول بطولة عربية حققتها في سورية عام 1999، وآخرها كانت في الصين بحصولي على ذهبية الفرق. • كلمة أخيرة تختتم بها حديثك. أشكر خادم الحرمين الشريفين على دعمه الكبير للفروسية السعودية، فقد نقلها إلى منصات التتويج العالمية، وبمناسبة عودته سالما من رحلته العلاجية أعده بتحقيق المزيد من الإنجازات العالمية في المحافل المقبلة.