يبدو أن السيارات الفارهة التي تستهدف الأثرياء فقط تتحدى الركود الاقتصادي. فالأرقام الصادرة عن الشركات الألمانية المتخصصة في إنتاج هذا النوع من السيارات مثل بورش وبي.إم.دبليو ومرسيدس تؤكد هذه الحقيقة. فخلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي زادت مبيعات سيارات بورش الرياضية الفارهة بنسبة 14% عن الفترة نفسها من العام الماضي، ويأتي ذلك في أعقاب القفزة التى حققتها نتائج مبيعات الشركات المنافسة لها والتى تتخذ من شتوتجارت مقرا لها بي إم دبليو ، مرسيدس بنز و أودي . وقالت بورش أن عدد السيارات التى سلمتها الشركة لعملائها خلال يونيو الماضي زاد بنسبة 9ر18% عن الشهر نفسه من العام الماضي. ولذلك يقول فرانك بيللر محلل اقتصادات السيارات في بنك ولاية بادن فورتمبرج "ليس لدينا أزمة" في صناعة السيارات وبخاصة الفارهة منها. وتتوقع بورش المملوكة لمجموعة فولكس فاجن الألمانية أكبر منتج سيارات في أوروبا زيادة مبيعاتها خلال العام الحالي ككل بأكثر من 10% عن العام الماضي بفضل طرح الجيل الجديد من سيارتها الشهيرة 911. ولم يختلف الحال كثيرا مع شركة أودي شقيقتها المتخصصة في صناعة السيارات الفارهة عضو مجموعة فولكس فاجن التي أعلنت زيادة مبيعاتها خلال النصف الأول من العام الحالي بنسبة 3ر12% بعد أن زادت المبيعات خلال الفترة نفسها في الصين بنسبة 38% وفي الولاياتالمتحدة بنسبة 5ر16% عن الفترة نفسها من العام الماضي. الأمر نفسه تكرر مع بي.إم.دبليو أكبر منتج للسيارات الفارهة في العالم حيث زادت مبيعاتها خلال النصف الأول من العام الحالي بشكل عام رغم تراجع المبيعات قليلا في أوروبا. ورغم ذلك مازالت بي.إم.دبليو تشعر بالتفاؤل بشأن نتائجها خلال الشهور المقبلة. وباتت الصين الرئة الرئيسية التي تتنفس بها صناعة السيارات العالمية بشكل عام والسيارات الفارهة بشكل خاص حيث سجلت كل السيارات الفارهة نموا في مبيعاتها بالسوق الصينية خلال العام الحالي. ورغم ذلك فإن منتجي السيارات الفارهة يشعرون بالقلق من المستقبل في ظل استمرار الأزمة المالية في منطقة اليورو وتداعيات ذلك على الاقتصاد العالمي بشكل عام.