توالت التطورات الميدانية في الاراضي الفلسطينية منذرة بمزيد من التصعيد، حيث واصلت قوات الاحتلال حملاتها الاجرامية في مختلف انحاء الضفة الغربية، سيما منطقة الخليل وذلك عقب الهجومين الفدائيين اللذين اوقعا عصر اول من امس قتيلاً وأربعة جرحى في صفوف مستعمري «بيت حجاي». في غضون ذلك، صعد المستعمرون من اعتداءاتهم وهجماتهم الانتقامية، ضد المواطنين، حيث هاجم اربعة منهم ظهر امس منزلا في محيط مستعمرة بيت حجاي «على الطرف الجنوبي من المدينة، بعبوة ناسفة ما ادى الى اصابة طفلة في الثالثة عشرة من العمر. وحسب المصادر الفلسطينية فقد انفجرت القنبلة داخل منزل المواطن ماهر خليل أبو فنونة في المنطقة القريبة من مستعمرة بيت حجاي في الجهة الجنوبية من المدينة، ما ادى الى اصابة الطفلة ميادة خليل ابو فنونة بجراح في الوجه ووصفت حالتها بانها غير خطيرة. الى ذلك، واصلت قوات الاحتلال فرض اجراءات قمعية مشددة في منطقة الخليل، عقب الهجومين، حيث اغلقت كافة الطرقات المؤدية للمدينة وفي محيط المستعمرة اليهودية، ومنعت تحرك المواطنين، فيما واصلت حملات التمشيط بحثا عن المنفذين. ولم تتضح بعد الجهة التي وقفت وراء العملية الفدائية حيث تبنت كل من كتائب الاقصى (فتح ) وسرايا القدس (الجهاد الاسلامي)، وكتائب القسام (حماس) المسؤولية، لكن بيانا رسميا لم يصدر عن اي من هذه الجهات حتى مساء امس. من جهة اخرى، شنت قوات الاحتلال خلال الساعات الاخيرة المزيد من حملات الدهم والاعتقال في غير مكان من الضفة لا سيما الخليل. وقد بلغت حصيلة هذه الاعتقالات 15 مواطنا بينهم فتاتان، معظمهم من حركة (الجهاد الاسلامي). ففي الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال، امس، 10 مواطنين على الأقل خلال اقتحامها بلدات: صوريف، وبيت كاحل، ودورا، وخاراس، ومخيم الفوار، ودهم عشرات المنازل، التي أجرت فيها عمليات تفتيش همجية الحقت اضرارا بمحتوياتها، واعتدت على قاطنيها واحتجزتهم لعدة ساعات. وحسب مصادر مطلعة في الخليل فقد استهدفت الحملة كوادر من حركة الجهاد الإسلامي، الذين اعتقل اكثر من 40 منهم خلال الايام الماضية. وعرف من معتقلي امس: الفتاتان سهاد عوض الله أحمد الحيح من صوريف، وغزلان سليمان حسين حجة من دورا، اضافة الى خليل أحمد حسن العصافرة، وثائر عزيز محمود حلاحلة، ومحمد عطا الله خميس الطيطي وعبد الكريم إبراهيم العويوي ومحمد إبراهيم أبو وردة، ويعقوب حسن عيسى وأحمد ماجد الطيطي، وابراهيم عبد القادر البايض من جهة اخرى، اصيب فجر امس، الفتى سلام محمد ربعي من بلدة دورا جنوب غرب الخليل بعيار معدني، جراء إطلاق قوات الاحتلال النار تجاه مجموعة من الفتية، حاولوا التصدي لها ورشقوها بالحجارة خلال تنفيذها حملة تفتيش واعتقال في البلدة. واقتحمت قوات الاحتلال، مركز شهداء دورا الثقافي، وأجرت عمليات تفتيش داخله. كما أغلقت قوات الاحتلال العديد من الشوارع الرئيسة والطرق الفرعية في بلدة يطا في محافظة الخليل بالحواجز العسكرية، فيما تم اعتقال مواطن من عائلة رشيد بعد توقيف السيارة التي كان يستقلها قرب منطقة البركة، وتم التنكيل بثلاثة مواطنين آخرين، كانوا يستقلون نفس السيارة دون معرفة هوياتهم. وفي مخيم الفوار جنوب الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال المركز النسوي في المخيم وأجرت تفتيشات دقيقة داخله، واحتجزت عدداً من المواطنين، واعتدت عليهم بالضرب، بينما أغلقت المداخل المؤدية للمخيم بالحواجز وفي محافظة نابلس، اقتحمت قوة من جيش الاحتلال الليلة قبل الماضية قرية برقة، واعتقلت الشيخ أحمد البرقاوي (42 عاما)، من قياديي حركة حماس وأحد مبعدي «مرج الزهور». وفي محافظة رام الله، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات مماثلة في قرية كفر نعمة غرباً طالت كلا من: أحمد نصر وأحمد أبو النصر. كما اعتقلت شابا من قرية بيت عور التحتا، ادعت سلطات الاحتلال أنه مطلوب بتهمة انتمائه لحركة (الجهاد الإسلامي).