اجرى الرئيس محمد مرسي مباحثات في القاهرة امس مع وزيرة الخارجية الامريكية ، والتي وصلت الى القاهرة في زيارة لمصر تستغرق يومين حملت خلالها رسالة تهنئة من الرئيس باراك أوباما إلى الرئس محمد مرسي على انتخابه كأول رئيس مدني للبلاد . ووصف مراقبون ل "الرياض" زيارة كلينتون ومباحثاتها مع الرئيس مرسي ب " المهمة "، باعتبارها بداية لتحديد شكل العلاقة بين القاهرةوواشنطن مستقبلا تضمنت الرسالة دعوة مرسي لزيارة الولاياتالمتحدةالأمريكية في شهر سبتمبر المقبل للمشاركة في أعمال الدولة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة. وتناولت المباحثات مناقشة عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية والأوضاع في سوريا والقضايا الإقليمية في المنطقة، وعلم ان كلينتون اكدت خلال المباحثات على ضرورة انهاء ازمة السائحين الامريكيين المختطفين في سيناء، وابلغت مرسي بضرورة القضاء نهائيا على مشاكل شبة جزيرة سيناء. وقد توجهت كلينتون الى القصر الجمهوري مباشرة للقاء الرئيس محمد مرسي حول التعاون المشترك بين البلدين وإسهام واشنطن في دعم الإقتصاد المصري وقد التقت السفيرة الامريكية في القاهرة بان باترسون مع وزيرة خارجية بلادها على متن الطائرة لاكثر من نصف ساعة فى مطار القاهرة ، وبعد ذلك تحرك موكب وزيرة الخارجية المكون من 21 سيارة دفع رباعي تواجدت منذ الساعة الثالثة بعد الظهر في أرض المهبط بالمطار وتوجه الركب إلى القصر الجمهوري للقاء الرئيس محمد مرسي. وأكدت وزيرة الخارجية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة لم تقم بأي جهود أو خطوات لعقد لقاءات بين الرئيس المصري ومسؤولين إسرائيليين، مشددة على أن الولاياتالمتحدة مستمرة في دعم مسيرة السلام في المنطقة. وفي تعليقها على دور المجلس العسكري ومشكلة البرلمان قالت وزيرة الخارجية الأمريكية في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها المصري محمد عمرو عقب لقائها الرئيس المصري محمد مرسي أمس : "هذه مسألة تخص الشعب المصري، ونحن ندعم التحول الديمقراطي في مصر، مشكلات صياغة الدستور والبرلمان تخص الشأن المصري، مشيرة إلى أنها تتطلع لعقد لقاء مع المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع. وقالت إن الولاياتالمتحدة دائما ما تثني على التحول الديمقراطي في مصر وتعهد الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي بكونه رئيساً لكل المصريين. وأكدت كلينتون أن العلاقات بين الولاياتالمتحدة ومصر تفوق كل الخلافات التي من الممكن أن تحدث بين البلدين، مشددة على إرادة بلادها في دعم مسيرة الديمقراطية في مصر ودعم الشعب المصري حتى يرى إمكانياته العظيمة تتحقق أمام عينيه. ونوهت وزيرة الخارجية الأمريكية إلى أن الولاياتالمتحدة تدعم التحول الديمقراطى في مصر مرجعة القرار في ذلك إلى كل المصريين، قائلة: "حاولنا مرارا التأكيد على ضرورة الحوار بين المصريين للتوصل إلى اتفاق وحاولنا جاهدين المساعدة في هذه العملية". وقالت إن هذا الوقت يتسم بأحداث كثيرة في مصر، فالمصريون وسط احداث معقدة حول البرلمان ووضع الدستور..والمصريون يمكنهم أن يقدموا الإجابة على هذه الأسئلة ولكني جئت لأقدم دعم الولاياتالمتحدة لمصر في مرحلة التحول الديمقراطي. وأضافت أنها بحثت مع الرئيس مرسي أولا كيف يمكن أن تستمر الولاياتالمتحدة في دعم الشعب المصري خاصة على الصعيد الاقتصادي وتقديم الحزمة التي وعد بها الرئيس أوباما لإعفاء مصر من مليار دولار من حزمة ديونها للولايات المتحدة، مع تعزيز التجارة والاستثمار والتجارة لتوفير وظائف واستعداد لتقديم ائتمان ب 250 مليون دولار لمصر، ونتابع تأسيس صندوق الأعمال التجارية الأمريكية المصرية بقيمة 60 مليون دولار كمبلغ أولي وإرسال رجال أعمال أمريكيين لبحث آفاق الاستثمار في مصر. من جانبه ذكر عمرو أن الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية أكد أن مصر تحترم جميع المعاهدات التي وقعتها مادام ذلك بهدف تحقيق السلام الشامل. بالتوازي مع ذلك تظاهر العشرات في محيط السفارة الأمريكية بوسط القاهرة بدعوة من بعض القوى والحركات السياسية، احتجاجا على زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية للبلاد. وأكد المشاركون في الوقفة الاحتجاجية رفضهم التام لتدخلات الإدارة الأمريكية في الشئون الداخلية المصرية. وخلال زيارتها التي تستمر يومين ستلتقي كلينتون ايضا المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة وممثلين للمجتمع المدني وخاصة الاقباط وناشطات في الدفاع عن حقوق المرأة حسب مسؤول اميركي. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية للصحافيين ان كلينتون ستبحث في مصر "الخطوات التي ينوي المصريون القيام بها بخصوص الدستور والبرلمان وجوانب اخرى من المؤسسات التي ستؤدي في النهاية الى انتقال كامل نحو حكم مدني ديموقراطي".