يتذكر النصراويون ايام بطولاتهم الخالدة في حقبة تسعينيات القرن الهجري الماضي وجيلهم الذهبي الذي كان يرهب خصومه في الملاعب بقوة ادائه ومهاراته العالية وروحه القتالية. وشكلت قوة الحراسة النصراوية في تلك الفترة التي كانت يتناوب عليها بعد جوهر مرزوق كل من: مبروك التركي - رحمه الله - وسالم مروان - شفاه الله - وكليهما كان علامة بارزة في المرمى (الاصفر) شكلت فترة تواجدهما دعامه قوية للحضور النصراوي المؤثر في المباريات الثقيلة، وكانا مصدر ثقة كبرى لزملائهم اللاعبين وجماهيرهم العريضة، واتذكر براعة حراس النصر وبالذات في فترة حضور مبروك إذ كان من الصعوبة بمكان ان ينجح مهاجم في هز شباك ذلك الحارس المرعب، الذي كان اسداً في عرين (الاصفر) يزأر في وجه المهاجمين ويرهبهم بشجاعة نادرة فاعتبر ذلك العملاق افضل حارس في تاريخ النصر حتى اليوم. ويقال ان رئيس النصر انذاك ورمزه الاول الامير عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله - زرع بينهما المنافسة الشريفة على مركز الحراسة بإتباعه اسلوباً تحفيزياً فريداً في نوعه وغير مسبوق على مستوى ادارات الاندية بعدما رآهما يتسابقان على الخانة وكان (ابو خالد) ينبه الحارس الى اهمية خروج مرماه نظيفاً من الاهداف في كل مباراة يخوضها، وان هدف واحدا كفيل بجلوسه على دكة البدلاء في المباراة التالية، وهكذا نجح الامير عبدالرحمن بذكائه في إذكاء روح المنافسة الشريفة بين مبروك وسالم وزرع الحماس والرغبة الجادة في تطوير المستوى لضمان اللعب في القائمة الاساسية والتمسك بالمركز. ولا ينسى التاريخ الرياضي ان النصر بدأ يشق طريق النجاح بوصوله الى أول نهائي ذهبي على كاس جلالة الملك أمام الاتحاد في ملعب الصايغ عام 1387ه تحت رعاية الملك فيصل - طيب الله ثراه - وسط حراسة ضعيفة خذلته وافقدته تلك البطولة بخسارته المباراة النهائية (3/5) بوجود الحارس محمد بن نفيسه الذي بدا مشواره الرياضي شبلاً في الهلال مطلع الثمانينات الهجرية، ومثل الهلال على مستوى الدرجة الثانية وحين اسقطه (الازرق) من كشوفاته التحق بصفوف (الاصفر) وهو بالمناسبة ابن عم الاستاذ ناصر بن نفيسه احد مؤسسي نادي النصر. وحين تحسن اداء حراسة (فارس نجد) بدا الفريق يعانق المجد ببطولات كأس ولي العهد، وجلالة الملك بحضور جوهر مرزوق، ثم مبروك التركي، وسالم مروان، واليوم شتان في المقارنة الفنية بين مستوى حراسة النصر في تلك الحقبة ومستواه اليوم، اذ نراه ضعيفاً وساهم في ابعاد الفريق عن منصات البطولات لعدة مواسم. ان قضية ضعف الحراسة في الاندية المحلية عموما انعكست آثارها السلبية على مستوى حراسة المنتخبات السعودية ولا غرو ان الهلال بوصوله الى 54 بطولة كان من ابرز عوامل تحقيقها براعة حراسته بداً من (حارس الكأسين) عبدالله سواء - رحمه الله - وانتهاءً بالأخوين العملاقين عبدالله ومحمد الدعيع.. لكن ماذا بعد الدعيع ؟!