أجريت ثلاث عمليات.. وغبت ثلاث سنوات.. وعدت لأحقق ثلاث بطولات!

في مشوار الذكريات لجوكر النصر بعصره الذهبي سعد السدحان (1/2) :

*البطاقة الشخصية:
* الاسم: سعد ابراهيم سعد السدحان
* تاريخ اليلاد: 1374ه
* الحالة الاجتماعية:
متزوج، واب ل بندر وإبراهيم وثلاث بنات:هلا، لما، ديما.
*العمل: التأمينات الاجتماعية (سابقاً).. وزارة التجارة والصناعة (حالياً)
* النادي: النصر
* المركز مهاجم ووسط وظهير (وكلها فيها بطولات)
* تاريخ الالتحاق بالنادي 1387ه
* تاريخ الاعتزال 1404ه
ارتبط اسم الجوكر «الأصفر» سعد السدحان (56 عاماً) بالحقبة الذهبية لنادي النصر خلال السنوات (1392 - 1401ه).. وتألق في صفوف منتخب المملكة للناشئين في إيران قبل بروزه في صفوف فريقه.. لعب في أكثر من مركز في خطوط النصر كمهاجم.. ولاعب خط وسط.. وظهير فأجاد ولمع في المراكز الثلاثة.
مثل منتخبات المملكة في بطولة مختلفة في إيران والدورة العربية المدرسية بالاسكندرية وكأس فلسطين بتونس عام 1395ه وتصفيات مونتريال ودورة كأس الخليج الرابعة في قطر عام 1396ه.
كان رجل مباراة كأس الملك التاريخية التي جمعت النصر بالأهلي في نهائي عام 1396ه وفتح فيها شوارع بدفاع الأهلي بين الكابتن العملاق عبدالرزاق وميمي أبو داود قلبي دفاع المنتخب الأول.. فصنع السدحان الهدف الأول لزميله الهداف الكبير محمد سعد العبدلي.. وسجل الهدف الثاني من تمريرة ماكرة من النجم ممدوح بن سعود ووضعها بكل براعة في مرمى أحمد عيد عملاق الحراسة السعودية آنذاك.
توالت عليه الاصابات وابتعد ثلاثة مواسم ابتعد معها «نصره» عن منصات البطولات وعاد سعد أكثر قوة وعزيمة واصراراً على اثبات الوجود وتأكيد نجوميته السابقة.. ومعه عاد «نصر الذهب» إلى ساحة المجد والنجاحات الخالدة بثلاث بطولات في موسمي 1400 و1401ه تمثلت في بطولتين للدوري مدعمة بكأس جلالة الملك.
نجم النصر السابق سعد السدحان مع كأس الملك ودرع الدوري عام 1401ه
استضفنا هذا النجم النصراوي الكبير - الغائب عن الساحة الرياضية - «سعد السدحان» ليحدثنا عن مشوار ذكرياته الرياضية مع النصر والمنتخبات السعودية فماذا قال؟!
أصغر لاعب نصراوي!
«بدأت مزاولة الكرة في الحارة بحي العطايف عام 1385ه تقريباً في المدرسة الابتدائية (المنصور) وبعدها في مدرسة معاوية بن أبي سفيان في شارع الخزان ثم المتوسطة الأولى وفي احد الأيام لعبنا مباراة جمعت فريق حارتنا بفريق (نمور النصر) تحت اشراف مدربه القدير أحمد سوداني (البربري) وبعد المباراة قال لي نبغى نسجلك في النصر ولم اتردد في الموافقة لقرب منزلنا في الخزان من مقر النصر وكان عمري (12 عاماً) وذلك في شهر محرم عام 1387ه.. وكنت اصغر لاعب يلتحق بالنصر».
* ألم يرفض والدك تسجيلك في النصر قياساً بصغر سنك آنذاك (12 سنة)؟!.
- ما كان يدري!
* وأخوك الأكبر؟
- شقيقي الأكبر (عبدالله) يعشق الكرة ويشجعني باستمرار وكانت أمنيته التحاقي بأحد الأندية وأيدني في الانضمام للنصر وسجلت عن طريق أحمد السوداني.
الدنيني في العطايف
حضور لاعبي النصر الكبار لحي العطايف جعلني اتعرف عليهم عن كثب وعشقت النصر أكثر بوجودهم وكنت معجباً بالنجم الراحل أحمد الدنيني خصوصاً في مباراة الكأس الشهيرة بين النصر والاتحاد عام 1387ه وكنت اتمنى تمثيل الفريق الأول مثله واسأل نفسي: متى أصل لمباراة كأس مثل هذه؟
ودارت الدنيا لأجد نفسي بعد تسع سنوات ألعب أساسياً مع النصر في كأس الملك أمام الأهلي واصنع الهدف الأول واحرز الهدف الثاني في أول نهائي ألعبه مع نصر الذهب عام 1396ه.
بشعار النصر 1400ه
واتذكر انني مثلت المنتخب ولعبت أساسياً في صفوفه بدورة الخليج الرابعة في قطر 1396ه قبل تمثيل الفريق النصراوي الأول أساسياً.
فقد كنت في صف الاحتياط نظراً لأن الفريق كان يزخر بالنجوم الكبار آنذاك فبعد الدنيني كانت عناصر مقدمة النصر مكونة من محمد سعد العبدلي وحسن أبوعيد والأمير ممدوح بن سعود وتلك الاسماء شكلت قوة هجومية ضاربة.
وخلاف ذلك وجدت فرصة اللعب أساسياً في دفاع منتخب المملكة إبان دورة الخليج الرابعة بقطر 96ه ونجحت كظهير بالصدفة عن طريق مدرب المنتخب والنجم العالمي الراحل (بوشكاش) وكان أغلب عناصر المنتخب الرمزي من درجة الشباب مطعماً ببعض الكبار أمثال خالد التركي - ناصر الجوهر - الصاروخ - خالد سرور وعندما انتهت الدورة اختارني مدرب النصر (بروشتش) أساسياً في قائمة الفريق كمهاجم بجوار محمد سعد العبدلي.
وفي نفس العام (1396ه) لعبت مع النصر مهاجماً ضد الأهلي وفزنا بكأس الملك بعد فوزنا 2/صفر سجل الأول محمد سعد بتمريرة مني ونجحت في احراز الهدف الثاني بتمريرة زاحفة من الأمير ممدوح..
ودخلنا بعدها مباشرة في أول بطولة لكأس الاتحاد (كأس الأمير فيصل حالياً) وقابلنا الأهلي في النهائي وكسبناه مرة أخرى بهدف عن طريق السوداني مصطفى النقر.
محور لأول مرة
في هذه البطولة لعبت في مركز جديد كلاعب وسط (محور) نظراًَ لاصابة زميلي يعقوب مرسال فاختارني بروشتش لشغل مركزه طوال مبارياتنا في البطولة.
سعد السدحان 1388ه
عزيمة فولاذية
لكن الحظ السيئ أوقعني في شر الاصابات بعد ذلك اذ تعرضت لاصابة في الركبة واجريت لي ثلاث عمليات لازالة كل الغضاريف وجزء من الصابونة وبسببها غبت عن الملاعب ثلاث سنوات (97 - 98 - 1399ه).. ورجعت بعدها للفريق عام 1400ه بمعجزة ان أعود بعد غيبة الثلاث سنوات لاصابة في الركبة وثلاث عمليات اضافة إلى ان جيل الفريق النصراوي تغير كله والمدرب بروشتش رحل.. لأجد نفسي وكأنني أبدأ المشوار من جديد.
لكن بتوفيق الله ثم بالاصرار والحماس والرغبة في اللعب عدت أكثر عزيمة برغم انني لم ألعب الدور الأول في ذلك الموسم وتلقى النصر خسارتين قبل نهايته بمباراتين.. كانت الأولى من فريق أحد بالمدينة وخسرناها (صفر - 3).. وحين رجعوا من المدينة تذكروا انني ألعب في مركز الظهير فأصروا عليّ بالمشاركة وجربوني فنجحت واستمررت مع الفريق تحت اشراف مدربه البرازيلي فورميغا وحققنا في النهاية بطولة الدوري لأول مرة في تاريخ النصر وحققها بالجيل الثاني.. جيل ماجد.. واتذكر في المباراة الحاسمة لنا أمام منافسنا التقليدي الهلال التي كسبناها 2/صفر.. نجاحي في انقاذ مرماي من هدف هلالي مؤكد.. وصنعت الهدف الأول لماجد عبدالله.. وتلك المباراة خاضها فريقنا بفرصتي التعادل والفوز وهي أول بطولة يظفر بها النصر على مستوى الدوري في جيل ماجد.
واحتفظنا بلقب الدوري في الموسم التالي (1401ه) وأكدنا تفوقنا بتحقيق كأس الملك في نفس العام ولعبت ذلك الموسم في خانة الظهير الأيمن وكذا في العام الذي تلاه.
وفي موسم 1403ه عادت لي الاصابة وأخذت تشتد آلامها المبرحة.
وفي موسم 1404ه لعبت مع جيل الهريفي وصالح المطلق ومحيسن عدة مباريات كظهير ومهاجم واتذكر ان آخر هدف سجلته بمرمى الوحدة في مباراتي الأخيرة وقدمت في نفس السنة 1404ه خطاب اعتزالي اللعب.
خمس بطولات ذهبية
واجمالاً افتخر بما حققته مع نصر الذهب من بطولات فقد لعبت أساسياً في خمس بطولات احرزها أمام الأهلي على كأس الملك 1396ه وكأس الاتحاد في نفس العام ودوري 1400ه ودوري وكأس الملك لموسم 1401ه.
ولعبت احتياطياً في ثلاث بطولات حققها الأصفر كأس الملك التي خسرناها من الأهلي عام 92ه بهدفين لهدف وكأس ولي العهد الذي انتزعناه عام 92 وبطولة الدوري التصنيفي التي كسبناها أمام الهلال عام (1395ه).
للبطولة ثمنها
كانت مباراة النصر والأهلي في نهائي كأس الملك 96ه أول بطولة ألعبها.. وكنت ناشئاً واصغر لاعب في المباراة مع زميلي توفيق المقرن وكنت طوال الليل افكر في المبارة لازم أبرز فيها ويقيني ان محمد سعد العبدلي هو مفتاح فوزنا إذا ما استطعت فك الرقابة عنه فهو لاعب كبير سيواجه دفاع الأهلي بقيادة عبدالرزاق وميمي ابوداود مدافعي المنتخب حتماً سيركزون الرقابة عليه وخلفهما حارس المنتخب العملاق أحمد عيد واسلوبهما ان أحدهما يمسك محمد سعد والآخر يغطي.. واذا أردنا الفوز فلابد أن يتحرر محمد سعد من الرقابة ففكرت في تخليصه بطريقة فنية تتطلب مني بذل جهداً مضاعفاً بالركض المستمر والتحرك بديناميكية وتبعًا لذلك ضاعفت جهدي بالتحركات لاشغالهما معي ونفذت هذه الخطة باتقان واجهدت نفسي اذ جرت المباراة في عز الصيف وتحت أشعة الشمس الساعة 3.30 عصراً وأرضية ملعب الملز من الترتان الصناعي (حارة) وبعد ثلث ساعة من بداية الشوط الثاني شعرت بتعب وارهاق فطلبت من المدرب (بروشتش) استبدالي فرفض لأنه درس المباراة أكثر منا.. ونجح محمد سعد في الافلات من الرقابة وسجل الهدف الأول بتمريرة مني وقام المدرب بسحب حسن أبو عيد واشرك ممدوح بن سعود فلما نزل مرر لي كرة بذكاء فسجلت الهدف الثاني بعد عشر دقائق تقريباً من طلبي التغيير.وبعد المباراة كان بروشتش سعيداً من عطائي وقال لي: لو استبدلتك لارتاح دفاع الأهلي وأنا اعرف انك مرهق ولكن لابد من التضحية والصبر لنحقق الهدف الرسمي بالبطولة.
وبروشتش بالمناسبة كان يلعب مدافعاً وكان يقول لي أكثر ما يزعجني اللاعب الذي يتحرك.
«ترنة» حطمني
للأمير عبدالرحمن بن سعود الرمز النصراوي الكبير فضل كبير على مسيرتي الرياضية فهو أول من شجعني على الاستمرار مع الفريق.. ففي بداية مشواري صدمني مدرب الفريق الأول السوداني (ترنة) وحطمني بعبارات غير تشجيعية حين رآني لأول مرة واعترض على دخولي التمرين وخاطب إدارة الفريق قائلاً: هذا صغير لا أريده مع الفريق فتأثرت وغادرت الملعب باكياً ليراني مدرب الأشبال أحمد سوداني (شفاه الله) وكان مسؤولاً عن اللاعبين الصغار وأخذني للأمير عبدالرحمن بن سعود «رحمه الله» الذي كان جالساً على سيارته يتابع التمرين في ملعب الفريق بالملز وقال لي: «ما عليك منه.. خلك معنا وتمرن ولا يهمك بكلامه.. وأبو خالد بكلماته هذه ساهم في ابقائي بالنصر - رحمه الله رحمة واسعة -».
الثاني من اليمين وقوفاً مع المنتخب السعودي 1396ه ويظهر في الصورة تحسين، حامد سبحي، عيسى خليفة، عثمان مرزوق ،إبراهيم مريكي، وجلوساً مبروك التركي، فهد السويدان، وحيد جوهر، عيسى خواجي، خالد سرور
ماجد عبدالله مع ابني سعد السدحان بندر وابراهيم في حفل تكريم النصر بعد فوزه بكأس الملك 1415ه
الثاني من اليسار وقوفاً مع منتخب المملكة للشباب في إيران 1395ه ويظهر حامد صبحي، مفتاح، عادل رواس، فؤاد عبدالشكور، طارق كيال، إبراهيم مريكي، الشبيكي، الحمود، عثمان مرزوق، وحيد جوهر