يزور رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان اليوم الخميس باريس وتستمر الزيارة يوما واحدا يلتقي خلالها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزيري الخارجية لوران فابيوس والدفاع جان إيف لو دريان. وعلمت "الرياض" من أوساط فرنسية مواكبة للزيارة في الخارجية الفرنسية بأن المسؤولين الفرنسيين سيجددون أمام الرئيس اللبناني تمسك فرنسا بأمن لبنان واستقراره وإبعاد أي تداعيات للأزمة السورية عليه. والواقع أن أمن لبنان هو أولوية فرنسية في هذه المرحلة وستكرر فرنسا التزامها تفويضها ضمن القرار 1701 في الجنوب حيث يبلغ عدد جنودها حاليا 944 جنديا. وسيبعث المسؤولون الفرنسيون برسالة دعم قوية للجيش اللبناني إنطلاقا من أن الهدف الذي تسعى اليه فرنسا ضمن القرار 1701 هو إيلاء مزيد من الصلاحيات للجيش اللبناني. كما سيجدد المسؤولون الفرنسيون لسليمان اهتمامهم بالشقين الاقتصادي والاجتماعي عبر مختلف المؤسسات الرسمية الفرنسية ومنها "وكالة التنمية الفرنسية" وبالتعاون أيضا مع الدول المانحة، والإسهامات الفرنسية متعددة ثقافيا عبر "المعهد الفرنسي" وعبر الاتفاقات مع الدولة اللبنانية والتي تدعم قطاعات عدة منها الكهرباء ودعم إنتاج بعض الصناعات. الدبلوماسية الفرنسية تؤيد دعوة سليمان الى تجديد «الحوار الوطني» هذه السياسة التنموية الفرنسية ليست عابرة بل تندرج ضمن سياسة تنمية المناطق المهمّشة وخصوصا ان "أحد اسباب التوترات الأساسية في الشمال اللبناني هو الفقر والتهميش الذي يؤدي الى تصاعد التوتر"، وتلفت هذه الأوساط الدبلوماسية الى أن "بعض مناطق الشمال تبدو اكثر حرمانا من الجنوب الذي ينعم اليوم بقدر مقبول من الإزدهار النسبي". وتنظر الدبلوماسية الفرنسية بعين إيجابية الى دعوة سليمان الى تجديد هيئة الحوار الوطني وتسبغ أهمية على "إعلان بعبدا" بنقاطه ال17 داعية الى أخذها بالاعتبار "لأنها نقاط اساسية ينبغي السير بها". وأهمية الحوار بالنسبة الى فرنسا تنطلق من كونه "مهدئا" للتوترات الأمنية الأخيرة وخصوصا في طرابلس وعكار وعند الحدود مع سوريا وحوادث المخيمات ما جعل الوضع خطرا.فلا جديد معلنا في دبلوماسية فرنسا تحت حكم فرانسوا هولاند وإدارة وزارة الخارجية من قبل لوران فابيوس بل تكرار للمواقف الثابتة ومنها التحاور مع جميع الأطراف والأفرقاء اللبنانيين. وضمن الأزمة السورية تدعم فرنسا جهود لبنان لاستقبال اللاجئين السوريين وإشعارهم أنهم في أمان"، لكن الموقف الرسمي الفرنسي لا يطالب كما لم يطالب لمرة واحدة بمنطقة عازلة في الشمال اللبناني "ما تريده فرنسا هو انتشار الجيش اللبناني لأنه عنصر أساسي لعودة الاستقرار والأمن وما تريده فرنسا حاليا فهو "تحقيق الفصل السابع لتطبيق خطة كوفي عنان". ويتمسك الفرنسيون بموقفهم في ألا يكون الرئيس السوري بشار الأسد ضمن الفترة الانتقالية للحكم وهو ما اشار اليه بوضوح البيان الختامي لمؤتمر "اصدقاء سوريا". من جهة ثانية يبدو أن "شراكة دوفيل" وضم لبنان إليها ستحظى بمكانها أيضا على أجندة المباحثات، علما بأن فرنسا التزمت سنة 2011 في "دوفيل" بتوفير مساعدة ب 650 مليون يورو لمصر بين عامي 2011 2013، ووضعت 300 مليون يورو في مطلع سنة 2012 لتوسيع الخط الثالث لمترو أنفاق القاهرة.