أوضح الناطق الإعلامي بشرطة منطقة الباحة المقدم سعد بن طراد الغامدي نتائج التحقيقات التي تولتها لجنة مشكلة من فريق عمل مكون من إمارة منطقة الباحة وشرطة المنطقة والمرور والبحث الجنائي بإشراف مباشر من مدير شرطة منطقة الباحة اللواء محمد بن حمد الهطلان وذلك بناء على توجيه ومتابعة من أمير منطقة الباحة صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز حيث وجه سموه بالتحقيق في ملابسات الحادث من جميع جوانبه ووضع الأمور في نصابها بكل حزم وشفافيه. وتوصل فريق التحقيق إلى ثبوت مسؤولية وإدانة الدورية الأمنية ودورية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بوقوع تلك الحادثة إثر تصرفهم تصرفاً فردياً وعدم تقيدهم بالأوامر والتعليمات التي تقضي بمنع المطاردة مالم يكن الأمر يستدعي ذلك وفق آلية معينة بأخذ التوجيه الصريح من قبل المرجع . وبين المقدم الغامدي أنه تم كذلك مؤاخذة الشركة المنفذة لكبري الحميد وذلك لافتقار الموقع لأدنى وسائل السلامة المرورية وعدم وجود مصدات خرسانية مما ساهم في وقوع هذه الحادثة المأساوية . وفي ختام تصريحه قال المقدم الغامدي بعد الدعاء للمتوفى إنه تم أيضاً مؤاخذته -رحمه الله- بعدم التوقف ومعرفة ما لدى أفراد الدورية وأعضاء الهيئة مما حدا بهم لمطاردته مع أن الأمر لا يرتقي سواء للهروب أو المطاردة ، ومع ذلك فإن هذا الأمر لا يعني عدم مسؤولية الهيئة أو الدورية أو التخفيف عنهم بوقوع هذه الحادثة . الناطق الإعلامي في شرطة الباحة: اللجنة تم تشكيلها بتوجيه من الأمير مشاري بن سعود ومن جهة أخرى قامت الرياض بجولة على مستشفى الملك فهد لاستطلاع رأي المسؤول عن أحوال المصابين وكذلك جولة إلى محافظة بالجرشي للتعرف على رأي أقرباء المتوفى وزملائه في العمل واستطلاع أراء بعض شهود العيان الذين أكدوا للرياض أن سيارة الهيئة استوقفت السائق الغامدي وأمرته بخفض صوت المسجل وذلك عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل وقال أحد الشهود إنني كنت على مقربة من ذلك وكانت أناشيد أطفال "لطيور الجنة" إلا أن الهيئة أوقفته وأرغمته على خفض الصوت ولا أدري ماالذي دار بينه وبين أعضاء الهيئة من كلام حيث تحرك السائق بسيارته ومضى ولكنه تفاجأ بملاحقته من قبل الهيئة ولحقتهما دورية أمن حتى حدث ما حدث . الطفلة درر وقال آخرون ممن شهدوا الحادثة إن سيارتي الهيئة والدورية الأمنية كانتا تطاردان هارباً يقود سيارة ألتيما ، وبعد وقوع الحادث هربت كل من الدورية الأمنية والهيئة ولم يتوقفا لإسعافه هو وأسرته . أما أخو السائق المتوفى -رحمه الله- وهو الدكتور خالد الغامدي فقد أكد ل"الرياض" أن أخاه يتسم بالهدوء وليس بعدواني الطبع ولا يعاني من أي أمراض نفسيه بل إنه على خلق مؤكداً تحميله كامل المسؤولية للهيئة ودورية الشرطة التي أغضبته وطاردته دون وجه حق ودون أدنى سبب يجعلهما تطاردانه ولديه أسرة وأطفال مشيراً أن 18 متنزهاً من المواطنين أدلوا بشهاداتهم في شرطة المنطقة وبينوا كيف قامت الهيئة باستفزازه ومطاردته. وطالب الدكتور خالد مسؤولي المستشفى بسرعة معالجة يد الزوجة التي انفصلت عن جسدها من الكتف وتعرضت لعدد كبير من الكسور وإذا تأخر العلاج فإن يدها ستتعرض للبتر كلياً. الطفل خالد اما زملاء العمل للمتوفى الغامدي الذي كان يعمل بمؤسسة البريد السعودي بمحافظة بالجرشي فقد أجمعوا على أنه يتمتع بدماثة الخلق ورجل سخي ويحب العمل لأنه كان قائماً بالعمل البريدي على وظيفة (متعاقد) في قرية الطلقية وتلقى خبر تثبيته على وظيفة رسمية بالمرتبة الخامسة بناء على الأمر السامي الكريم وقبل الحادث بيوم أبلغ زملاءه أنه في غاية السعادة وسيقوم بنزهة عائلية بهذه المناسبة. كما أجرت الرياض اتصالاً بأحد مسؤولي مستشفى الملك فهد بالباحة رغب عدم ذكر اسمه كون تصريح الحالة الصحية للمصابين لم يصدر بعد إلا أنه بين أن عدداً من العمليات الجراحية أجريت يوم أمس ليد الزوجة بحضور خمسة استشاريين من العظام والأعصاب وجراحة التجميل والتخدير واستمرت تسع ساعات من الرابعة فجراً حتى الثانية عشرة ظهراً دون توقف ، وأوضح انه لا يمكن التنبؤ بعودة اليد لوضعها الطبيعي إلا بمشيئة الله ، لأن الإصابات كبيرة ولم يعد يمسك اليد من تحت الكتف سوى الشرايين . عبدالرحمن الغامدي رحمه الله أما حالة الطفل فهي كذلك غير مستقرة وكونه في العناية الفائقة فلا نستطيع القول بسلامته أو خلاف ذلك كونه تحت رقابة صحية مشددة نظراً لوجود نزف داخلي وكسور مضاعفة، أما الطفلة فحالتها شبه مستقرة ولله الحمد. وكانت الرياض قد نشرت يوم أمس الأول خبر وقوع حادث "مطاردة" الهيئة لسيارة تقل أسرة في متنزه غابة السكران بمنطقة الباحة والتي نتج عنها في خروج سيارة ألتيما موديل 2007عن خط سيرها وانقلابها من جسر الحميد بطريق الجنوب وكانت السيارة تقل أسرة مكونة من زوجة السائق وطفل وطفلة حيث توفي الزوج سائق السيارة المواطن عبدالرحمن بن أحمد ناصر الغامدي في العقد الثالث من العمر وبترت يد زوجته من الكتف وهي حامل في الشهر السادس وإصيب الطفل خالد الذي يبلغ من العمر ست سنوات بكسور مضاعفة في معظم اجزاء الجسم مع وجود نزيف داخلي حيث يرقد في قسم العناية المركزة والطفلة درر البالغة من العمر 4 سنوات والتي أصيبت بعدد من الكسور البسيطة وحالتها الصحية شبه مستقرة .